تسجل شواطئ ولاية بومرداس 44 المسموحة للسباحة وحتى الصخرية خارج غطاء حراس الحماية المدنية مزيدا من المآسي للعائلات بسبب حالات الغرق اليومية، منذ بداية موسم الاصطياف وحتى قبل هذا الموعد، أغلبهم شباب ومراهقين، أطفال وحتى نساء لم يقدروا كثير الظروف والمخاطر الناجمة عن حالة البحر المتقلبة هذه الأيام وكذا النصائح والإرشادات. في حصيلة جديدة لمصالح الحماية المدنية، سجلت ولاية بومرداس حالتي وفاة غرقا، الأولى كانت بشاطئ التخييم لبلدية زموري، وهو شاب يبلغ 32 سنة من العمر توفي رغم تلقيه الإسعافات الأولية من قبل عناصر الحماية المدنية وتحويله إلى المركز الصحي للمدينة، وتدخلت عناصر الوحدة الرئيسية للحماية المدنية في حادثة أخرى لإنقاذ ثلاثة غرقى بشاطئ الدلفين بواجهة البحر، حيث تم إنقاذ حياة غريقين يبلغان على التوالي 27 و28 سنة، فيما توفي الثالث البالغ 20 سنة من العمر بعد نقله إلى مصلحة الاستعجالات. كما شهد شاطئ بروك غير المحروس ببلدية قورصو تسجيل حالة غريق مفقود، ونفس الحالات عاشتها شواطئ دلس ورأس جنات بالخصوص التي عرفت أكبر عدد من الغرقى، خاصة في ظلّ الظروف الجوية المتقلبة وهيجان البحر الذي يشكل مصدر خطر على المصطافين الذين يغامرون بحياتهم تحت طائل ومبرر ارتفاع درجة الحرارة هذه الأيام، لكن بفاتورة بدت مرتفعة هذا الموسم مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وتبقى مصالح الحماية المدنية مجنّدة بتسخير 3200 حارسا موسميا للسهر على راحة المصطافين والتدخل في عمليات الإنقاذ من حالات الغرق وتقديم الإسعافات الأولية، إضافة إلى 100 عون حماية مدنية رؤساء مراكز الحراسة ومساعديهم و25 غطاس. أما فيما يتعلق بالمعدات والوسائل المادية المسخرة للحدث، فشملت 6 سيارات إسعاف، 3 سيارات اتصال 10 زوارق مطاطية شبه صلبة، 4 زوارق مطاطية وأجهزة أخرى محمولة للاتصال اللاسلكي وعتاد الإنقاذ والإسعاف. ورغم كلّ هذا التجنّد والاستعداد من قبل المصالح المختصة، تبقى عمليات التحسيس والتوعية ضرورية في مثل هذه الظروف التي تتطلب أيضا مشاركة العائلات والأولياء وتحمل مسؤولية مراقبة أبنائهم، خاصة الأطفال والمراهقين الذين كانوا عرضة لحالات الغرق اغلبهم من تلاميذ المدارس الذين اقتحموا الشواطئ بقوة مباشرة بعد انتهاء فترة امتحانات نهاية السنة. مخطط وقائي لمصالح الأمن أعدت مصالح أمن ولاية بومرداس بدورها مخططا وقائيا لمرافقة المصطافين والعائلات طيلة موسم الاصطياف، حيث سخرت كل فرقها لمراقبة وتمشيط الفضاءات العمومية والأماكن المعزولة التي يتردّد عليها بعض المنحرفين من أجل محاربة مختلف الآفات والسلوكيات السلبية لضمان راحة وسلامة ضيوف الولاية. كما تمسّ العملية أيضا مراقبة الأشخاص المشبوهين الذين يتاجرون ويستهلكون المخدرات والأقراص المهلوسة، فيما تتواصل الإجراءات المشدّدة ضد أصحاب الدراجات النارية الذين يصنعون ضجيج المدن والأحياء، ناهيك عن حالات الحوادث اليومية التي أدت بحياة عدد من الشباب والمراهقين، حيث تم مراقبة وتوقيف 300 دراجة نارية حسب بيان مصالح أمن بومرداس.