بدأت السلطات الألمانية إطفاء أضواء المباني العامة والتماثيل والنصب التذكارية واللوحات، منذ مساء الخميس، وذلك في إطار تدابير توفير الطاقة. من المقرر أن يستمر الإطفاء في الفترة بين الساعة العاشرة مساء والسادسة صباحاً، وتقتصر الإضاءة على أعمدة الإنارة في الشوارع. وكانت الحكومة الألمانية وافقت منذ أيام على قانون يقيّد تدفئة المباني العامة ويحظر اللوحات الإعلانية المضيئة، في محاولة لتوفير الطاقة ومعالجة ارتفاع تكاليف الطاقة. وقال وزير الاقتصاد روبرت هابيك إنّ هذه الإجراءات أساسية لأمن الطاقة في ألمانيا، مضيفاً: «نريد أن نحرر أنفسنا في أسرع ما يمكن من واردات الطاقة الروسية». وأعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية، في 12 أوت الفائت، خفض التدفئة في المباني العامة كلّها هذا الشتاء، على ألا تتخطّى الحرارة 19 درجة مائوية. ومنذ عدّة أسابيع، تدعو حكومة المستشار أولاف شولتس إلى بذل مجهود وطني لخفض استهلاك الطاقة التي ارتفعت أسعارها بشدّة، والتي قد تتقلّص إمداداتها هذا الشتاء بسبب الحرب في أوكرانيا. ويخشى أكبر اقتصاد أوروبي شتاءً صعباً بسبب أزمة الطاقة التي حذّر وزير الاقتصاد من تداعياتها على القطاع. الاستغناء الكامل عن الغاز الروسي غير ممكن في السياق، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن رفضه للاستغناء الكامل عن الغاز الروسي. وخلال حوار مع مواطنين في مدينة إيسن غرب ألمانيا، قال السياسي الاشتراكي الديمقراطي، الخميس: «لن نفعل ذلك من تلقاء أنفسنا، وأعتبر هذا الأمر غير مسؤول». في الوقت نفسه، قال شولتس إن بلاده مستعدة بشكل جيد يجعلها قادرة على التعامل مع كل رد فعل معاكس، في حال أقدمت روسيا نفسها على إغلاق صنبور الغاز «حتى لو كان الأمر شديد الضيق تماما، فإننا سنجتاز الشتاء على الأرجح». وأعرب شولتس عن اعتقاده بأن الاستغناء عن البقية الأخيرة من الغاز الآتي من روسيا سيصعب الموقف في ألمانيا بلا داعٍ.