كشف مدير نشر دار القصبة السيد مصطفى ماضي ان الجزء الاول من مذكرات الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد تعد اول مذكرة للشخصيات البارزة الجزائرية تكتب بصدق و نزاهة و بكل تواضع،مؤكدا انه لم يتكلم عن نفسه كثيرا خاصة في الاشياء الحساسة.و ذكر ماضي في تصريح /للشعب/ان مذكرات الشاذلي بن جديد تميزت بالموضوعية مقارنة بالمذكرات التي كتبت من قبل من قبل بعض الشخصيات التي غلبت عليها النرجسية و الذاتية . اما عن الجزء الثاني قال مدير نشر دار القصبة انها متوفرة بتسجيل صوتي فقط و لم يتم الى يومنا هذا تحريرها و لهذا لم يحدد تاريخ صدورها بعد. من جهة اخرى اضاف ماضي ان الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد كان قبل وفاته قد اصر على ان تكون هذه المذكرات جاهزة تزامنا مع الاحتفال بالذكرى 58 من اندلاع ثورة التحرير و شاءت الاقدار ان يموت قبل ان يشهد صدورها على الساحة الاعلامية. يغطي الجزء الأول و الذي جاء في 283 صفحة ،والتي قام بكتابتها الاستاذ عبد العزيز بوباكير، حياة الشاذلي من ولادته حتى العام 1979 حين تولى الرئاسة. وسيغطي الجزء الثاني من المذكرات الفترة التي تولى فيها بن جديد رئاسة الجزائر حتى استقالته في جانفي ,1992. و في مقتطفات من مذكرات الراحل الشاذلي بن جديد و في الجزء الذي تناول جزء المعنون من ملامح حياة اي من -1929 الى-1979 يتسائل بن جديد عن طفولته هل كانت سعيدة ام لا مجزما انها كانت مزيج من صور ذكريات و صور عن حنان الام و صرامة الوالد و دفء الصداقة و قيم تضامن الجزائريين في الحن و الشدائد ،كما انها كانت مشاهد من البؤس و الشقاء فرضها الاستعمار على امثاله من الناس. كما تحدث الشاذلي الفترة التي اشرف من خلالها على اجلاء الجيش الفرنسي من مرسى الكبير وهذا سنة 1968 اما في سنة 1979 في 7 فيفري تم انتخابه كرئيس الجمهورية و اعيد انتخابه سنة 1984 . و في مذكرات الشاذلي بن جديد نجد مزيج من الحقائق و الوقائع قد تكون المت الرئيس الراحل خاصة في الصفحة 171 حين تكلم عن اول سجين في عهد الاستقلال معتبرا ان هناك مفارقات في الحياة يصعب تفسيرها او تصديقها انما يقبلها المرء كما هي بالرغم من السلطات الفرنسية قد حكمت عليه بالاعدام غيابيا عدة مرات و لكنه بالمقابل وجد نفسه سجينا في عهد الاستقلال فهو لم يدخل السجن الاستعماري الا انه سجن لمدة اكثر من شهر قضاها في عزلة تامة داخل قبو مظلم يشبه القبر و كان انذاك يعاني الاما لا تطاق و بدا له اتون الاعتقال و كانه عمر طويل و للسجن مساوئ و فوائد و لكن بالنسبة للشاذلي فان هذه التجربة علمته الكثير . و تحدث الشاذلي بن جديد على انه كان اول ضابط يدخل التراب الوطني قبل وقف اطلاق النار بايام قليلة كما كانت الثورة انذاك تمر باوقات عصيبة و مفتوحة على كل الاحتمالات كما كان الضباط ينتظرون الاعلان عن نتائج الطور الاول من مفاوضات ايفيان بفارغ الصبر في حين اعترف بن جديد ان اللقاءات كانت تثير مخاوفهم و ادت المواقف المتضاربة بشانها الى تازيم العلاقة بين الحكومة المؤقتة و قيادة الاركان اكثر فاكثر و اوصلتها تقريبا الى طريق مسدود،كما لم يمر يوما الا ليشهد تصعيدا في لهجة التهم المتبادلة و حرب البيانات و لم يعد الرجوع اليالوراء و تقديم التنازلات بالنسبة الى قيادة الاركان ممكنا في ظل الغليان السائد في صفوف الجيش و التنامي الامزحة المعادية للطريقة التي يتم بها التفاوض و الاعتراض على بعض بنود الاتفاقية التي اعتبرها تعديا صارخا على مكاسب 7 سنوات من الكفاح. هي لمحة تثير شغف القارئ لمعرفة الكثيرمن الحقائق لشخصية الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد في الجزء الاول من مذكراته في انتظار صدور الجزء الثاني منها في الاشهر القادمة.