جدد المناضل في صفوف فيدرالية جبهة التحرير بفرنسا، محمد غفير، المدعو (موح كليشي)، تأكيده على أن الجالية بالمهجر لعبت دورا كبيرا قبل اندلاع الثورة في الفاتح نوفمبر1954، من خلال التمويل بالرجال المتطوعين والمال وعلى رأسهم الشهيد العقيد عميروش رمز من رموز الولاية الثالثة. وأوضح في تصريح ل«الشعب»، أن أهم دور قامت به الجالية الجزائرية كان سنة 1926 عبر حزب نجم شمال إفريقيا وحزب الشعب الجزائري الذي عوض النجم بعد حله، وقد استشهد العديد من المناضلين على يد الشرطة الفرنسية من أجل القضية الجزائرية . ولم يفوت محدثنا الفرصة للإشادة بالدور الذي قام به الراحل محمد بوضياف والشهيد ديدوش مراد بفرنسا، حيث كانا ينشطان بسرية على أرض العدو وداخل فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا التي قاما بتأسيسها وتنظيمها منذ سنة 1952 لغاية 1954. بالإضافة الى ما قام به عبان رمضان الذي قرر مع لجنة التنسيق والتنفيذ نقل الثورة الى فرنسا في أوت 1958 لإجبار الجينرال ديغول على التفاوض، وبالفعل هذا ما حصل، قال محمد غفير. وبالمقابل، أشار موح كليشي الى أنه كان متواجدا بالجزائر بصدد القيام بالتكوين المهني للحصول على دبلوم في الفترة (1954/1952) حين اندلع الكفاح المسلح، حيث قام الدرك الفرنسي في أوت 1955 باعتقاله بشارع بلكور وأخذه عنوة لأداء الخدمة الإجبارية. وأضاف المناضل بأنه بقي مدة أسبوع بالثكنة العسكرية الفرنسية وهو على مضض، كون الثورة انطلقت ومن واجبه المشاركة فيها الى جنب إخوانه المناضلين. بعدها تمكن من الهرب الى فرنسا والانخراط في صفوف جبهة التحرير الوطني بفرنسا في سبتمبر 1955. وبمناسبة مرور 58 سنة عن اندلاع الثورة المسلحة المجيدة، تأسف موح كليشي عن جهل شباب اليوم لتاريخ بلاده وعلى رأسها المحطات التاريخية الكبرى، وحسبه أن ما لقن من ذاكرة الأمة الجزائرية مدة خمسينية سنة من الاستقلال هو سطحي.