حقّق فريق اتحاد خنشلة صعودا تاريخيا للرابطة المحترفة الأولى بعد أن أنهى بطولة القسم الوطني الثاني للهواة مجموعة وسط شرق في المرتبة الأولى وبرصيد 67 نقطة، ليعود ذوو اللونين الأبيض والأسود الى دوري الأضواء بعد سنوات طويلة من الغياب، وبالضبط منذ سقوطهم موسم 1975 - 1976. أنهى رفقاء القائد سامر البطولة بنتيجة التعادل من ميدان حمراء عنابة، فيما انهزم منافسهم المباشر شباب برج منايل بميدانه أمام شبيبة سكيكدة، لتنطلق أفراح غير مسبوقة بشوارع المدينة بمجرد نهاية المقابلة بملعب برحال بعنابة ثم بعودة الأنصار وحلولهم بالمدينة والى غاية ساعة متأخرة وصبيحة اليوم الموالي. وتتواصل أجواء الفرحة ولانتصار وسط أحياء مدينة خنشلة بعدما احتفل اللاعبون والطاقمان المسير والفني مع الأنصار، وجابوا الشوارع الرئيسية على متن حافلة مكشوفة في أجواء بهيجة بمناسبة هذا الانجاز التاريخي. مشوار بطل بعد منافسة قويّة مع برج منايل أدى فريق اتحاد خنشلة موسما استثنائيا استحق به الصعود عن جدارة وباعتراف كل المتتبعين، بما أنه كان الفريق الأحسن منذ بداية الموسم، وذلك رغم المنافسة الشرسة التي وجدها من اتحاد عنابة في النصف الأول من البطولة وشباب برج منايل الذي كان يطارده تارة ويتبادل معه مركزي الريادة والوصافة تارة أخرى، الى غاية «فض الشراكة» معه بعد لقائهما بملعب حمام عمار، وما يؤكد أحقية اتحاد خنشلة بالصعود هو لغة الأرقام المحققة، بعد أن فازوا في 19 مباراة كاملة وتعادلوا في 10 مناسبات فيما انهزموا في مباراة واحدة فقط، كما سجل هجوم الفريق 60 هدفا في 30 مواجهة وتلقت شباكه 22 هدفا، كما عاد لقب هداف البطولة لمهاجمه بايزيد سفيان برصيد 16 هدفا. بوكرومة يرفع التّحدّي دوّن رئيس اتحاد خنشلة الشاب بوكرومة وليد اسمه بأحرف من ذهب في سجل النادي والمدينة ككل، باعتباره أصغر رئيس في تاريخه من جهة، ومن جهة أخرى بعد أن رفع التحدي وأوفى بالوعد الذي قطعه للأنصار بتحقيق الصعود الى الرابطة المحترفة الأولى، وهو الذي استلم قبل مواسم قليلة زمام النادي في ظروف صعبة على كافة الأصعدة، ورغم الخيبة التي عاشها في موسمه الثاني لما ضيع الصعود في الجولة ما قبل الأخيرة لصالح جمعية الخروب، إلا أنه لم يستسلم ونهض بسرعة ورفع التحدي مجددا، ليحقق ما عجز عنه سابقوه رغم قلة خبرته. وصرح بوكرومة وليد مباشرة بعد نهاية المواجهة وترسيم الصعود، بأن هذا التتويج هو ثمار عمل متواصل دام عدة سنوات ميزتها الفرحة تارة والخيبة تارة أخرى، إلا أنه هو وطاقمه المسير واصلوا الاجتهاد والعمل رغم المشقة، وخاصة من الجانب المادي مقارنة بالأندية المنافسة، كما أثنى كثيرا على الأنصار واعتبرهم مصدر الإلهام، والسبب الأول الذي جعله يواصل رفع التحدي رغم الصعاب والعراقيل، كما أكد بوكرومة أنه لم يرتاح كثيرا بل سيبدأ مباشرة في وضع خطة للموسم المقبل، والذي سيكون دون شك صعبا، ويحتاج تحضيرا خاصا والكثير من الامكانات. فاروق الجنحاوي: «شرف أن أكون جزءا من هذا الانجاز» من بين مهندسي صعود الفريق الخنشلي أيضا هذا الموسم هو المدرب التونسي فاروق الجنحاوي، ابن مدينة القصرين الذي يقود العارضة الفنية للفريق للموسم الثاني على التوالي كان سعيدا جدا بهذا الانجاز، الذي اعتبره شرفا كبيرا له بما أنه كان سببا في إسعاد آلاف الأنصار، كما أثنى كثيرا على الإدارة التي وفرت له كل شروط العمل، وعلى اللاعبين الذي كانوا قمة في الاحتراف والانضباط، وأيضا على زملائه في الطاقم الفني المساعد لوعيل عبد الجليل والمحضر البدني ثامر الخضراوي. سامر عبد الحكيم: للصعود مع فريق القلب طعم خاص بدوره قائد التشكيلة الخنشلية وأحد أحسن اللاعبين في آخر موسمين سامر عبد الحكيم، اعتبر الصعود المحقق أجمل هدية للأنصار الذين كانوا سندا حقيقيا له ولزملائه طيلة الموسم الذي اعتبره شاقا ومتعبا، كما أكد أنه رغم لعبه لأندية كبيرة في صورة شباب قسنطينة، إلا أن الصعود مع فريق القلب يبقى انجازا متفردا ونجاحا له طعم خاص، واعدا الأنصار بالمزيد في الموسم المقبل. ومن جهة اخرى أثنى رئيس الاتحاد السابق موسى عراد كثيرا على العمل الجبار الذي قام به المكتب المسير برئاسة بوكرومة وليد، وكل من ساهم في تحقيق هذا الصعود التاريخي، مؤكدا أن النادي الخنشلي كان الأحسن منذ بداية الموسم ويستحق أن يتسيد المنافسة، وتوقع عرّاد أن يكون الموسم المقبل أصعب بكثير لكن العمل والتحضير الجيد والانضباط هي مفاتيح النجاح فيه. ومن بين مناصري الاتحاد الذين قضوا ليلة بيضاء وغمرتهم فرحة هذا الانجاز التاريخي، المناصر المعروف غدير محيو الذي صرح لنا بقوله «الحمد لله أننا حضرنا كجيل شاب هذا الصعود، وسنشاهد فريقنا في دوري الأضواء لأول مرة بحكم أننا لم نحضر فترة السبعينات، وسنصنع الفرجة مع أندية النخبة في الموسم المقبل، الجميع كانوا في مستوى التطلعات وأوفوا بالوعد الذي قطعوه لنا كأنصار».