يتجدّد الموعد مع أجواء المنافسة بالنسبة للعناصر الوطنية للملاكمة، بعدما ابتعدوا لأسابيع قليلة، هذه المرة سيكون الحدث البطولة الأفريقية التي ستجري فعالياتها بالموزمبيق من 11 إلى 17 سبتمبر 2022، والتي يطمح خلالها سيدات ورجال الجزائر إلى تحقيق أفضل نتيجة تسمح لهم بالعودة بأكبر عدد من الميداليات، خاصة من المعدن النفيس، لأنها تعتبر محطة جد هامة في بداية الموسم الرياضي 2022/ 2023 ما يعني أنها ستسمح بتقييم المستوى الحالي للملاكمين قبل الدخول في غمار التصفيات المؤهلة للألعاب الأولمبية، بباريس 2024. تنقل الوفد الجزائري إلى الموزمبيق عبر رحلة قادته من الجزائر نحو تركيا ثم مكان الحدث بتعداد مزج بين بين أسماء سبق لها أن شاركت مع المنتخب الأول، وأخرى شابة ستكتشف الأجواء لأول مرة تم إدراجها من أجل تعويض بعض الملاكمين الذين اعتزلوا المنافسة دوليا حتى تكون استمرارية في كل الاوزان ومن جهة أخرى لتشبيب الفريق، وضخ دماء جديدة تملك القدرة على تحقيق أفضل النتائج في المواعيد القادمة على المدى المتوسط والبعيد مثلما سبق لرئيس الاتحادية فرحات فزيل الكشف عنه لجريدة "الشعب" في قوله: "هدفنا الحالي العمل على تشبيب الفريق الوطني من خلال إدماج أسماء صغيرة في السن للمشاركة مع الأكابر في البطولة الأفريقية بالموزمبيق، المقرر من 11 إلى 17 سبتمبر 2022، لأنها فرصة مواتية لكسب الخبرة والاحتكاك مع المستوى العالي". بالتالي فإن الفريق تنقل بمجموعة تتكون من ياسين توارق، هشام معوش، أسامة مرجان، وليد تازروت، يحي عبدالي، جيغو ايت بقة، يوسف يعيش، يونس لموشي، عبد الوهاب شيخاوي، هني موح سعيد، طارق تريكي، أما بالنسبة للإناث نجد كل من ايمان خليف، إشراق شايب، روميسة بوعلام، حجيلة خليف، جوهرة بناني، منصور فتيحة، ميلودي سهى، أسماء يعول عليها كثيرا لتحقيق الإنجاز والعودة بأثقل حصيلة من الموزمبيق بالنظر للقدرات والإمكانيات التي تتمتع بها المجموعة التي تم انتقاؤها من طرف المديرية الفنية لتمثيل الجزائر في هذا الحدث القاري الكبير، خاصة أن أغلبهم يملكون مستوى عالمي وسبق لهم أن حققوا نتائج باهرة في التظاهرات السابقة، الأمر الذي يجعل الجميع متفائل ويعول على هذا التعداد لحصد الميداليات. تحضيرات مكثفة قبل انطلاق الموسم الجديد للإشارة، فإن المنتخب الوطني رجال دخل في تربص مغلق مباشرة بعد الانتهاء من الألعاب المتوسطية بوهران وعمل لمدة شهرين دون انقطاع، كان ذلك بمركز سيرايدي بعنابة الذي كان المكان الأنسب للابتعاد عن الضغط والتركيز على التحضيرات، بعدما تعذر على الاتحادية برمجة تربص خارج الوطن، كما كان تواجد المنتخب تونسي في نفس المكان فرصة من أجل العمل معا بما ان كلا الطرفين يحضران للبطولة الأفريقية بالموزمبيق، ودام تواجد الملاكمين في عنابة 12 يوما قاموا خلالها بالعمل وبرمجة منازلات لتقييم الأمور أكثر، حيث استمر التربص إلى غاية 6 سبتمبر، أين عاد للعاصمة وبالضبط للسويدانية قبل شد الرحال في اليوم الموالي نحو مكان الحدث في أجواء عائلية صنعها الوفد تؤكد العلاقة الجيدة بين التعداد، وتساعد في التخلص من الضغط خاصة بعد الفترة الطويلة التي قضوها بعيدين عن عائلاتهم