الجواز الصحي سيساعد على رفع نسبة التلقيح توقّع المختص في علم الأوبئة والطب الوقائي، عبد الرزاق بوعمرة، أن تسجّل الجزائر انتشارا كبيرا للمتحوّر «أوميكرون» بعد أسبوعين أو ثلاث أسابيع كأقصى تقدير، مؤكّدا أنّ المصالح الطبية ستعرف ضغطا رهيبا بالمرضى يفوق ما عاشته في الموجة الثالثة نظرا لسرعة انتقال المتغيّر الجديد بين الأشخاص.
أوضح المختص في علم الأوبئة والطب الوقائي في تصريح ل «الشعب»، أنّ المتحوّر الجديد «أوميكرون» أقلّ شراسة وخطورة من «دلتا» نظرا لعدم تسجيل إصابات خطيرة تتطلّب العلاج بالأوكسجين، ونقص الحالات الاستشفائية في الدول التي يتفشّى فيها هذا المتغير، ولكنه الأكثر انتشارا من مختلف السلالات المتحورة لفيروس كورونا، قائلا إنّ جميع المؤشرات تدل على أنّ أوميكرون سيكون الطاغي على الاصابات المسجلة في غضون أسابيع قليلة. وأضاف الدكتور بوعمرة أنّ ضعف الحملة الوطنية للتلقيح يمكن أن يسرّع في انتشار المتغير وظهور طفرات أخرى مع التراخي في احترام القواعد الوقائية، مشيرا إلى أنّ اللقاح يعد الخيار الوحيد الذي يساهم إلى حدّ كبير في مكافحة مخاطر الفيروس، محذّرا من عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة وعدم التعامل مع الوضع الوبائي بجدية وحذر، خاصة وأنّ الحديث عن عدم شراسة «أوميكرون» لا يعني أنه لا يوجد خطر لأن جميع الاحتمالات واردة، والتأكد من خطورته يتحقق بعد أسابيع. ويتوقّع أن يأخذ المتغير «أوميكرون» مكان سلالة «دلتا»، وسيصبح الطاغي، مشيرا الى أن النقطة السوداء التي ستواجه الجزائر في الأسابيع القادمة هي الضغط الكبير على مستوى المصالح الطبية بسبب الانتشار السريع للمتحور أوميكرون بالرغم من عدم التأكد من خطورته، مشيرا إلى أنّ أعراض أوميكرون تختلف عن سلالة «دلتا»، وتكون علامات خفيفة لا تتطلب الدخول إلى مصلحة الانعاش، ولكن من المرتقب أن تستقبل المستشفيات أعداد أكبر من المرضى. وتابع المختص في علم الأوبئة أنّه لأول مرة مند ظهور السلالات المتحور لفيروس كورونا تتجاوز حصيلة الإصابات في بعض البلدان 100 ألف في اليوم، وتصل إلى 200 ألف حالة، مرجعا السبب إلى الانتشار الكبير للمتغير أوميكرون بنسبة فاقت 60 بالمائة في بعض البلدان مقارنة بالمتحورات الأخرى، في حين أن أغلب الإصابات الخطيرة التي تصل إلى الإنعاش ما يزال يتسبب فيها المحور «دلتا». وبخصوص تأثير اللقاحات على المتغير الجديد، أجاب أنّ المتحورات أضعفت فعالية اللقاح بنسبة قليلة وأعطت مقاومة، ولكن الجرعة المعزّزة الأخيرة ساهمت بشكل كبير في تقوية المناعة ضد المتغير، والرفع من فعالية اللقاح إلى 80 بالمائة، مشيرا إلى أنّ أخد الجرعتين فقط غير كاف لتجنب مخاطر الفيروس الانتشار الكبير للمتحور الجديد، ويمكن أن يتسبب في ظهور متغير آخر بما أنّ عدد الطفرات كبير، حيث يجد الفيروس الظروف الملائمة للتحور. وأضاف أنّه بإمكاننا استدراك التأخر المسجل في وتيرة التلقيح، وبلوغ هدف المناعة الجماعية في سنة 2022، خاصة وأنّ جميع الإمكانيات متوفرة ولم يعد هناك مبرّر لعدم الإقبال على اللقاح، داعيا المواطنين إلى التحلي بالوعي وروح المسؤولية باعتبار أنّ فيروس كورونا مرض يهدّد الصحة العمومية، ويعرّض الجميع إلى الخطر. ويرى أن التطبيق الفعلي للجواز الصحي للتلقيح سيساعد على رفع نسبة التلقيح في ظرف وجيز، مبرزا أنّ مشكل العزوف عن التلقيح لا تعاني منه الجزائر، فحسب وإنما حتى الدول الأوروبية كفرنسا وإنجلترا، حيث لجأت هذه البلدان إلى فرض الجواز الصحي كشرط للدخول إلى بعض الأماكن العامة والملاعب، ما دفع مواطنيها إلى أخذ اللقاح بنسبة 90 بالمائة، معتبرا بأنّها طريقة ذكية تساعد على تحقيق الأهداف المرجوة.