يتطلع الكثيرون من عشاق الأدب والفنون لانتعاش الثقافة بالجزائر بعد انجلاء الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد، خصوصا وأن القائمون على رأس الثقافة لم يقفوا موقف المتفرج في ظل هذا الوباء الذي أغلق مراكز الثقافة وأبواب المسرح والسينما، والتي باتت اليوم شبه مهجورة لتكون الثقافة الافتراضية البديل الأمثل في ظل الحجر المنزلي، بعد أن أسدل الستار دون سابق إنذار على مختلف الفعاليات والتظاهرات الثقافية والفنية عبر ربوع الوطن.. هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان. عشاق الأدب والسينما والمسرح في عنابة، استحسنوا كثيرا هذه المبادرة، واستمرارية النشاطات الثقافية عبر شبكة الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي، وأكدوا على أن الثقافة انتعشت على غير العادة بعد هذا الوباء الذي أصاب العالم، والذي شل الحركة ولكنه لم يشل عقول المفكرين والمثقفين، الذين وجدوا في العالم الافتراضي ملاذهم للنشاط والتواصل مع الجمهور. مسابقات ومهرجانات عبر شبكة الانترنيت عنابة من الولايات التي تضافرت بها الجهود لتنتهج هذا المسار، وتطلق مسابقات ومهرجانات عبر شبكة الانترنيت، على غرار مديرية الثقافة، والتي قامت بتنظيم مسابقة «الفكاهة» تحت شعار «مواهبنا ثروتنا»، وهي مفتوحة للشباب المبدع الأقل من 35 سنة بحيث يرسل مقطع تمثيلي أوصوتي فكاهي، مسابقة للأطفال في الرقص الفني «الجيمناستيك» والتي جاءت تحت شعار «أقعد في دارك وتدرب على الجيمناستيك»، مسابقة «الشاب العازف» المفتوحة للشباب المبدع من 15 إلى أقل من 35 سنة، في العزف على الآلات الموسيقية المتنوعة، إضافة إلى مسابقة «المنشد الصغير» للأطفال من 06 إلى 12 سنة، و»المبدع الأدبي الصغير»، و»مسابقة في الرسم» تحت شعار «أبدع وأرسم من بيتك». كما أطلقت مديرية الثقافة المهرجان الافتراضي للفيلم المنزلي، و»الصالون الافتراضي الأول للصورة الفوتوغرافية»، مسابقة «القصة القصيرة» مستلهمة ومستوحاة من موضوع الخيال العلمي في عصر كورونا فيروس. أبوالفنون في الموعد بدوره مسرح عز الدين مجوبي كان في الموعد ، وتحت شعار «اقعد في دارك المسرح يجي حتى لعندك» أطلق برنامجا تفاعليا لنشاطات فنية وثقافية لتقريب أبي الفنون من سكان بونة أكثر، لا سيما في ظل الحجر المنزلي، ومحاولة كسر الملل وسط العائلات من خلال تنظيم مسابقات وعرض مسرحيات، على غرار «مسرح العائلة»، الذي يفسح المجال أمام العائلات لإقامة عرض مسرحي فيما بينهم، ويتم تصويره وإرساله إلى صفحة المسرح على موقع الفايسبوك أوعلى البريد الإلكتروني، على أن يتم اختيار العرض الفائز نهاية الشهر الحالي. بالإضافة إلى مسابقة «أحكيلي حجاية» وهي عبارة عن قصص قصيرة، يتم تصويرها في البيوت وإرسالها أيضا إلى صفحة المسرح أوالبريد الإلكتروني، ومسابقات أخرى في «وان مان شو» لاكتشاف المواهب الشابة، والرسم والتي تهدف إلى تثبيت التواصل مع الصغار وبناء تقاليد مستقبلية من خلال فن الرسم وعلاقته بأبي الفنون، كما قرر المسرح أن يبث مسرحيات يوميا للكبار على الساعة السادسة والنصف مساء وللصغار على العاشرة والنصف صباحا عبر حسابه على موقع «يوتيوب». استحسان الجمهور تجاوب مع هذه المبادرات الجمهور العنابي، والذي يأمل في استمراريتها إلى ما بعد «كورونا»، حيث يقول في هذا الصدد «أمين سرغيني» أستاذ لغة عربية في الطور الثانوي «أن التواصل عبر العالم الافتراضي أنقد الثقافة من الجمود»، مشيرا إلى أنه من عشاق أبي الفنون، حيث ينتظر يوميا ما سيجود عليه المسرح من عروض هووعائلته وأبناءه الصغار، كما أكد أنه من محبي الأدب بحيث أنه يطالع اليوم عبر صفحات الفيسبوك أخر أعمال ونشاطات الكتاب والأدباء، على اعتبار أنهم في تواصل دائم مع قرائهم، وهوالشيء الايجابي يقول محدثنا في ظل هذه الجائحة التي لم تستطع خلق قطيعة بين الثقافة وجمهورها. في حين رأت السيدة «عائشة دريدي» أستاذة لغة فرنسية أن هذا الوباء أنعش الثقافة في بلادنا، بظهور مسابقات ومهرجانات ونشاطات استفاد منها الكبار والصغار، قائلة بأن مثل هذه المبادرات يجب أن تتواصل على مدار السنة، على اعتبار أنهم بحاجة إلى الترفيه عن النفس أيام العطل الأسبوعية أوالسنوية لكسر الملل، وأشارت إلى أن هذا الوباء الخطير كان رب منفعة على الثقافة الجزائرية أين تضافرت الجهود في عالم تسوده الثقافة وتزدهر فيه الفنون، وهوما ذهبت إليه زميلتها «زينب ع» والتي اعتبرت هذه المبادرات بداية عهد جديد للثقافة الجزائرية. أطفال دون سن 12 وجدوا في عالم الثقافة الافتراضية ملاذهم، خاصة ما يقدمه لهم عالم المسرح، وهوما أكده حسام الذي أبان عن فرحته بما يقدم لهم من عروض مسرحية شيقة، كما أنه أكد لنا أنه سيشارك في مسابقة «العازف الشاب»، وهونفس ما عبرت لنا عنه شقيقته «لينا» والتي قالت بأنها ستشارك في مسابقة الرسم، غير أن أمين استهوته المشاركة في مسابقة «المنشد الصغير» على اعتبار أن صوته جميل أطربنا به.. وهي البراءة التي تأمل أن تتواصل هذه المبادرات في العالم الافتراضي خاصة أيام العطل.