استمرار النتائج الإيجابية مؤشر إيجابي قبل أولمبياد باريس تواصل الرياضة الجزائرية تألقها في مختلف المحافل العالمية، الإقليمية والأفريقية والعربية في الفترة الحالية، جاء ذلك بعد النتائج المبهرة التي فاقت كل التوقعات خلال الطبعة 19 للألعاب المتوسطية بوهران 2022، والتي كانت بمثابة الجرعة الحقيقية التي أعطت ثمارها فيما بعد، الأمر الذي يبعث على التفاؤل لأجل غد أفضل للرياضيين الجزائريين الذين أثبتوا أنهم عائدون بقوة لمحو آثار نكسة أولمبياد طوكيو 2021 التي تعتبر أسوأ مشاركة جزائرية منذ انضمام الجزائر لهذا المحفل الكبير الذي يقام مرة كل أربع سنوات. في عدد اليوم من «الشعب ويكاند» لنا وقفة حتى نبرز أهم الاختصاصات التي مازالت ترفع الراية الوطنية عاليا في أغلب التظاهرات، خاصة الفردية منها. تألّق بارز للرياضات الفردية بعد سنين عجاف في اختصاصات لطالما كانت الجزائر رائدة فيها والبداية من أمّ الألعاب، أي ألعاب القوى، التي عادت للواجهة في كل الأنواع الرياضية التي تشملها، حيث نجد أسماء شابة برزت وعقدت العزم أن تعيد الراية الوطنية لمنصات التتويج مجددا. فبعد التألق القاري والمتوسطي، جاء الدور على الصعيد العالمي، حيث تألق شباب الجزائر في بطولة العالم للشباب التي احتضنتها مدينة كالي مؤخرا والتي حصدت فيها الجزائر ميداليتين عن طريق إسماعيل بن حمودة في سباق 10 آلاف متر مشيا والتي تعتبر تاريخية وإنجازا، لأنها الأولى في تاريخ المشاركات. فيما كانت الفضية الثانية من نصيب هيثم شنيتف في سباق 800 متر الذي قال كلمته بجدارة واستحقاق رغم صعوبة القوة المنافسة خلال السباق الذي عرف مشاركة أسماء ثقيلة. أم الرياضات تعود للواجهة... الأمور تسير في الطريق الصحيح بالنسبة لألعاب القوى في الجزائر، حيث سجلنا بروز أسماء شابة وقادرة على كتابة تاريخ جديد، بناءً على النتائج المحصل عليها والتي أعادت أمجاد هذا الاختصاص الذي سبق له أن تألق أولمبيا وعالميا بجيل ذهبي في صورة كل من بولمرقة ومورسلي، ليأتي الدور اليوم على حتحات وتريكي هذا الأخير تألق وترصع بالذهب في الباهية، بن حمودة وشنيتف والقائمة طويلة بأسماء في مقتبل العمر، على غرار كل من بوعناني أمين (110 متر حواجز) - شيرابي هشام (الوثب بالزانة) - هامل رحيل (100 متر حواجز) - جميلة زين (200 متر) - سالمي كوثر، حركاس وصال (الوثب الثلاثي) - عثماني اسكندر، ساحل يوسف (200 متر) - قدار سليم، درابلي محمد أمين (1500 متر) - آيت سعاد سالم، نوال ياحي (5000 متر) - أنس الصديق حموني وعبد النور بن جمعة (400 متر). نجد متابعة للاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، التي يشرف عليها ياسين لوعيل، وطاقم تمكن من ضبط خطة عمل سمحت لهؤلاء الشباب الذين كانوا مغمورين في الماضي القريب بالبروز وتأكيد إمكاناتهم في الميدان، الأمر الذي يبعث على الارتياح من أجل عودة هذه الرياضة للواجهة أولمبيا خلال طبعة باريس سنة 2024 والتي يفصلنا عنها أقل من سنتين. ولهذا فإنه من الضروري الاستمرار في مرافقة هؤلاء العناصر، خاصة أن الوزارة الوصية واللجنة الأولمبية الجزائرية وعدت بتقديم الدعم المادي والمعنوي لكل المتألقين في الألعاب المتوسطية بوهران، وتبقى أم الألعاب لها مكانتها من حيث تشريف الراية الوطنية في أكبر المواعيد العالمية والأولمبية وفي أحلك