يطالب عشرات السكان بقرية بني مسيل، الواقعة بإقليم بلدية عين بسام- 45 كلم غرب البويرة- بإخراجهم من دائرة النسيان والإقصاء التي لازمتهم لعقود من الزمن، رغم الرسائل والشكاوى المكتوبة المتكررة الموجهة للسلطات المحلية ولم تلق التفاتة جادة منها. أوضح السكان في تصريح ل «الشعب»، أن قريتهم تعاني من عدة نقائص وانشغالات تنموية أرقت حياتهم اليومية وحولتها إلى جحيم، تأتي في مقدمة هذه الانشغالات تهيئة الطرق والمسالك المؤدية للقرية، حيث تتحول شتاء إلى برك مائية كبيرة وصيفا إلى غبار متطاير في السماء. مواطنو القرية تضرروا من هذه الحالة المزرية التي آلهت إليها الطرق والمسالك، وقد كلفتهم مصاريف باهظة اكتوت جيوبهم الفارغة بلهيبها بسبب الأعطال المتكررة التي تتعرض لها السيارات والشاحنات. كما يناشد سكان القرية المسؤولين إنجاز مشروع الربط بغاز المدينة، نظرا لحاجتهم الماسة إليه، خاصة في فصل الشتاء أين تزداد حاجيات السكان لهذه الطاقة التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال. ويضيف هؤلاء، أنهم يعتمدون على قارورات غاز البوتان الباهظة الثمن التي يصل سعرها إلى 600دج للقارورة الواحدة، التي لا تكفي ليوم واحد لأجل التدفئة والطهو. ويبقى مشكل انعدم المياه الصالحة للشرب، العقبة الكبيرة التي يشكو ويعاني منها سكان القرية، خاصة خلال الفترة الصيفية المنقضية، أين وجد السكان أنفسهم أمام شح وندرة حادة في التزود بالمياه الصالحة للشرب، واضطروا إلى البحث عن ينابيع المياه الموجودة في الأماكن البعيدة باستعمال الدواب، بينما يستعمل آخرون سياراتهم ومركباتهم لجلب كميات ضئيلة لا تكفي ولا تسد الحاجيات اليومية من هذه المادة الحيوية، فيما يلجأ آخرون إلى كراء صهاريج المياه بأثمان مرتفعة جدا تصل أحيانا إلى 1000 دج. كما يطرح السكان مشكلا أرق حياتهم وحولها إلى جحيم، يتمثل في انعدام قنوات الصرف الصحي في القرية والمناطق التابعة لها، حيث تسببت هذه الوضعية الإيكولوجية في انتشار أمراض خطيرة وسط مواطني القرية، خاصة شريحة الأطفال المتضررين أكثر، بسبب الإصابة بأمراض الحساسية والجلدية الناتجة عن مياه الصرف الصحي وكذا لسعات الحشرات السامة، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة من مجاري مياه الصرف الصحي. وعلى ضوء ذلك، ينتظر سكان القرية بفارغ الصبر، تجسيد مطالبهم وانشغالاتهم المشروعة في أقرب الآجال الممكنة.