أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن العالم العربي على الرغم مما يعانيه من أزمات وما يواجهه من تحديات لا زال قادرا على الاستجابة للتحديات ككتلة إقليمية صلبة. استعرض أبو الغيط، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال الدورة 158 لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية أمس بالقاهرة - الأزمات "الخطيرة والمتلاحقة والمتداخلة" التي يعيشها العالم والتي "تتسارع وتيرتها" مشيرا إلى أن العالم العربي "ليس ببعيد عن هذه الأزمات ومخاطرها". وتابع قائلا: "إننا في المنطقة العربية ننظر إلى ما يجري على الساحة الدولية من تغيرات وتطورات من زاوية رئيسية هي المصالح العربية كيف نصونها ونعززها وندافع عنها". كما شدد الامين العام للجامعة العربية، على أن الأزمات العالمية "لا ينبغي أن تطغى على الأزمات المشتعلة في الإقليم"، والتي ما زالت بعيدة عن الحل السياسي، معرجا على الأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية. وأكد أبو الغيط على أن "الحل السياسي يظل الخيار الوحيد الممكن لتحقيق الاستقرار وإنهاء المعاناة الهائلة للشعوب ووقف نزيف الدم والخسائر الذي تكبدتها الدول عبر السنوات الماضية". وبخصوص فلسطين وصف الأمين العام للجامعة العربية تجميد المسار السياسي لحل القضية الفلسطينية بأنه "جريمة في حق المستقبل ومستقبل كافة الشعوب في هذه المنطقة التي تتطلع إلى الأمن والازدهار"، مشددا على أن الشعب الفلسطيني الذي يعاني من استعمار تزداد شراسته وعنصريته له الحق أيضا في أن يكون جزءا من هذا المستقبل". و انتقد ازدواجية المعايير وسياسية الكيل بمكيالين ازاء القضية الفلسطينية قائلا: بينما يباشر الكيان الصهيوني القمع والاحتلال تحت سمع وبصر المجتمع الدولي، نرصد رفضا واستنكارا لمنطق احتلال الأرض في مناطق أخرى من العالم. وكأن هناك معيارا لفلسطين ومعيارا مختلفا للآخرين. وأكد أن الحل العادل والدائم للقضية الفلسطينية يكمن في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 يظل "المفتاح الأهم" لاستقرار هذه المنطقة على المدى الطويل. و مع ذلك، اعتبر الامين العام للجامعة العربية أن "العالم العربي على ما يعانيه من أزمات وبرغم ما يواجهه من تحديات لا زال قادرا على الاستجابة للتحديات ككتلة إقليمية صلبة ومتراصة"، داعيا إلى "العمل من أجل معالجة أي خلاف واحتواء أي مشكلة عبر وضع المصلحة العربية العليا فوق كل اعتبار".