يرتبط عيد الأضحى المبارك دائما بالأضحية، ويشترك في ذاك أغلب المسلمين من كل أرجاء المعمورة، حيث تمتلئ الأسواق لسنة بالمواشي التي يعرضها التجار على المواطنين القادمين لشرائها، وعلى غرار باقي أسواق الوطن تعرف أسواق الماشية في مختلف مناطق ولاية بجاية اكتظاظا كبيرا للتجار والمواطنين، إلا أنها تشهد غلاء فاحشا غير مسبوق ما أدى إلى عزوف الكثيرين عن شراء كبش العيد، رغم أنه لا يفصلنا عن عيد الأضحى المبارك إلا أيام قليلة، ففي سوق الماشية الكائن بمدينة بجاية التقينا ببعض تجار الماشية القادمين من مختلف المناطق الداخلية للوطن، وحتى مربو الماشية المحليين، وكذا عدد من المواطنين الذي بعضهم للمشاهدة وآخرون ممن يستطيعون أتوا لإقتناء خروف من أجل هذه المناسبة الدينية المباركة . حيث أوضح لنا العديد منهم أن أسعار المواشي هذا العام خيالية وغير مقبولة، كما أنهم صدموا بالمستوى الذي وصلت إليه مقارنة بالعام الماضي، أين تعدى سعر الخروف الواحد في كثير من الأحيان ال 50000 دينار، إذ يؤكد العديد من المواطنين أن سعر الخروف المتوسط الذي كان في العام الماضي يتراوح بين 18000 إلى 25000 دينار أصبح سعره هذه السنة لا يقل عن 35000 دينار، ماأدى بالكثير من أرباب العائلات إلى العزوف عن إقتناء أضحية العيد، نظرا لأن سعرها أكبر بكثير من راتبهم الشهري خاصة من ذوي الدخل المتوسط والضعيف حيث يتهم المواطنون تجار الماشية والمضاربون الذين يعمدون إلى رفع الأسعار عند اقتراب عيد الأضحى لأنهم يدركون -حسب أحد المواطنين الذي لم يستطع شراء كبش لأطفاله- أن الموسم هو فرصة سانحة لن تكرر إلا بعد عام كامل، لذلك يعمدون إلى رفع أسعارها سعيا لتحقيق ربح أكثر، أما مواطن آخر أتى لشراء كبش العيد رفقة ابنه الصغير فيرجع سبب الغلاء إلى كون التجار القادمين إلى ولاية بجاية يدركون جيدا أن أغلب البجاويين معروفون بتمسكهم الشديد بشراء أضحية العيد مهما بلغ سعرها، وأنهم سيعملون المستحيل لإقتنائها من أجل إسعاد أطفالهم حتى وإن اقتضى الأمر اللجوء إلى »الكريدي«، لأن البجاويين يضيف نفس المتحدث معروفون بحبهم الشديد للكباش الضخمة ذوات القرون الكبيرة التي يتباهى بها الأطفال أمام أقرانهم«، أما الباعة وتجار الماشية فيرجعون أسباب هذا الغلاء الفاحش لأضحية العيد، إلى إرتفاع أسعار العلف الذي تكبدوا فيه خسائر فادحة هذا العام، نظرا للأمطار الرعدية الماضية التي أتلفت كميات كبيرة منه، كما أن موجة الحر التي أعقبتها أتت إلى جفاف العلف الأخضر، وبالتالي اضطر الكثير من الموالين وأصحاب المواشي إلى شراء النخالة والشعير المرتفع سعرها لإطعامها كما أن للمضاربين دور كبير في ارتفاع أسعار المواشي، التي يلجؤون إلى شرائها من عند الموالين بأثمان مناسبة، ليعيدوا بيعها بأسعار خيالية من أجل الربح السريع .