- بن جديد: تفاديت الحديث عن أمور لم أكن شاهدا عليها أو طرفا فيها - “القصبة” تعلن عن طرح المذكرات في المكتبات يوم 28 أكتوبر حسناء شعير قال الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد في مقدمة مذكراته التي تصدر يوم 28 أكتوبر الجاري عن منشورات “دار القصبة”، إنه تحاشى الحديث عن الأمور التي لم يكن شاهدا عليها أو طرفا فاعلا في مجرياتها. وأعلن مدير “القصبة” إسماعيل أمزيان في بيان خاص أمس، أن الجزء الأول للمذكرات التي تغطي حيزا زمنيا في حياة الشاذلي يمتد من 1929 إلى غاية توليه السلطة عام 1979، ستصدر في ال 28 أكتوبر استجابة لرغبة الرئيس الراحل الذي طلب أن يكون موعد نزولها إلى المكتبات العمومية تزامنا مع ذكرى اندلاع الثورة التحريرية. وبعد مد وجزر والكثير من الجدل الذي أثير حول المذكرات التي كان متوقعا أن تخرج في إطار معرض الجزائر الدولي للكتاب مؤخرا، ينتظر الجزائريون وكثير من المتابعين هذا الإصدار الهام الذي سيكشف جوانب مهمة من حياة ثالث رؤساء الجزائر المستقلة. وتتضمن هذه المذكرات، حسب بيان “دار القصبة”، الكثير من الأحداث المرتبطة بحياة الرئيس الأسبق وذكريات شبابه، إلى جانب التفصيل في كيفية التحاقه بصفوف جيش التحرير الوطني، وكيف أصبح ضابطا في القاعدة الشرقية، وكيف تواصلت الأمور بالنسبة إليه إلى غاية استرجاع الاستقلال. كما تضمنت المذكرات التي كتبها عبد العزيز بوباكير، مرحلة ما بعد استرجاع الاستقلال ومختلف المسؤوليات التي تقلدها بن جديد الذي ووري الثرى الشهر الماضي، وذلك إما بصفته ضابطا ساميا في الجيش الوطني الشعبي، أو كعضو في مجلس الثورة إلى غاية وصوله إلى كرسي الرئاسة. في السياق ذاته، ستكون مذكرات الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد، حسب نص البيان، ثرية بالمعلومات الهامة، خاصة تلك التي كان طرفا فيها وشاهدا عليها، متجنبا الخوض في أحداث لم يكن طرفا فيها لا من قريب ولا من بعيد، وهو ما أشار إليه في المقدمة، حيث قال “وقد تفاديت ما استطعت الحديث عن الأمور التي لم أكن شاهدا عليها أو طرفا فاعلا في مجرياتها”، مضيفا “وإني إذا رجوت لهذه المذكرات رجاء، فهو أن تقدمني للناس كما تمنيت أن يعرفوني وليس كما رسموه عني من صورة سماعا”. من ناحية أخرى، من المنتظر أن تكشف هذه المذكرات كثيرا من القضايا التي لا تزال غامضة بالنسبة للجزائريين، من بينها قضية محاكمة العقيد شعباني الذي كان بن جديد في لجنة محاكمته، وإطلاقه سراح المعتقلين السياسيين في فترة حكم الرئيس الراحل الهواري بومدين. كما ينتظر أن تجيب المذكرات على جوانب مهمة في فترة حكم الشاذلي، منها ظروف توليه الحكم سنة 1979 وأحداث 5 أكتوبر 1988 وأسباب استقالته والتزامه الصمت طيلة الفترة التي تبعت تلك الاستقالة.