الألعاب المتوسّطية بوهران محطّة مهمّة للرّياضة الجزائرية ثمّن الأمين العام للجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية خيرالدين برباري في حوار خاص ل «الشعب ويكاند» النتائج المحققة خلال السنة الرياضية الماضية 2021، معتبرا إياها بالمحطة التي عادت خلالها أغلب الاختصاصات للواجهة، وتمكّنت من حصد عديد الميداليات بمختلف الألوان رغم صعوبة المأمورية عالميا، قاريا وعربيا.. - الشعب ويكاند: ما هو تقيمكم لنتائج الرياضيين الجزائريين خلال محطات 2021؟ الأمين العام للجنة الأولمبية خيرالدين برباري: السنة الرياضية 2021 تخللتها عديد النتائج الإيجابية على كل الأصعدة سواء عالمية، قارية وعربية، كما شهدت عودة المنتخبات الوطنية للمشاركة في المنافسة بشكل منتظم بعد التوقف الطويل بسبب الجائحة الصحية التي عاشتها الجزائر كغيرها من بلدان العالم، على غرار الملاكمة التي افتكت ميداليات مختلفة الألوان في الدورات الدولية، الدراجة الجزائرية هي الأخرى حققت نتائج ممتازة خلال البطولة الأفريقية والعربية، السباحة أيضا تألقت في المسابح الأفريقية والعربية ومختلف البطولات المفتوحة المؤهلة لمواعيد عالمية، ما يؤكد أن الرياضة الجزائرية عادت بشكل تدريجي إلى الواجهة في مختلف الاختصاصات. - كيف تعاملتم مع الجائحة وأهم الخطوات للعودة للنّشاط؟ بكل صراحة الإجراءات أثّرت كثيرا على رياضيي النخبة خاصة قبل الألعاب الأولمبية التي جرت بطوكيو 2021، وسبق لنا الحديث في هذا الجانب خلال الندوة الصحفية التي أعقبت الموعد لأن الرياضيين لم يحضروا بالشكل المطلوب الأمر الذي انعكس على النتائج، لكن فيما بعد شرعنا في العودة التدريجية لجو التحضيرات كانت على مرحلتين بداية مع الرياضات التي تمارس في الهواء الطلق كخطوة أولى، وبطريقة مدروسة وإستراتيجية ممتازة، في حين كان هناك بروتوكول صحي صارم بالنسبة للاختصاصات التي تمارس داخل القاعات لتفادي الإصابات بالوباء الخطير، وحماية الرياضيين والطواقم المرافق لهم، وبعد مرور عدة أشهر الأمور حاليا تسير في الطريق الصحيح، حيث عادت كل الرياضات إلى النشاط. ^ أين يكمُن دور اللّجنة الأولمبية في مرافقة الرياضيّين للعودة للنّشاط؟ ^^ اللجنة الأولمبية الجزائرية كانت قريبة من كل الرياضيين والاتحاديات، خاصة الذين كانوا معنيين بالمنافسات الدولية من أجل تسهيل الأمور لضمان تحضير جيد، من خلال فتح الأبواب لكل الاتحاديات التي كانت ترغب في الاستفادة من إعانات مالية من خلال التقدم بطلب، وكل ذلك يدخل ضمن مرافقة اللجنة، لأن المأمورية كانت صعبة على الهيئات الرياضية في بداية العودة للنشاطات بسبب الضائقة المالية التي واجهتهم، لكن بعدما تم استحداث حساب خاص وضع من طرف الدولة الجزائرية تحت تصرف الاتحاديات المعنية بألعاب البحر المتوسط أنهت المشكل وأصبح الجميع يعمل في أريحية مالية، وشرعوا في تجسيد البرنامج التحضيري المسطر وإقامة معسكرات داخل وخارج الوطن من أجل رفع المستوى، حتى تكون العناصر الوطنية في الموعد لتشريف الراية الوطنية في الحدث المتوسطي الكبير الذي سيكون بوهران صيف 2022، وهناك نقطة أخرى مهمة. - ما هي تفضّل؟ من بين أكبر المشاكل التي تبقى مطروحة ولها تأثير مباشر على تجسيد البرنامج السنوي والتحضيرات بالنسبة لرياضيي النخبة وصول المنح متأخرة، الأمر الذي له انعكاس سلبي خاصة على الإتحاديات التي لا تملك مصادر تمويل، ولهذا نأمل أن تصل الأموال في الوقت المحدد، لكي نتمكن من تحديد الأهداف المرجوة من المشاركة في مختلف التظاهرات على كل الأصعدة. - هل حقّقتم الأهداف المرجوّة خلال سنة 2021؟ حقيقة نعم حقّقنا النتائج المرجوة خلال سنة 2021 خاصة في بعض الإختصاصات التي كنا نعوّل عليها، والتي تعتبر الجزائر من خلالها بارزة على كل المستويات، وهذا ما أكدنا عليه خلاله المنابر الإعلامية في عديد المرات أنّنا كمسؤولين نركز على الاختصاصات التي لها معالم الميداليات العالمية والأولمبية، على غرار ألعاب القوى، الملاكمة، الجيدو، المصارعة..إلخ، لأنها قريبة جدا من المستوى الأولمبي والعالمي لكي نحقق نتائج إيجابية في قادم المواعيد، وهذه الإستراتيجية متبعة في كل دول العالم حيث دائما تركز على الاختصاصات التي لها تقاليد التتويج الأمر الذي يساعد في النجاح، كما أن عددا كبيرا من الاتحاديات الجزائرية تعمل من أجل العودة إلى سكة المستوى العالمي والأولمبي من خلال تسطير برنامج ثري في التكوين والتحضير، وتطوير قدرات الرياضيين. ^ كيف رافقت اللجنة الأولمبية الاتحاديات الرياضية في فترة الجائحة؟ ^^ اللجنة الأولمبية تبقى شريكا ومرافقا دائم للاتحاديات الرياضية في كل الأوقات، أما خلال فترة الجائحة عملنا على تقديم الدعم من أجل العودة التدريجية لجو التدريبات، وبما أن أغلبية الهيئات كانت تعاني من الضائقة المالية مثلما سبق لي القول فتحنا الباب أمام الجميع وكل الاتحاديات التي تقدمت بطلب لتلقي إعانات مالية استلمت ذلك، حتى يبقى التركيز على إعادة الرياضيين إلى جو المنافسات والتحضيرات خاصة تلك المقبلة على المشاركة في العاب البحر المتوسط بوهران، كما عملنا على دعمهم بالمنح الأولمبية التي تتحصل عليها اللجنة الأولمبية من نظيرتها الدولية بناءً على معايير معينة وأبطال معنيين على غرار ياسر تريكي، وليد بيداني، بشير سيد عزارة، ايمان خليف، لأنهم شرفوا الراية الوطنية ولديهم منحة أولمبية حتى يواصلوا العمل لأولمبياد باريس 2024، وهذه المنحة تمتد لأربعة سنوات بمبلغ مالي محترم. - هل تمّ تجسيد النّقاط التي تمّ المصادقة عليها في الجمعية الماضية؟ أكيد خلال الجمعية العامة الماضية تم إعداد محضر يتضمن النقاط التي صادق عليها أعضاء الجمعية العامة، وعرفت تجسيد فعلي في الميدان بنسبة مائة بالمائة، بالإضافة إلى نقاط أخرى تم إدراجها من خلال المشاورات مع أعضاء المكتب التنفيذي خاصة في جانب التسيير لإضفاء شفافية أكبر وتحقيق نتائج أفضل بما يتماشى مع المعطيات والمستجدات، ولأول مرة اللجنة الأولمبية اعتمدت على نظام محاسبة بطريقة ازدواجية، بالإضافة إلى تقييم كل ممتلكاتها وتقييم كل ما يتعلق بجانب عائدات الإشهار والعتاد، كل ذلك يدخل في إطار الشفافية للدفع بالرياضة الجزائرية نحو الأمام ومرافقة الاتحاديات والرياضيين بكل ما تملك لتحقيق انطلاقة جيدة بداية من موعد وهران 2022. - ما هي الأهداف المنتظرة من الألعاب المتوسّطية بوهران 2022؟ الألعاب المتوسطية بوهران 2022 تعتبر محطة مهمة جدا للرياضة الجزائرية، ونحن نركز كثيرا من أجل إنجاح التظاهرة من كل الجوانب، لأنه مثلما يعرف الجميع مثل هذه المواعيد الكبيرة تعتبر بمثابة مصادر إشعاع للمجتمعات، وسنجعل منها الانطلاقة الحقيقية للجزائر من أجل العودة إلى سكة احتضان أكبر المواعيد الرياضية مستقبلا، بدليل أن الدولة الجزائرية رصدت إمكانيات كبيرة للتحضير الأمثل للطبعة 19 للألعاب المتوسطية حتى تكون الباهية عروس المتوسط بامتياز، ونعطي أجمل صورة عن وطننا من كل النواحي على غرار التراث الذي تزخر به الجزائر، الخدمات الفندقية والظروف التي ستقيم فيها الوفود، إضافة إلى السعي لتحقيق نتائج إيجابية من طرف رياضيينا من خلال تحقيق أكبر عدد من الميداليات، والهدف المنشود على المدى البعيد يتمثل في بروز وهران كقطب رياضي كبير سيكون له صدى إيجابيا على الرياضة الجزائرية والرياضيين على حد سواء، بما أنها تستفيد من منشآت جديدة بمعايير دولية ستسمح للمنتخبات الوطنية بالتحضير فيها مستقبلا، والتقليل من تكاليف التنقل للخارج لأنها تتوفر على كل الشروط اللازمة. - كيف يجري التواصل بين اللجنة ومحافظة الألعاب المتوسطية بوهران؟ خلال آخر اجتماع للمكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الجزائرية مؤخرا، تطرقنا إلى جدول أعمال للجمعية العامة العادية لمناقشة التقريرين المالي والأدبي لسنة 2021، وكذا الحديث عن تحضيرات وهران والألعاب المتوسطية الصيف القادم، ونحن في تواصل دائم مع الفاعلين ومحافظة الألعاب للوقوف على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بهذا الجانب، يأتي ذلك لأن اللجنة لها نيابة رئاسة العاب البحر المتوسط، ولهذا نحن في تواصل دائم أيضا مع كل اللجان الأولمبية للدول المعنية بالمشاركة في هذا الموعد حتى تكون كل الأمور في الطريق الصحيح من الجانب التنظيمي والإداري وكذا اللوجيستيكي، ومن خلال العمل المشترك سنكون في الموعد وننجح في احتضان هذا العرس الكبير. - ماذا عن قادم الأهداف انطلاقا من الألعاب المتوسطية بوهران وألعاب التضامن الإسلامي بتركيا؟ لا يخفى على الجميع أن كل الاتحاديات ملزمة بتقديم أفضل ما لديها في الألعاب المتوسطية بوهران من أجل تشريف الراية الوطنية وتحقيق نتائج إيجابية، الأمر ذاته بالنسبة لألعاب التضامن الإسلامي، حيث ستكون الجزائر حاضرة في هذا الموعد شهر أوت 2022 ببعض الاتحاديات التي لها تقليد من أجل تحقيق أكبر عدد من الميداليات بمختلف المعادن، كل هذه النقاط سواء التي تم تجسيدها أو التي سنسعى لها تدخل في إطار العمل المكثف من أجل إعادة بعث الرياضة الجزائرية مجددا، وتدارك التأخر الناتج عن التوقف بسبب الجائحة حتى نحقق الأفضل مستقبلا، وسنناقش كل هذه الأمور التي سبق لي ذكرها خلال الجمعية العامة العادية، وسنعرض كل التفاصيل في الجانب المالي والأدبي أمام الأعضاء للمصادقة عليها.