بهدف التحضير للموعد القاري. من جهته المنتخب الوطني للسيدات الذي برز بشكل كبير وتمكن من التألق وتحقيق عديد الإنجازات التي تعد سابقة في تاريخ الملاكمة النسوية الجزائرية، بعدما استفاد التعداد من فترة للراحة عاد للعمل حيث دخل في تربص مغلق بأعالي تيكجدة دام 14 يوما، ثم منحت لهن راحة وبعدها عادوا إلى العمل مجددا، بداية من 31 أوت إلى غاية يوم السفر، وكان ذلك في مركز السويدانية بالعاصمة تحت إشراف المدربين كنزي وشعوة، لأنهما يعرفان جيدا ما يجب التركيز عليه بما أنهما رافقا التعداد من بداية المهمة، ويعتبر المنتخب الجزائري النسوي الأفضل على الصعيد الأفريقي في الفترة الحالية بالعودة للنتائج التي حققتها زميلات نائبة بطل العالم ايمان خليف الأمر الذي سيجعل الأنظار مشدودة نحو البطولة الأفريقية من أجل الاستمتاع بالمنازلات مثلما عودتنا شبلات الفن النبيل الجزائري لأنهن على موعد جديد لكتابة التاريخ وإضافة إنجازات جديدة لسجلهن والملاكمة الجزائرية على حد سواء. توفر الظروف والهدوء ساعد في تحقيق النتائج الأمور عادت للطريق الصحيح بعد تجاوز جملة المشاكل التي كادت تعصف بالملاكمة الجزائرية نظرا للمشاكل التي طالت الاتحادية، ولحسن الحظ تم تدارك الأمور والعودة للسكة والشروع في العمل على اعادة ترتيب البيت والتركيز على إبعاد الملاكمين عن المشاكل وإبقائهم في جو العمل والتحضير الأمر الذي سمح بتأهيل أكبر عدد من الملاكمين لأولمبياد طوكيو 2021، والأكثر من ذلك تأهل تاريخي للملاكمة النسوية الجزائرية لهذا الحدث الرياضي الكبير التي كانت حاضرة ب 3 أسماء، والأمر يتعلق بكل من روميسة بوعلام وإشراف شايب التي كانت أصغر رياضية في الوفد، وإيمان خليف التي بلغت الدور الثاني من المنافسة رغم قلة الخبرة أمام منافساتها، الأمر الذي فتح الشهية أمام سيدات الجزائر لمواصلة الطريق بنفس العزيمة والإصرار وتمكن من تأكيد ذلك في مختلف حلبات الملاكمة التي تنافسن فيها، والفضل يعود للمديرية الفنية والقائمين على الاتحادية، لأنهم سطروا برنامج عمل في المستوى سمح بتدارك التوقف الطويل جراء الجائحة الصحية. الانطلاقة كانت من صربيا حيث حققت خلالها الملاكمات نتائج رائعة وبعدها تواصلت التضحيات والعمل الجاد إلى غاية بطولة العالم بتركيا التي حصدت خلالها الملاكمة النسوية الجزائرية ميداليتين عن طريق كل من ايمان خليف وإشراف شايب وكانت قريبة من الثالثة التي ضاعت من روميسة بوعلام، الأمر لم تتوقف هنا حيث كان في المقابل منتخب الرجال يحضرون دون انقطاع من أجل الطبعة 19 للألعاب المتوسطية بوهران 2022، لأنه كان الحدث الأبرز خاصة أنه جرى في الجزائر وأمام الجمهور الذي كان في الموعد من خلال الحضور القياسي في مدرجات القاعة التي حضنت المنازلات من البداية إلى النهاية وتفاعل بشكل لافت مع الملاكمين والملاكمات، الأمر الذي رفع من معنوياتهم أكثر ودفعهم لتقديم كل ما لديهم، والنتيجة كانت تاريخية بحصد 13 ميدالية، منها 5 ذهبيات و5 فضيات و3 برونزيات وكان التعداد يتكون من 15 اسما، انتهت الألعاب واستفاد الفريق من راحة ثم عاد للعمل والانطلاق سيكون من الموزمبيق مع عهد جديد والجميع على أمل تحقيق الأفضل.