وسط الموجة الرابعة لفيروس «كورونا» التي تضرب الجزائر مؤخرا، سجلت مصالح وزارة الصحة، يوم الثلاثاء، أعلى حصيلة للفيروس التاجي منذ ولوجه إلى الجمهورية في 25 فيفري 2020، ما يوجب الحيطة والحذر في التعامل مع متحور «أوميكرون» الذي أضحى غالبا على كل المتحورات. أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، يوم الثلاثاء، 2521 إصابة جديدة ل»كورونا»، في قفزة نوعية ومرعبة لانتشار هذا الفيروس بالجزائر في وقت قياسي لم يخطر على بال أحد، رغم التخوفات وصافرات الإنذار التي دوت مبكرا تحسبا للموجة الرابعة من فيروس لازال يتفشى بشكل رهيب في العالم. ولم يكن لدى المختصين علم أن متحور «أوميكرون» سيكون المسيطر على الوضع الوبائي بالجزائر في أقل من شهر من سيطرة شبه كلية لمتحور «دالتا» الذي أنهك المنظومة الصحية بشكل لا يصدق في جويلية من السنة الماضية، وأبكى عائلات فقدت أفرادا منها بسبب نقص الأكسجين وأعراض هذا المتحور الفتاك. ولأن «أوميكرون» خرج من جنوب إفريقيا، فحسب من لهم نظر في القطاع الصحي أن يكون «دالتا» مساهما في الموجة الرابعة، لكن المتحور المستجد الذي ظهر في نوفمبر المنصرم كان له رأي آخر وتصدّر المشهد، لأن المصاب به ينقل العدوى ل18 شخصا محيطا به، بحسب ما أكده مدير معهد باستور وعضو اللجنة العلمية البروفيسور فوزي درار. وتحسبا للموجة الرابعة، اتخذت السلطات العليات في البلاد قرارات تصب في خانة خدمة المصلحة العامة، حيث تقرر، الأربعاء الماضي، تعليق الدراسة في كل الأطوار التعليمية لمدة 10 أيام، بهدف كبح انتشار «أوميكرون» في الوسط المدرسي الذي سجلت فيه إصابات 100٪ بهذا المتحور سريع الانتشار. ومع هذا القرار، اتخذت إجراءات تستهدف مواجهة سرعة انتشار المتحور المستجد، حيث علقت كل النشاطات في المجلس الشعبي الوطني وكذا وقف كل الزيارات الوزارية في الولايات إلى غاية تحسن الوضع الصحي الذي بات مخيفا بعض الشيء، رغم تطمينات الحكومة بالتحكم فيه. ولأن اللقاح يعد السلاح الأنجع لمجابهة «كورونا»، دعت الوزارة الاولى في بيان خاص بالوضع الوبائي، المواطنين إلى الذهاب بكثافة إلى مراكز التلقيح بغرض تلقي اللقاح وتشكيل مناعة جماعية قد تنهي هذا الوباء وتحوله إلى مرض يمكن التعامل معه بسهولة مثل الأنفلونزا الموسمية.