الموعد المتوسّطي يجب أن يكون محطّة للعودة إلى الواجهة قامة حقيقيّة في الرّياضة الجزائرية والعالمية تألّق وسطع نجمه في كرة اليد، مدرّبا نال عديد الألقاب وكان له الفضل في إدراج طريقة اللّعب بالدفاع المتقدّم في القاموس العالمي للكرة الصغيرة، ليعتلي بعدها وزارة الشباب والرياضة هو محمد عزيز درواز، الذي عيّن مؤخّرا محافظا للألعاب البحر الأبيض المتوسط التي ستجري صيف 2022 بعد غياب دام 20 سنة عن الساحة، وخصّ "الشعب ويكاند" بحوار تطرّق من خلاله إلى عديد النقاط التي تخص الرياضة الجزائرية عامة والأسباب التي أدت بها إلى هذا الوضع الكارثي، والأهداف التي يطمح لها خلال موعد وهران، الذي اعتبره المنعرج الحقيقي من أجل إعادة الرياضة الجزائرية إلى الواجهة على كل الأصعدة وجميع الإختصاصات بعد التراجع الرهيب. - «الشعب ويكاند": ما هي تطلّعاتكم بعد تعيينكم محافظا للموعد المتوسّطي بوهران 2022؟ محمد عزيز درواز: أفتخر كثيرا بالثّقة التي وضعتها السّلطات العليا في شخصي من خلال تكليفي بهذه المهمة كمحافظ للألعاب المتوسطية التي ستجري فعالياتها بولاية وهران صيف 2022، والتي ستكون فرصة لرجوعي إلى الساحة الرياضية من جديد بعد غياب دام 20 سنة كاملة. لهذا أتمنّى أن أوفّق في مهمّتي من خلال تقديم الإضافة اللازمة في المرحلة التي تفصلنا عن انطلاق الحدث المتوسطي، الذي نرغب كلنا أن يكون بمثابة عرس حقيقي، وذلك يكون بنجاحنا على الصعيدين التنظيمي والرياضي لأنّنا بلد كبير، وبرهنا في السابق قدرتنا على ذلك من خلال توظيف الخبرة وكذا من ناحية النتائج التي نطمح إلى أن تكون في المستوى، ونحصد أكبر عدد من الميداليات في الإختصاصات المبرمجة في هذه الطبعة. - هل وهران ستكون جاهزة من ناحية التّنظيم، الذي لم يعد يفصلنا عنه إلا أشهر قليلة؟ وهران ستكون عروس المتوسط خلال الصيف القادم لأنّ هذه الولاية تتمتّع بمؤهّلات سياحية كبيرة، وستعطي أجمل صورة عن الجزائر من كل النواحي، وسنعمل من جهتنا على ضمان جاهزية هذه المدينة من ناحية التنظيم لإنجاح التظاهرة المتوسطية التي ستكون في ظروف استثنائية، بسبب الوضع الصحي الذي عاشته كل دول العالم، والذي أدى إلى تأخير الموعد بسنة كاملة نظرا لانتشار فيروس كورونا، والذي كان القرار المناسب من طرف المسؤولين على رأس اللّجنة المتوسطية الدولية لأنّ العالم كان يمر بظروف صعبة جدا، ما يعني أنّ سلامة الرياضيّين أولى من كل شيء آخر. وفي نفس الوقت كانت فرصة لنا من أجل إكمال المشاريع المتعلقة بالمنشآت الرياضية حتى تكون المنافسة ناجحة من كل النواحي لأن الجزائر ستكون على موعد مع إستقبال وفود من ثلاث قارات (الأوروبية، الآسيوية والإفريقية)، هذا هو الهدف المباشر بالنسبة لنا، حيث نرغب في أن تكون الألعاب بمثابة عرس حقيقي، ولن تكون نقائص في التنظيم، وكل مسؤول يتولى مثل هذه المهمة يجب أن يكون على دراية بثقل المسؤولية ويملك القدرة على النجاح، وسنطمح لتوظيف الخبرة والتجربة التي نملكهما خدمة لبلادنا، ومثلما سبق لي أن نجحت في مهام ومسوؤليات حسّاسة، سأطمح للنجاح في هذه المهمة بالذّات رغم صعوبة المأمورية لكن سنكون في الموعد بحول الله. - ماذا عن جانب النّتائج بالنسبة للرّياضيّين انطلاقا من المستوى المسجّل خلال أولمبياد طوكيو؟ أهم شيء يجب أن ننجح في استقبال الوفود التي ستأتي إلى وهران للمشاركة في هذا الموعد الكبير من خلال توفير الظروف الملائمة، والتي تعطي أجمل صورة عن الجزائر التي سبق لها أن احتضنت أكبر المواعيد من قبل ونالت ثناء كبار الدول..ولهذا ستكون كل الإطارات والمسيّرين والمتطوّعين مجنّدين لتحقيق الهدف المباشر، ومن جهة الرياضيين يجب أن نعمل على تحقيق أكبر عدد من الميداليات من خلال ضمان جاهزية مثلى للنخبة الوطنية المعنية بهذا الحدث الهام، وفي مختلف الإختصاصات المُدرجة في هذه الطبعة لأنّ المستوى المتوسطي عال، وهناك أبطال أولمبيّين وعالميّين سيمثلون الدول المشاركة، ولهذا يجب أن نعمل كل ما في وسعنا من أجل إيجاد الحلول اللازمة لإعادة الرياضة الجزائرية إلى مستواها الحقيقي بعد التراجع الكبير المسجّل في كل الإختصاصات، خاصة تلك التي كنّا نسجّل من خلالها نتائج إيجابية على غرار الملاكمة، الجيدو، الكاراتي دو، ألعاب القوى، كرة اليد، الكرة الطائرة حتى نتمكّن من منافسة كبار المنتخبات التي ستحضر إلى الجزائر الصيف القادم، لكي تكون بمثابة محطة العودة للواجهة من جديد بعد التراجع مثلما سبق لي القول لأنّنا نملك رياضيين شباب، ولهم مؤهّلات تسمح لهم بالتألق والمنافسة على الميداليات إذا وُفّرت لهم الظّروف والإمكانيات، هذا هو أهم عامل للنجاح مستقبلا. - ما هو تعليقك على وضع الرّياضة الجزائرية عامّة؟ مستوى الرياضة الجزائرية تراجع كثيرا في السنوات الأخيرة بصفة عامة، خاصة في الإختصاصات التي عوّدتنا على تحقيق نتائج إيجابية في السابق على غرار الرياضات الفردية مثلما سبق لي القول من قبل، وبالرغم من بروز بعض التّخصّصات مثل المبارزة والمصارعة التي تتواجد في المستوى العالمي، لكن يجب أن نُعيد النظر ونشرع في تجسيد الحلول اللازمة لكي تعود الجزائر إلى الواجهة في الرياضات التي كنا نتألق فيها قاريا وعالميا وحتى أولمبيا مثل ألعاب القوى، الملاكمة، الجيدو، كرة اليد وغيرهم، لكي نعود إلى منصات التتويج مجددا وأتمنى أن يكون الرياضيون عند حسن الظن في الألعاب المتوسطية بوهران لتشريف الجزائر في هذا العرس الكبير، ونتواجد في المراكز الأولى في الترتيب العام، لأنّنا نرغب في أن يكون الحدث محطة للعودة إلى الواجهة من كل النواحي. - ما هي الحلول التي تراها مناسبة لإعادة الرّياضة الجزائرية إلى الواجهة؟ يجب أن نشرع في تجسيد الحلول في أقرب وقت ممكن، لإنقاذ الرياضة الجزائرية عامة وبدرجة أكبر الإختصاصات التي طالما عوّدتنا على تحقيق النتائج في مختلف المواعيد، لأنّنا سنستفيد من مجموعة هياكل بمناسبة احتضان الألعاب المتوسطية، والتي أسّست بمعايير دولية والتي ستساعد في النهوض بالقطاع مجددا لكي نكون عند حسن ظن كل الجماهير الجزائرية المُحبة للرياضة مثلما قلت من قبل، بعدما عشنا مرحلة جد صعبة أدت بنا إلى الوضع الكارثي، وأنا لديّ ثقة كبيرة في الوزارة الوصية لكي تتّخذ الإجراءات اللازمة، وبالطريقة الفعالة حتى نحقّق أفضل النتائج في قادم المواعيد. - ما رأيك في ما يحصل مع كرة اليد؟ كرة اليد الجزائرية في وضعية صعبة جدّا لأنّها تعاني منذ فترة، وتراجعت بشكل رهيب بدليل أن المنتخب لم يدخل في تربّصات، حيث يبقى غائبا منذ مارس 2021 عندما شارك في دورة برلين المؤهلة للألعاب الأولمبية بطوكيو، ما يطرح عديد التساؤلات حول مسقبل النخبة الوطنية لأن منتخب السيدات هو الآخر اختفى منذ سنتين، الأمر الذي سيؤثّر على الأجيال الصاعدة لأنّهم لا يشاركون في التربصات والمنافسات منذ فترة طويلة، الأمر الذي سيؤدي إلى الكارثة بالنسبة لهذه الرياضة التي سبق لها أن شرّفت الألوان الوطنية، ورفعت راية الجزائر عاليا في الساحة الإفريقية والعالمية. وأتمنى أن تكون إعادة النّظر في الوضع، ومراجعة الأمور بصفة عامة بالنسبة لكل الرياضات حتى نعود للواجهة والمستوى الحقيقي لأنّنا نملك الإمكانيات، ولدينا الطاقات الشابة التي تستطيع تشريف الجزائر في أكبر المحافل الدولية، ولهذا أنا أصر على وضع استراتيجية تحضير بالنسبة لرياضيّينا من أجل ضمان جاهزية للموعد المتوسطي بوهران 2022 حتى تكون المحطة التي ننطلق منها نحو مستقبل أفضل. - هل ستُشرف على فرع مولودية الجزائرية لكرة اليد مستقبلا؟ قرار المسؤولين في شركة سوناطراك المتمثّل في إعادة الفروع التي كانت تحت تسمية المجمع الرياضي البترولي للفريق الأصل والأم مولودية الجزائر لا يعني التخلي عن التمويل، وإنما من أجل إعادة النظر في المشاريع المستقبلية في الجانب الرياضي، والأمور تسير لكي يكون حل نهائي للعودة بقوّة إلى الواجهة من خلال أخذ المشعل مجددا بالألوان الأصلية لكي تعود الجماهير المُحبة للمولودية إلى القاعات، وسيكون هناك استقبال للرياضيين في القريب من أجل الشروع في العمل تحت الشعار الجديد، ونحن سنساهم بقدر المستطاع في تقديم الدعم للنادي من أجل التألق مجددا مثلما كان عليه الحال في السنوات الماضية وتحقيق تتويجات جديدة، وهناك نقطة مهمة الرياضة الجزائرية في كل الإختصاصات يجب أن تعود إلى المختصين فيها في جانب التسيير لكي ننجح في بعثها من جديد وليس فقط كرة اليد لأنّنا بلد كبير، ويجب أن تكون نتائج تليق به.