تصعيد خطير يضاف إلى سلسلة لا تنتهي من الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيّين استمر الاحتلال الصهيوني، لليوم الثاني على التوالي، في قصف المدنيّين، بقطاع غزةبفلسطين، مخلّفا شهداء من الأطفال والنساء. وأمام صمت المجتمع الدولي، استبقت الجزائر الأحداث كعادتها، واستنكرت بشدة العدوان الغاشم، ودعت مجلس الأمن الدولي للتدخل العاجل لوقف الاعتداءات الإجرامية. سارعت الجزائر، الجمعة، لإدانة الاعتداء الصهيوني الجبان على قطاع غزة، والذي خلف إلى غاية أمس، أزيد من 12 شهيدا وقرابة 100 جريح، من بينهم نساء وأطفال، وسط صمت مطبق للمجموعة الدولية. وقالت وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، في بيان لها: «تدين الجزائر بشدة العدوان الغاشم الذي شنّته قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة». وأعربت الجزائر في ذات البيان، عن «قلقها البالغ أمام هذا التصعيد الخطير، الذي يضاف إلى سلسلة لا تنتهي من الانتهاكات الممنهجة بحق المدنيّين في خرق واضح وجلي لجميع المواثيق والقرارات الدولية ذات الصلة». وبعدما جدّدت تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني، أهابت «الجزائر بالمجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن الأممي للتدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية، وفرض احترام حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». والجمعة، عاد الصهاينة، إلى ممارسة «الغدر» باعتباره الشيء الوحيد الذي يجيد القيام به، حيث انتظر التفاف العائلات الفلسطينية حول موائد الغذاء عقب صلاة الجمعة، ليصب مئات الأطنان من المتفجّرات، ممّا خلّف استشهاد طفلة بعمر 5 سنوات وسيدة 62 سنة و10 مدنيّين آخرين. وإلى غاية الخامسة مساءً من يوم أمس، أعلنت فرق الإغاثة في قطاع غزة، أنّ حصيلة الشهداء بلغت 15 شهيدا وإصابة 125 شخص، في الغارات الجوية التي استهدفت منازل المدنيين وأبادتها بشكل كامل. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو، تدحض الرواية الصهيونية، وتؤكّد استهداف قوات الاحتلال بهمجية شنيعة للمدنيين، خاصة الأطفال والنساء والشيوخ، الذين أخرجوا من تحت الأنقاض. وفي ظل ازدواجية المعايير التي بات يمارسها الغرب، بشكل علني، ازدادت وحشية الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، بارتكابه الجريمة تلو الأخرى على مرأى من العالم. الاحتلال الجبان الذي لا يفرق بين الأطفال والنساء والشيوخ والصحفيين، قلّص في السنتين الأخيرتين، الفارق الزمني لهجماته على قطاع غزة، وعلى كامل الشعب الفلسطيني المقاوم بمختلف الأراضي المحتلة، ممّا يجعل الواقع على الأرض ينذر بتصعيد خطير وغير مسبوق، عكس أكاذيب السلام التي يسوقها الساسة الصهاينة. وأمام إصرار الكيان المحتل على إبادة الشعب الفلسطيني ومقدّساته، ازدادت قناعة الفصائل الفلسطينية، بضرورة توحيد الصف وتجميع ضربات المقاومة، حيث ردّت بعملية «وحدة الساحات»، وأطلقت رشقات صاروخية كثيفة أعجزت القبة الحديدية عن صد كثير منها. التّطوّرات التي عرفتها القضية الفلسطينية منذ سنة 2016، وتحديدا منذ إعلان الرئيس الأمريكي السّابق عمّا أسماه «صفقة القرن»، جعلت الفلسطينيين، أكثر اعتمادا على الذات، وأكثرا عزما على تخطي كافة عوامل التفرقة والتشرذم. دور مميّز واستثنائي للجزائر في إسناد أمّ القضايا في السّياق، تؤدّي الجزائر دورا قويا، في دعم توحيد الصف الفلسطيني، وأطلقت منذ نوفمبر الماضي، مسارا لاستضافة مؤتمر جامع لكافة الفصائل، سيعقد قبل اجتماع القمة العربية المنتظرة في الفاتح نوفمبر المقبل، بحسب ما أعلنه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وقال الرئيس تبون في أزيد من مناسبة، إنّ فلسطين ستظل القضية المركزية وإسمنت التضامن العربي، حيث ستصدر جدول أعمال القمة 31، فيما جدّد تأكيده على دعم الجزائر للرئاسة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، ومنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.