توّج المنتخب الوطني لفئة أقل من 17 سنة بالطبعة الرابعة لكأس العرب للناشئين التي احتضنتها الجزائر ما بين 23 أوت إلى 08 سبتمبر، أين أطاحوا بالمنتخب المغربي بضربات الترجيح بنتيجة (4 - 2)، بعد نهاية الوقت الأصلي بنتيجة التعادل بهدف في كل شبكة، مؤكدين تطورهم الكبير في اللعب واستعدادهم لدخول غمار منافسة كأس أمم أفريقيا 2023 التي ستحتضنها الجزائر ما بين 08 و30 أفريل بمعنويات عالية. كسب رفقاء المدافع الأنيق يونس بداني الرهان في نهائي كأس العرب للناشئين، أمام المنتخب المغربي في نهائي مثير احتضنه ملعب عبد الكريم كروم بمدينة سيق بمعسكر، وسط حضور جماهيري غفير غصت به مدرجات الملعب، ساند الفريق الوطني إلى غاية الأنفاس الأخيرة من عمر المواجهة. تغلب رهان التتويج بنهائي كأس العرب للناشئين على اللعب، مثلما كان يتخوف منه الناخب الوطني أرزقي رمان ونظيره المغربي سعيد شيبة، اللذان صرحا خلال الندوة الصحفية التي سبقت النهائي على أن المهم تطبيق اللاعبين لأسلوب لعبهم وتفادي التركيز على التتويج باللقب ولا غير. المرحلة الأولى بقيت فيها النتيجة متعادلة سلبيا كما بدأت، حيث تمركز اللعب في وسط الميدان مع البحث عن الحلول، ولم تتغير نتيجة المواجهة إلا بعد عودة الفريقين من غرف حفظ الملابس، حيث تمكن البديل محمد ارشيدي من فتح باب التهديف لمنتخب المغرب في (د 50)، بعد استغلاله كرة من ضربة ركنية تابعها وترجمها إلى هدف السبق. الهدف المغربي لم يحبط معنويات رفقاء الحارس ماستياس حماش، بل جعلهم يخرجون من قوقعتهم لمحاولة تعديل النتيجة، وكان لهم ذلك بعد الحملات الهجومية الكثيرة التي ترجمت إحداها بتعديل النتيجة عن طريق "صاروخية" إسماعيل الطيب شحيمة، الذي استرجع كرة ضائعة للمنتخب الوطني من على بعد حوالي 35 مترا، وقذف دون تردد مباشرة نحو الشباك مسكنا الكرة في مرمى الحارس طه بنغزيل بالدقيقة الأخيرة من عمر الوقت الأصلي للمواجهة، الأمر الذي جعل رفقاء المتألق مروان بياض ينهارون قبل سلسلة ركلات الترجيح. «لا ثانية دون ثالثة" المثل الذي ينطبق على رفقاء القائد فايز عمام، الذين تمكنوا من الإطاحة بالمنتخب التونسي في ربع نهائي كأس العرب للناشئين بضربات الترجيح، الذي فاز عليهم في كأس اتحاد شمال أفريقيا للناشئين التي احتضنتها الجزائر شهر مارس الفارط، كما أبعدوا أحد أفضل الفرق بكأس العرب للناشئين المنتخب السعودي في نصف النهائي بنفس الطريقة، ليعيدوا الكرة أمام المنتخب المغربي في النهائي، حين تمكنوا من الفوز بضربات الترجيح بنتيجة (4 - 2) مؤكدين على تركيزهم الكبير إلى إعلان الحكم صافرة النهاية في كل المواجهات. صغار "المحاربين" أدوا دورة كبيرة تمكنوا خلالها من إنهاء الدور الأول في صدارة المجموعة الأولى، بعد فوزهم بالمباريات الثلاثة الأولى أمام كل من منتخبات (فلسطين، السودان، الإمارات العربية المتحدة) على التوالي، ليواصلوا تألقهم في الأدوار الإقصائية أمام منتخبات (تونس، العربية السعودية، المغرب). أشبال الناخب الوطني أرزقي رمان تمكنوا من تسجيل 12 هدفا خلال 6 مواجهات بمعدل هدفين في كل لقاء، كما سجل على شباك ماستياس حماش هدفين طيلة المنافسة، الأمر الذي يوضح بأن الطاقم الفني للمنتخب الوطني لفئة أقل من 17 سنة، قام بعمل كبير بعد نهائيات كأس اتحاد شمال أفريقيا للناشئين التي أنهاها ذات الفريق في المركز الرابع وما قبل الأخير. كسب الفريق الوطني لفئة أقل من 17 سنة خبرة واسعة بالمنافسات الدولية في ظرف وجيز، وهو الأمر الذي سيكون مهما في إطار تكوين اللاعبين، الذين استفادوا من الاحتكاك بمدارس كروية مختلفة، كما تخلصوا من عقدة اللعب أمام مدرجات مملوءة عن آخرها، وهو ما سيكسبهم ثقة أكثر في الاستحقاقات المقبلة في مقدمتها كأس أمم أفريقيا للناشئين التي ستحتضنها الجزائر، شهر أفريل 2023. أناتوف ينال لقب أفضل لاعب في الدورة من جهة أخرى، نال ابن مدينة تندوف مسلم أناتوف جائزة أفضل لاعب في دورة كأس العرب للناشئين. يذكر أن الأمين العام للاتحاد العربي للعبة رجاء الله السلمي، كرم وزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق، وذلك نظير الخدمات المساندة التي قدمتها الوزارة خلال إقامة كأس العرب للناشئين في الجزائر، مثلما جاء في تغريدة حساب الاتحاد العربي لكرة القدم، كما كرم السلمي، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم جهيد زفيزف لجهوده المتميزة والاستضافة الناجحة للدورة.