أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق كأس الأمم الإفريقية المقرر إقامتها في الكاميرون، خلال الفترة من 9 جانفي الجاري وحتى 6 فيفري المقبل، بعد جدل كبير حول مصير البطولة. عارض السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، إقامة أمم أفريقيا هذا الشتاء، وحرك رجاله لتأجيل البطولة إلى الصيف المقبل، تحت ضغوط أندية أوروبا، لكن مخططه فشل أمام إصرار مسؤولي الكاف وحكومة الكاميرون على إقامة البطولة. ويتحفظ عمالقة القارة العجوز على إرسال المحترفين الأفارقة لمنتخباتهم، في ذروة المنافسات المحلية بأوروبا، وكذلك خوفًا من تفشي فيروس كورونا والمتحور الجديد أوميكرون. تقام البطولة الإفريقية بمشاركة 24 منتخبا للمرة الثانية على التوالي، بعد النسخة التي استضافتها مصر في صيف 2019 وتوج بها منتخب الجزائر. واستضافت مصر البطولة في الصيف، للهروب من مأزق المحترفين وغضب الأندية الأوروبية، إلا أنه رغم اعتدال الحرارة في أرض الفراعنة مقارنة بدول وسط وغرب إفريقيا، إلا أن غالبية المنتخبات المشاركة في البطولة، اشتكت من ارتفاع درجات الحرارة خلال البطولة. وأعلن أحمد أحمد، رئيس الاتحاد الإفريقي السابق، عودة الكان لتقام في الشتاء من جديد، بناءً على طلب الكاميرون، لكن باتريس موتسيبي رئيس الكاف الحالي، لم يحسم مصير البطولة بشكل دائم في الشتاء أو الصيف. جرت العادة أن تقام الكان في الشتاء، لكن الأندية الأوروبية كانت تواجه ذلك بحالة من الغضب، خصوصا أنها تضطر للتخلي عن المحترفين لصالح منتخباتهم، في منتصف الموسم، وتفقد جهودهم أثناء مباريات قوية. وتمثل عودة كأس الأمم الإفريقية إلى فصل الشتاء، نقطة إيجابية، للتغلب على مشاكل ارتفاع درجات الحرارة في قارة إفريقيا خلال فصل الصيف. لكن تكمن الأزمة في تحفظ بعض أندية أوروبا على ترك اللاعبين للمنتخبات، وهو ما حدث مع إيمانويل دينيس لاعب نيجيريا المحترف في واتفورد الإنجليزي، والأزمات التي واجهها النسور في استدعاء فيكور أوسيمين لاعب نابولي الإيطالي. كما رفض عبد الصمد الزلزولي لاعب برشلونة الإسباني، اللعب لمنتخب المغرب، رغم تواجد اسمه ضمن القائمة النهائية للأسود، مفضلًا تمثيل منتخب إسبانيا، بعد ضغوط واضحة من ناديه الكتالوني. تعد إقامة أمم إفريقيا في الصيف، حلًا سحريًا لأزمة انتشار كورونا، لأن معدلات انتشار الوباء في هذا الفصل تنخفض مقابل ارتفاع درجة الحرارة. كما ستتفادى المنتخبات المشاركة أزمة الأمطار الموسمية التي تهطل بغزارة في معظم دول إفريقيا خلالال فصل الشتاء. ولا تملك غالبية الدول الإفريقية ملاعب ذات جودة عالية لمقاومة الأجواء الممطرة، لذلك ستتعرض البطولة لأزمات كبيرة، وهو ما يتوقع حدوثه بالكاميرون. ويضمن إقامة الكان في الصيف حضور جميع المحترفين، لأن الدوريات في بلادهم تكون قد انتهت بالفعل، وإن كان ذلك يأتي على حساب فترات الراحة التي يحصلون عليها، قبل بدء الإعداد مع فرقهم للموسم الجديد. في المقابل، يعاني بعض المحترفين الأفارقة بعدما اعتادوا اللعب في أجواء باردة بأوروبا، مما يجعلهم يشتكون من ارتفاع درجة الحرارة خلال البطولة.