أدت الظروف المناخية الأخيرة المتسمة بارتفاع كبير في درجة الحرارة في بلادنا، إلى إعلان حالة تأهب قصوى من طرف وزارة الفلاحة والتنمية الريفية التي أكدت تجنيد كافة مستخدميها التابعين لأسلاك إدارة الغابات، من أجل تفعيل المخطط الوطني للوقاية ومكافحة حرائق الغابات. أصبحت الجزائر عرضة لمخاطر حرائق الغابات، هذا ما لوحظ خلال الخمس سنوات الأخيرة، حيث عاشت بعض الولايات تجربة مريرة مع الحرائق، ما دفع وزارة الفلاحة إلى دعوة كافة المسؤولين والمتدخلين عبر التراب الوطني وعلى كل المستويات للتجند لأجل تجنب أو مواجهة أي طارئ، وذلك طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار 24 ساعة. بخصوص المخطط، ذكرت الوزارة في بيان، تحصلت "الشعب" على نسخة منه، أنه تمت تعبئة ورصد كافة الوسائل المادية والبشرية لأجل إنجاح حملة الوقاية ومكافحة حرائق الغابات، وهذا بالتنسيق مع كافة الأجهزة والإدارات المعنية، التي ستكون في حالة تأهب تحسّبا لأي طارئ قد ينجر نتيجة درجات الحرارة المرتفعة، التي تعد عاملا من عوامل انتشار الحرائق، بل أحيانا تكون السبب الرئيس في نشوب النيران ببعض الولايات- بحسب الخبراء. وهي العملية التي تندرج- بحسب ذات المصدر - في إطار المحافظة على الثروة الغابية وعلى سلامة الأشخاص والممتلكات الكائنة بمحاذاة الوسط الغابي والتي تلزم كافة المسؤولين والمتدخلين بالتجند التام والمتواصل طيلة فترة الحملة، حيث سبق وأن قامت الكثير من الهيئات بدورات تكوينية لفائدة بعض المواطنين القاطنين بالمرتفعات والغابات تخصص "إسعافات أولية" عند اندلاع الحرائق، قصد مجابهة الوضع، إلى غاية وصول أجهزة الحماية. أكد ذات البيان، أن وزارة الفلاحة أخذت كافة الإجراءات التنظيمية للسهر على تنفيذ والتقيد الصارم بكل الترتيبات، التي تندرج في إطار حماية الثروة الغابية، وهي مسؤولية المواطن الذي يجب أن يعي أهميتها في حياته، وأن يساهم في حماية البيئة، بعدم رمي النفايات والبلاستيك وغيرها من المسببات التي قد تؤدي إلى نشوب النيران، مع ضرورة التحلي بثقافة التبليغ في حال ملاحظة أي خطر. ودفعت الحرائق المهولة التي سجلتها الجزائر مؤخرا، الكثير من المصالح والهيئات على تنظيم لقاءات جهوية تحسيسية بعديد الولايات: جيجل، سطيف، ميلة وبرج بوعريريج وبمشاركة الحماية المدنية، مصالح الفلاحة والمجتمع المدني، قصد التعريف بهذا المخطط من جهة والتحسيس بخطورة الوضع من جهة أخرى. الجدير بالذكر، أن الجزائر عاشت، أوت الماضي، مأساة عندما شبّت موجة حرائق بتسع غابات في عدة الولايات، استغرق إخمادها وقتا طويلا، سجلت خلالها وفيات وخسائر مادية ضخمة.