«يرتبط البغرير» بتقاليد المطبخ الجزائري القديم، علما أنها أكلة تقليدية انتشرت بالجزائر وكذا بدول المغرب العربي في عصر الموحدين ولها عدة تسميات باللهجة الجزائرية، وترمز للفرح والكرم والبركة، ولا تغيب هذه الأكلة الشهية عن أفراح وأعياد الجزائريين. يشتهر المطبخ الجزائري بالعديد من الأطباق التقليدية المتوارثة عبر مئات السنين، وحوفظ عليها، بل تدخل في قائمة المأكولات الشعبية الأكثر انتشاراً في معظم ولايات الجزائر. إن «البغرير» واحدة من تلك الأكلات التقليدية اللذيذة التي تحافظ العائلات الجزائرية على إعدادها خلال مناسبات محددة أو بدونها، بحسب المنطقة أو الولاية، وبقيت طوال مئات السنين من أكثر الأكلات المفضلة عند الجزائريين. و»البغرير» هو نوع من المعجنات، له عدة تسميات في الجزائر، بينها «الغرايف» في ولايات الشرق الجزائري، أو «القرصة» في بعض المناطق الغربية والجنوبية. كما أن لها تسميات عديدة بالأمازيغية على اختلاف لهجاتها، إذ يقال «تيغريفن» باللهجة القبائلية، وباللهجة الشاوية «هوذفيسث» أو «هيغريفين»، وباللهجة المزابية «ثيملين». وتعتبر هذه الأكلة الشعبية من أقدم الأكلات في الجزائر، وتذكر الدراسات بأن تاريخها يعود إلى «دولة الموحدون» التي حكمت من 1121 إلى 1269 ميلادي. كما تذكر الدراسات أنها انتقلت إلى مناطق ودول أخرى، بينها السعودية واليمن وتعرف باسم «اللحوح»، وكذا في الصومال وإثيوبيا ولها عدة تسميات بها بينها «كانجيلو، ولاكسوكس»، إلا أن طريقة تحضيرها ومكوناتها تختلف عن الموجودة بدول المغرب العربي. ويرتبط تحضير البغرير أو «الغرايف» في الجزائر بعادة أو مناسبة معينة لا سيما مع طعمها الحلو، فهي لمناسبات الفرح في ولايات الشرق الجزائري مثل نجاح الأبناء أو تعد لاستقبال الضيوف، أو وجبة ثانية للغداء. وترتبط أكلة «البغرير التقليدية الشعبية بالتراث الجزائري القديم، ويرمز إلى الخير والبركة والفرح والفخر والكرم. بينما نجدها في ولايات وسط الجزائر «أكلة شبه يومية»، وتحضر مع حليب أو قهوة المساء التي تعتبر عادة في حد ذاتها عند كثير من العائلات الجزائرية، ويفضل الكثيرون تناول البغرير مع فنجان القهوة أو الحليب، أو الشاي في ولايات الجنوب الجزائري. كما أن «الغرايف» أو البغرير شبيهة ب»البان كيك» وشكلها دائري، وهي من أنواع الفطائر المعجنة والإسفنجية والحلوة ومليئة بالثقوب. ويتم إعداد الأكلة على المقلاة في معظم مناطق الجزائر، فيما تحضره عائلات شرقي الجزائر على لوحة حديدة دائرية خاصة ب»الغرايف»، أو على «طاجين حديدي» وهي لوحة حديدية أيضا مخصصة لتحضير أكلة «الشخشوخة» التقليدية. تجدر الإشارة إلى أن طريقة عمل طبق «الغرايف» في الجزائر تختلف من ولاية لأخرى، وحتى من منزل لآخر، لكنها تجتمع في ذوقها الحلو، كما يأكل ساخناً، بينما تستغرق مدة تحضيره نحو 20 دقيقة. ويجب في طريقة عمل طبق «الغرايف» أو «البغرير» على الطريقة الجزائرية تحضير بعض المكونات مثل كأس من الطحين و3 كؤوس سميد ناعم، وكمية من الزبدة وملعقة كبيرة من خميرة الخبز ومع رشة ملح و4 كؤوس ماء دافئ، مع كمية من السكر للزينة على كل طبقة ومربى أو عسل. وفي طريقة التحضير، توضع الخميرة في نصف كوب ماء دافئ حتى تتخمر، ثم توضع في وعاء متوسط الحجم ويضاف لها كمية من السكر حتى يتحول شكلها إلى رغوي، وتترك لمدة 5 دقائق. بعد ذلك في خلاط كهربائي، توضع كمية السميد والماء والسكر والملح، وتترك لمدة 5 دقائق، ثم يضاف لها خليط الخميرة الرغوي أثناء الدوران، وتترك مجددا لمدة 3 دقائق. عقب ذلك يتم تفريغ تلك المكونات التي تتحول إلى سائل في إناء أو قدر، ويوضع في مكان دافئ، ويفضل أن يكون أمام المدفئة حتى يتخمر لمدة 30 دقيقة. وفي خطوة أخرى، يتم تسخين المقلاة أو تلك اللوحة الحديدية، ويصب عليها مقدار كوب كبير وتترك لمدة 5 دقائق على الأكثر حتى يتحول لونها إلى ذهبي من الأعلى وبني من الأسفل، وتظهر عليها فقاعات مثقوبة، لتتكون فيما بعد مجموعة من الطبقات توضع فوق بعضها بعد نضج كل واحدة. وللزينة ولإعطاء مذاق خاص للبغرير، ترش كل طبقة بكمية من السكر، ويضاف على كل واحدة كمية قليلة من العسل أو المربى، والزبدة الذائبة.