سيديّ المحققُ لا شيء أذكره الكاميرا التي كانت تطاردني تقول أشياءَ لا أذكرها رأتني أحمل سكيناً وأركض خلف شبحي الذي سرق ظل شجرةٍ بكت في كتاب التاريخ أمامي لا أعرف إن كنت قد خبئت السماء وقتها في حقيبة المدرسة ام سقطتْ على كتفي ام كنت طويت سكة الحديد في ورقة الرسم الأخيرة لا أذكر أنني ركضت خلف أحدٍ لكن الكاميرا التي تقول ما لا أذكر حاصرتني بالتضليلِ أرجوك .. دويُّ صراخك يفجر الكون في رأسي لا توقظَّ البلادَ المجروحةِ في ضعفي اتركْ العصافيرَ تشربُ بهدوءٍ كما كانت تشربُ أمامي هذا الصباحِ إنها على قميصي الآن تنز دماً فالرصاصةُ التي لم تقتْلَني قَتَلتْها لا شيء أذكره أرجوك.. أرجعني ألى بيتنا المعشبِ بالحناء وحوض النعناعِ الصغيرِ أتركني لغدٍ يتسلق ذراعي ويضحك اتركني لأمي المريضة بالسكري لأبي المسكينِ والوحيدِ أنا لا شيءَ أذكره رأسي جبلٌ ورصاصتك فتحت فيه مغارة دمي قال للرصيف وانتهى الكلامُ والكاميرا الآن تخدعني لا شيءَ أذكره دعني للسريرِ ثمةَ أحلامٍ تنتظرني سأفتحُ لها قلبي الشاردِ وأغمض عينايّ وابحث عن «حسن» في منامي سأسأله إذا خبأ النايَ خلف الحجر ام تركه تحت الشمس .. اتركني أخرج من هنا ولتشربني سنيني عندكم كما تشتهي فعندما أخرج سأذهب إلى قبرِ أمي وأعتذر لها هذا الكونُ كله خيطّ في ثوبِ أمي ودمعةٌ من عينيها تكفي لأبني غيابي الأبديّ ولكن الآن لا شيءَ أذكره سيدي المحقق اتعبني صراخك / وأنا منهكٌ جداً يا ألهي .. يا ألهي لا شيء أذكره لا أذكر شيئاً لا شيء أذكره