الظروف خلال العشرية السوداء، واليوم الكل متفائل بعدما بدأت تستعيد بريقها. الملاكمة الجزائرية تلمع مجددا من جهتها الملاكمة الجزائرية عادت بقوة وكتبت التاريخ، والبداية كانت من خلال تأهل غير مسبوق لثلاث ملاكمات لأولمبياد طوكيو 2021، يتعلق الأمر بكل من إشراق شايب، روميسة بوعلام وإيمان خليف. التألق تواصل من خلال الألعاب المتوسطية بوهران أين نال الفن النبيل 13 ميدالية كاملة من مجموع 15، من بينها 5 ذهبيات لكل من روميساء بوعلام وزن 48 كلغ، حجيلة خليف وزن 60 كلغ، إيمان خليف وزن 63 كلغ، يحيى عبدلي وزن 63 كلغ، يوغرطة آيت البقة وزن 69 كلغ و5 فضيات عادت لأسامة مرجان وزن 57 كلغ، يونس نموشي وزن 75 كلغ، محمد حومري وزن 81 كلغ، محمد حماني وزن 91 كلغ، إشراق شايب وزن 66 كلغ، فيما اكتفت بقية العناصر بالبرونز والأمر يتعلق بفاطمة الزهراء حجالة 54 كلغ، عبد الناصر بن العربي وزن 60 كلغ، وشعيب بولودينات وزن +91 كلغ. الأمور لم تتوقف هنا، بل استمر التألق بالنسبة للملاكمة الجزائرية حيث كان الموعد خلال البطولة العربية والتي حضرتها الجزائر بأسماء شابة، أرادت من خلاها الاتحادية الجزائرية برئاسة فرحات فزيل إعطاء الفرصة للشباب من أجل قول كلمتهم، بما ان الهدف تشبيب الفريق الوطني. والإيجابي في الأمر، التألق البارز لهم ونيلهم 10 ميداليات. والأمر يتعلق بكل من محمد فؤاد قايدي وزن 51 كغ، أسامة كانوني وزن 80 كغ، الثنائي الذي افتك الذهب، إضافة إلى 6 فضيات من صنع معتز بوشقرة وزن 57 كغ، شريف منحوري وزن 67 كغ، أحمد غريب وزن 71 كغ، سيف الدين خالف وزن 86 كغ، براء رباش وزن 92 كغ، عبد الرحيم ماقطع وزن +92 كغ وبرونزيتين، ما يعتبر مؤشرا جد إيجابي قبل الدخول في المهمة الجديدة والهدف المباشر المتمثل في كسب أكبر عدد من التأشيرات المؤهلة للأولمبياد القادم، سواء في البطولة الأفريقية، أو خلال الدورات والملتقيات المدرجة ضمن قائمة المواعيد المؤهلة لهذا الحدث الرياضي الكبير. السباحة في الطريق الصحيح... السباحة قالت كلمتها بجدارة خلال السنوات الأخيرة، حيث تمكنت مجموعة من الشباب من تحطيم أرقام قياسية وطنية دامت لسنوات عديدة، سيطرت عليها سليمة إيلاس ونبيل كباب على وجه الخصوص. وبالرغم من الصعوبات والمشاكل التي طالت الاتحادية لإعادة دمج العناصر الوطنية في أجواء المنافسة بسبب الجائحة الصحية التي استوجبت بروتوكولا صحيا صارما، إلا أن المديرية الفنية، بتواجد خبرات وكفاءات، تمكنت من كسر كل الحواجز بالنسبة الأسماء التي كانت بالجزائر، وفي نفس الوقت تابعت وعن قرب السباحين بالخارج، الأمر الذي أتى ثماره خلال البطولة الأفريقية التي كانت بغانا نوفمبر الماضي، وبعدها بطولة العالم في أبوظبي والملتقيات والدورات المفتوحة التي حقق خلالها السباحون أرقاما مقبولة، ليأتي التأكيد في الألعاب المتوسطية بوهران من خلال تحقيق 4 ميداليات عن طريق الثنائي سيود وسحنون. وتواصل الأمر خلال الطبعة الخامسة للبطولة العربية، التي كانت من 20 إلى 24 جويلية 2022، حيث حصدت خلالها الجزائر 47 ميدالية، منها 45 في السباحة داخل الحوض وبرونزيتين في المياه المفتوحة. نتائج كانت بمثابة الدفع المعنوي للتعداد، خاصة أن أغلبهم من صغار السن وبإمكانهم تحقيق أفضل من ذلك مستقبلا، حيث تستمر التحضيرات للبطولة الأفريقية المقرر بتونس نهاية الشهر