انطلقت ببرج بوعريريج خلال أيام عيد الأضحى عملية جمع جلود الأضاحي من أجل استرجاع أكبر قدر ممكن من الجلود، قصد تثمينها واستغلالها في عملية صناعة الجلود والمساهمة في الحفاظ على البيئة بتسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح هذه المبادرة التي دعت إليها مديرية الصناعة تحت إشراف وزارة الصناعة بالتنسيق مع السلطات الولائية ومختلف الهيئات على غرار رؤساء البلديات، مديرية البيئة ومراكز الردم التقني. باشرت مديرية الصناعة ببرج بوعريريج بالتنسيق مع مختلف الهيئات المحلية، الانطلاق في عملية جمع واسترجاع جلود الأضاحي، في إطار تثمين صناعة الجلود وطنيا والحفاظ على البيئة والمحيط والمساهمة في الاقتصاد الوطني، هذه العملية التي أطلقتها مديرية الصناعة بإشراف من السلطات الولائية وممثلين عن 34 بلدية، وكذا الجمعيات المهنية الناشطة بالولاية. ومكّنت العملية من استرجاع كمية معتبرة من الجلود خلال اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك، وصلت إلى أزيد من 15 طنا من جلود المواشي والأغنام، بحسب مسؤول المؤسسة الولائية العمومية لتسيير مراكز الردم التقني ببرج بوعريريج، بلخيري عبد الوهاب، الذي كشف ل «الشعب» عن نجاح هذه الحملة ووصولها إلى نسب مقبولة إلى حد الآن. وأكّد ذات المسؤول في نفس السياق، عن تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية، تمثلت في أزيد من 142 عون نظافة معني بعملية جمع وفرز النفايات خلال أيام العيد، من بينهم 90 عونا معنيا بجمع بقايا الأضاحي والجلود و10 شاحنات مخصصة لنقل الجلود إلى مركز التجميع الولائية الخاصة، على غرار المذبح البلدي وسط مدينة برج بوعريريج الخاص بالمعالجة والتجميع، تمهيدا لإرساله إلى منطقة بوقاعة التابعة لولاية بجاية، حيث مكّنت العملية، وفقا لتصريحات ذات المسؤول من جمع واسترجاع أزيد من 15 طنا من هذه المادة الخام، وإرسالها إلى مصنع بوقاعة. وتهدف العملية بحسب مسؤولي قطاع الصناعة بالولاية، إلى تثمين صناعة الجلود وإعادة الاعتبار لهذه المادة الأولية المهمة في الاقتصاد الوطني، التي يتم تضييعها سنويا، وتتسبب في ضياع مورد اقتصادي مهم، إلى جانب المحافظة على البيئة والمحيط، حيث يتسبب الرمي العشوائي للجلود وبقايا أحشاء الحيوانات والأضاحي في تشويه المنظر العام للمدينة، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة عن تكدس هذه الفضلات والجلود في مناطق عشوائية دون استغلالها. وقد تمّ وضع العديد من النقاط الخاصة كمراكز لتجميع هذه الجلود، مهيأة بالإمكانيات المادية والبشرية الخاصة بتهيئة هذه الجلود والحفاظ عليها من التلف والتعفن، وقد تم تسجيل التزام وتقيد المواطنين في بعض الأحياء الشعبية بالإرشادات المتعلقة بالمحافظة على هذه الجلود من حيث حمايتها من التعفن والتلف على غرار حي 1044 مسكن الواقع وسط المدينة. وتمّ تسجيل استجابة واسعة من طرف المواطنين لهذه الحملة، من حيث فصل هذه الجلود عن باقي النفايات، ووضعها في الأماكن المخصصة لهذا الغرض بعد معالجتها بمادة الملح، في حين لم يلتزم بعض المواطنين على مستوى بعض الأحياء بالإرشادات المقدمة من طرف أئمة المساجد والنداءات التي كانت قد أطقتها مختلف الهيئات المحلية عبر وسائل الإعلام، ما أدّى إلى فساد وإهدار نسبة معتبرة من هذه المواد الأولية لصناعة الجلود. يذكر أنّ وزارة الصناعة أطلقت قبل أيام حملة وطنية واسعة ذات أبعاد اقتصادية وبيئية لجمع جلود الأضاحي عبر 20 ولاية قصد تثمينها كمدخلات أساسية في صناعة الجلود والنسيج والمساهمة في الحفاظ على البيئة من خلال استرجاع هذه الثروة الاقتصادية المهمة.