يعاني العشرات من سكان قرية الدمادمية التابعة لإقليم بلدية عمر، بجنوب ولاية البويرة، من غياب عدد من المشاريع التنموية الهامة التي نغّصت حياتهم اليومية وحولتها إلى جحيم. أوضح عدد من السكان في لقاء لهم مع «الشعب»، أن قريتهم تشهد نقائص وانشغالات تنموية متعددة، وبسببها ظلت متأخرة على كل المستويات، وتأتي في مقدمة هذه الانشغالات نقص المياه الصالحة للشرب بمنازلهم، بل غيابها في الحنفيات لعدة أيام وأسابيع، ما سبب ذلك متاعب يومية كبيرة للعائلات بعد دخولهم في رحلة البحث عن ينابيع المياه في الأماكن البعيدة بالطرق البدائية بواسطة الدواب، أو باستعمال سيارتهم وعرباتهم الخاصة. ويقول السكان أن كمية المياه التي يجلبونها لا تكفي لتلبية كل الاحتياجات اليومية من شرب وغسيل، بينما يلجأ آخرون إلى كراء صهاريج المياه بأثمان باهظة تصل أحيانا 1000دج للصهريج الواحد، وهذا الوضع كلفهم مصاريف إضافية أنهكت جيوبهم الفارغة. ومن جهة أخرى يذكر سكان القرية مشكل تدهور قنوات الصرف الصحي بمنازلهم، مخلفة ورائها مشاهد مرعبة تشمئز منها الأنفس، ونتج عن ذلك عدة مشاكل صحية على أولادهم بسبب الروائح الكريهة التي تكاد لا تفارقهم طوال الوقت، وكذا الأمراض الخطيرة الناجمة عنها كأمراض الحساسية والجلدية وغيرها التي مسّت فئة الأطفال الصغار خصوصا، وهذه الحالة كبدتهم خسائر مادية ومعنوية كبيرة، جراء الفحوصات الطبية التي يجريها الأولياء لأبنائهم في العيادات الخاصة. كما طالب شباب القرية بتوفير هياكل شبانية ورياضية للترفيه عن النفس ولممارسة الرياضة، وخاصة وأن هناك عدة مواهب رياضية بحاجة إلى دعم والتفاتة جادة من السلطات المحلية، إلى جانب ذلك توفير مناصب شغل لصالح الشباب حاملي الشهادات الجامعية وكذا خريجي معاهد التكوين المهني. وعلى ضوء ذلك يأمل سكان قرية دمادمية في أن تستجيب لهم السلطات المحلية في القريب العاجل، وتجسد الانشغالات المطروحة على أرض الواقع.