تشهد تربية المائيات بولاية بسكرة حركية كبيرة، خاصة بعد ترقية محطة بسكرة إلى مديرية للصيد البحري وتربية المائيات، يمتد نشاطها جهويا إلى ولايتي أولاد جلال والمغير، حيث باشرت نشاطها بهذه المناطق بتنظيم أيام تحسيسية وتكوينية لفائدة شباب الولايتين لتشجيع المهتمين بالولوج الى الاستثمار في هذا القطاع، الذي يعتبر من القطاعات المعول عليها في تحقيق الأمن الغذائي لما يوفّره من منتوج سمكي غني بالبروتين الحيواني، إلى جانب المنتجات المائية الأخرى ذات الأهمية الغذائية الصحية والمستعملة في صناعة التحويلية والمكملة، ومن خلال برنامج السلطات الرامي إلى تطوير هذا النشاط الحيوي للفترة 2020-2024. شهدت الفترة الممتدة من 2020 إلى غاية السداسي الأول للسنة الجارية تطوّرا متزايدا، وذلك باستزراع أعداد كبيرة من صغار الأسماك قدّرت ب 197840 سمكة، وجّهت 60 بالمئة منها إلى الاستثمارات والباقي وزع على 196 فلاح ينشطون في تربية الأسماك بالأحواض، وقدرت الكميات المستخرجة من أحواض تربية المائيات والصيد القاري ب 100520 كلغ من أسماك البلطي والشبوط. توسيع الاستثمار ونجاح تجربة التّسويق وافقت اللجنة الولائية المكلفة بمنح الامتياز لإنشاء مؤسسات تربية المائيات على40 ملفا لمشاريع تمتد على مساحة 119 هكتار، ستمكّن من إنتاج 1670 طن سنويا، وباشر 18 مستفيدا في انجاز مشاريعهم من بينهم 12 بتمويل ذاتي، ومشروعين عن طريق الصندوق الوطني للتأمين على البطالة، كما ينتظر البعض الحصول على رخص البناء والتنقيب عن الماء. ومن بين المشاريع الناجحة هناك مؤسّسة «يام اكوا»، شراكة بين مستثمرين مصري وجزائري، تتربع على مساحة 05 هكتارات، ومتخصصة في مجال الدراسة وتربية المائيات، وتضمن المؤسسة تكوينا للراغبين في ممارسة هذه المهنة، كما تتوفر على مفرخة لإنتاج صغار الأسماك بطاقة مليون وحدة من سمك البلطي وحيد الجنس، وذلك من خلال 60 حوضا بلاستيكيا كحاضنة لصغار الأسماك وحوضين للراحة البيولوجية وثمانية أحواض تسمين، يضاف إلى ذلك مفرخة عين بن نوي ببلدية الحاجب، والتي تعتمد على 26 حوض حاضنة و14 لسمك البلطي للتسمين، وكذا حوض واحد لأسماك الزينة. كما شهدت عملية تربية المائيات الملحقة بالفلاحة توسعا كبيرا نتيجة وجود أحواض السقي، حيث تحصي مديرية الصيد البحري وتربية المائيات حوالي 300 حوض مخصص لتربية وتسمين المائيات، منها مؤسسة بسيدي عقبة التي تسعى بالاتفاق مع مركز البحث العلمي للمناطق الجافة ببسكرة من أجل وضع دراسة علمية لإنتاج غذاء الأسماك الذي يشكل عائقا أمام المربين، مع ملاحظة أن تربية المائيات سجلت عمليات تسويق ناجحة داخل وخارج الولاية. وفي سياق متصل، تشهد ولاية أولاد جلال انطلاق مشروع على مساحة 26 هكتارا لتربية اسماك الاستهلاك واسماك الزينة المبرمجة للتصدير. وتستعمل هذه المستثمرة الطاقة الشمسية في التشغيل في انتظار الانتهاء من مشروع مدها بالكهرباء، مع ملاحظة أن تربية المائيات مدمجة بالفلاحة، حيث تتوفر المستثمرة على 700 نخلة 1500 شجرة مثمرة، وسبق لمديرية الصيد البحري تنظيم أيام تكوين وتحسيس لفائدة المهتمين وشباب ولاية أولاد جلال. وفي إطار تشجيع الشباب على إطلاق مشاريع، خصصت الولاية مساحة 100 هكتار ببلدية القنطرة بالقرب من سد منبع الغولان، استفاد 20 شابا من 59 هكتارا خصصت لتربية المائيات، ويوجد مشروعان اثنان انطلقت بهما الأشغال بنسبة 70 بالمئة، وبتمويل من وكالة الصندوق الوطني للتأمين على البطالة، إضافة الى 12 مشروعا بتمويل ذاتي بمنطقة النشاطات ببلدية لوطاية، وتهدف هذه المشاريع إلى إنتاج 1670 طن سنويا. ودخلت شركة كوسيدار بقوة في استثمار تربية المائيات من خلال فرعها الفلاحي «كازدا»، التي تستثمر حاليا في إنتاج الحبوب بسهل لوطاية بمساحة إجمالية تفوق 8700 هكتار، تجربة المائيات تندرج ضمن مشروع ثقيل لتربية المائيات المدمجة مع الفلاحة. وتتوفر الشركة على مصدر مهم من المياه يتكون من 25 منقبا مائيا، إضافة إلى إيصال بقناة سد منبع الغزلان التابع للديوان الوطني للسقي وصرف المياه، ويتضمن المشروع 06 أحواض سقي بسعة 40 ألف متر مكعب لكل حوض، ويتضمن المشروع في مرحلته الأولى حوضا واحدا بأربعة أقفاص عائمة متصلة ببعضها، وممونا من 03 مناقب مائية، الكثافة المبرمجة 2500 ألف وحدة سمك نوع البلطي الأحمر لكل قفص مصدر الأسماك مفرخة الزيبان بالتعاون مع باقي المفرخات الموجودة بالولاية. آفاق ومستقبل تربية المائيات تسعى مديرية الصيد البحري وتربية المائيات الى تشجيع هذا النوع من النشاط، من خلال تكوين الشباب في شعبة تربية المائيات بمراكز ومعاهد التكوين المهني، والعمل على تفعيل اتفاقية التعاون مع الوكالة المحلية لدعم المقاولتية للمؤسسات الناشئة، وكذا مرافقة حاملي المشاريع بهدف تسهيل إجراءات منح رخص البناء والتنقيب، وكذا تشجيع نشاط الصيد القاري عن طريق إنشاء مؤسسات إضافية للصيد،والسعي لتسجيل مشروع مركز للصيد القاري والأبحاث العلمية مع مفرخة عمومية على مستوى سد منبع الغزلان، حيث اختيرت أرضية المشروع. وتبعا للبرنامج الوطني للاستزراع السمكي تسعى المديرية التي أنشئت حديثا لزرع أنواع مختلفة من الأسماك التي يكثر الطلب عليها بالسدين اللذين تتوفر عليهما الولاية وذلك بشكل دوري، إلى جانب تكثيف الاستزراع بأحواض السقي الفلاحي لدمج تربية المائيات مع الفلاحة، ونشر ثقافة المنتوج البيولوجي لدى الفلاحين.