الجاري، والتي ستليها البطولة العربية للشباب بمصر في سبتمبر الداخل وكل هذه المنافسات هي محطات تحضيرية للبطولات المؤهلة للألعاب الأولمبية بباريس 2024. من جهة أخرى أكدت السباحة الجزائرية عودتها القوية في الحوض المتوسط، بالرغم من قوة المستوى بتواجد الدول الأوروبية التي تملك تقليدا في هذا الاختصاص. ومن هنا نجد أن العمل المسطر من طرف المدربين، بالتعاون مع الاتحادية، أتى بثماره ولهذا يجب أن تكون المتابعة والمرافقة من طرف المعنيين حتى نحقق ميداليات عالمية وأولمبية، بما ان الأرقام ليست بعيدة كثيرا. اختصاصات فردية أخرى برزت مثل الجيدو، الكاراتي، البادمينتون أو المعروفة بالريشة الطائرة، المبارزة، الجمباز، المصارعة التي بلغت العالمية، رفع الأثقال، يجب أن تجد المرافقة والمتابعة حتى نحقق أفضل النتائج مستقبلا، لأن المؤشرات تؤكد مدى العمل الذي يقوم به الرياضيون. ولكن في ظل المشاكل المالية التي تعانيها الاتحاديات وكذا تأخر المنح، قد تكون من بين أبرز عوائق الاستمرار، لهذا يجب أن نستفيد من دروس الماضي، حتى لا نضيع جيلا ذهبيا قادرا على كتابة اسمه في قائمة المتوجين ضمن أكبر المواعيد الرياضية المنتظرة على المديين المتوسط والبعيد، بالنظر لسن الرياضيين الذي يتراوح بين 20 و26 سنة، مثلما هو عليه الحال مع مسعود رضوان الذي حقق الذهبية خلال الألعاب المتوسطية بوهران وخطف الأضواء، رغم أنه لا يجاوز 20 سنة، تريكي، سيود، إشراق شايب، وأسماء أخرى مستقبل الجزائر في عديد الاختصاصات. ضرورة إيجاد حلول لكرة اليد يبقى المشكل البارز في مستوى الرياضات الجماعية، حيث تتواصل معاناة كرة اليد، فبعد التأهل بصعوبة لبطولة العالم عقب المباراة الترتيبية لتحديد المركز الخامس ضد غينيا، في البطولة الأفريقية التي جرت بمصر والتي تعتبر الأسوأ من ناحية مشاركات المنتخب، نكسة أخرى لشبلات الجزائر في بطولة العالم للناشئات باحتلال المركز الأخير عقب الانهزام في كل اللقاءات، والأسوأ من ذلك أن هذه التشكيلة هي الأفضل وستكون بنسبة 90٪ من الأسماء التي ستشارك رفقة الكبريات في البطولة الأفريقية بالسنغال نوفمبر المقبل، ما يجعل أهل الاختصاص يدقون ناقوس الخطر لضرورة الإسراع في إعادة الاستقرار لبيت الكرة الصغيرة الجزائرية قبل تأزم الأمور أكثر، خاصة أنها تعتبر الرياضة الثانية من حيث الشعبية في الجزائر والأفضل في تحقيق النتائج، بإيجاد الحلول الأزمة، لأن بطولة العالم المقرر بالسويد وبولندا على بعد أشهر قليلة فقط. حاليا تتواجد النخبة الوطنية في مدينة قونية التركية من أجل المشاركة في الطبعة الخامسة لألعاب التضامن الإسلامي، المقررة من 9 إلى 18 أوت 2022، حيث تشارك الجزائر بتعداد يضم 147 رياضيا يتوزعون على 12 رياضة والأمر يتعلق بكل من اختصاصات ألعاب القوى (14 ذكرا، 4 إناث)، الكيك بوكسينغ (14 ذكرا، 5 إناث)، الكاراتي (8 ذكور، 8 إناث)، الجيدو (6 ذكور، 7 إناث)، الكرة الحديدية (13 ذكرا، 2 إناث)، الرافل (3 ذكور، 3 إناث)، كرة القدم (23 لاعبا)، المصارعة (10 ذكور)، الدراجات (12 ذكرا، وأنثى)، رفع الاثقال (4 ذكور، 3 إناث)، السباحة (سباح واحد). كما تعرف تواجد رياضيين من ذوي الاحتياجات الخاصة (13 ذكرا، 3 إناث)، فيما يرافق 50 عضوا من الأطقم الفنية للاتحاديات، 7 أعضاء يمثلون الطاقم الطبي، و7 يمثلون الطاقم الإداري.