يطالب عديد سكان قرية مهون ببلدية الأخضرية، 45 كلم غرب عاصمة الولاية، بالتفاتة جادة من السلطات المحلية وعلى رأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي، لرفع الغبن والمعاناة اليومية عنهم، جراء غياب عدد من المشاريع التنموية، التي من شأنها أن تخرجهم من حالة العزلة والتهميش. يقول مواطنو القرية في تصريح ل "الشعب"، أنهم يعانون من عدة نقائص نغصت حياتهم اليومية وحولتها إلى جحيم، وتأتي في مقدمة هذه الانشغالات، انعدام المياه الصالحة للشرب في حنفيات منازلهم، وحتمت عليهم هذه الظروف البحث عن ينابيع المياه في الأماكن البعيدة، باستعمال الدواب بينما يستعمل آخرون سياراتهم ومركباتهم للحصول على لترات من المياه، لا تكفي لسد رمق فلذات أكبادهم، ويضطر البعض الآخر إلى كراء صهاريج المياه بأثمان باهظة. إلى جانب ذلك، يعاني هؤلاء السكان من انعدام شبكة الغاز الطبيعي، الذي حول حياتهم إلى كابوس حقيقي يؤرقهم، مشيرين إلى أنهم ملوا كثرة الشكاوى والرسائل المتكررة للجهات المعنية لأجل التكفل بهم. ويعتمد السكان على قارورات غاز البوتان في التدفئة والطهي، وتزداد المعاناة القاسية أكثر مع حلول الشتاء، حيث يقوم السكان بجلبها من مدينة الأخضرية، التي تبعد عنهم ب 15 كلم، أو اللجوء إلى الاحتطاب من الغابة المجاورة لقريتهم، إضافة إلى ذلك يقول السكان أنهم بحاجة ماسة إلى توسيع الكهرباء الريفية، فهناك العديد من المستفيدين من السكن الريفي، ينتظرون بفارغ الصبر ربط مساكنهم بالكهرباء. كما يطالب السكان بضرورة تهيئة الطرقات والمسالك داخل القرية بسبب اهترائها وعدم صلاحيتها وتآكلها عن آخرها، حيث تتحول في الشتاء إلى برك مائية وفي فصل الصيف إلى غبار متطاير في السماء، دون نسيان الأضرار الجسيمة التي تلحق بمركباتهم السياحية. كما يطالب سكان القرية بإنجاز قنوات الصرف الصحي، التي نغّصت حياتهم اليومية منذ عقود من الزمن، حيث يضطر السكان إلى استعمال الطرق البدائية للتخلص من الفضلات، مما جعل حياتهم في خطر ما شكل هاجسا كبيرا لهم، بسبب الأمراض الناجمة عن تلك الحالة، المتمثلة في أمراض الحساسية والجلدية ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها، لذلك يدق هؤلاء السكان ناقوس الخطر لإيجاد حلول عاجلة. ويشكو السكان أيضا من غياب التكفل الطبي والصحي بعيادة القرية، حيث يأتي الطبيب مرة في الأسبوع للقيام بالفحوصات الطبية، وهذا ما اعتبره قاطنو القرية قليل جدا، مطالبين بتوفير الطبيب طيلة أيام الأسبوع، حيث يضطر المرضى إلى التنقل إلى مستشفى الأخضرية وإلى العيادات الخاصة والأطباء الخواص لأجل العلاج والقيام بالفحوصات الطبية، ممّا يكلّفهم ذلك مصاريف إضافية أنهكت جيوبهم الفارغة. وعلى ضوء ذلك، يبقى أملهم كبيرا معلقا على السلطات المعنية، للإستجابة لمطالبهم وانشغالاتهم التنموية المتعددة في أقرب الآجال الممكنة.