ألزم المدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفي الهبيري في تعليمة مستعجلة أرسلها إلى كل المديريات الولائية، بتنفيذ مخطط استعجالي خاص بحماية كافة المراكز الحضرية والريفية المعرضة لأخطار الفيضانات وتنظيم الإنقاذ بما يسمح بتجنب أية نقائص في حالة حدوث كارثة، مع التزام بالمداومة ليلا، تحسبا لوقوع أي طارئ قصد تمكينهم من التدخل السريع للحد من حجم الخسائر التي قد تتسبب فيها. وجاءت هذه التعليمة التي تحصلت «الشعب» على نسخة منها، بعد أن تكرر أسلوب مواجهة الكوارث الطبيعية عبر عدد من الولايات ليلا، والتي أسفرت عن وقوع خسائر في الأرواح والمباني والهياكل القاعدية، فضلا عن التنبؤات التي قدمتها مصالح الأرصاد الجوية بخصوص حدوث تقلبات جوية مرتقبة عبر مختلف ربوع الوطن خلال هذا الشهر. ويعد هذا إجراء احتياطي من أجل تحسين طرق وأساليب التدخل لمعالجة الكوارث الطبيعية من خلال جعلها أكثر فعالية ونجاعة، تتماش والتغيرات مناخية مخيفة تجعلها تعيش تحديات خطيرة وتلزم عليها اتخاذ إجراءات إحترازية تحسبا لأي كارثة. وفي هذا المقام شدد المسؤول الأول عن الحماية المدنية على ضرورة اتخاذ تدابير عقلانية وتدخلات تشمل محاصرة وإبعاد مياه السيول وتساقطات الأمطار عن التجمعات السكنية، مع العمل على إيجاد حلول لمشكل ارتفاع منسوب الأودية الجارفة، التي تجعل من المواقع التي تتمركز بالقرب منها في خطر حقيقي، ما يستدعي حسبه تكفلا حقيقا بها لتفادي الخسائر الناجمة عن الفيضانات أرواح بشرية أو ممتلكات، وهذا بتنسيق مع مختلف الجهات التي لها صلة بتسير الكوارث. كما أكد ذات المسؤول على ضرورة تركيز كل الجهود والتنسيق بين المصالح التقنية والجمعيات البيئية ولجان الأحياء في مجال توسيع شبكة تطهير المياه المستعملة لتغطية المناطق التي لا تزال غير مجهزة مع تحسين التدابير الوقاية، وإدراج منشآت تصريف مياه التساقطات ضمن مختلف مشاريع التعمير الجيدة. كما أطلقت المديرية العامة للحماية المدنية حملة تحسيسة حول أخطار الفيضانات وتنظيف مجاري مياه الأمطار وصيانتها وإزالة مواقع تجميع الحصى بمجاري الأودية بهدف تجنب أخطار الفيضانات والسيول، وكذا نشر وعي جديد في أوساط المواطنين لتقليل من ظاهرة رمي المخلفات وباقي النفايات الصلبة وهذا بإشراك ممثلي السكان في تسير المحيط والبيئة الجوارية من خلال إزالة النقاط السوداء التي تتسبب في انسداد المجاري وفيضان الأودية. وتضمن المخطط الاستعجالي أيضا، الحرص على معالجة درجة الأخطار وكيفية الخروج منها بأقل الخسائر، من خلال اتخاذ إجراءات وتدابير النجدة التي تكون مرفوقة بإجراءات تطبيقية من شأنها أن تلفت انتباه المواطن وتحسسه بخطورة الوضع لاتخاذ احتياطاته الضرورية. وفي سبيل تفعيل النشاط الوقائي شدد الهبيري على ضرورة إعلام المواطنين بالتقلبات الجوية المحتملة مع الحرص على تنظيم تظاهرات جوارية متعلقة بالترتيبات الوقائية في حالة تساقط الأمطار الطوفانية التي تتسبب في فيضانات الأودية ما قد يلحق أضرارا مباشرة بالأشخاص والممتلكات الأمر الذي توجب رسم مخطط وقائي لتجنب كل العواقب السلبية لتقلبات الطقس وهذا مع مرعاة خصوصيات كل منطقة. وحسب المختصين الذين تحدثنا معهم من مصالح الحماية المدنية، فإن شهر نوفمبر من أكثر الشهور التي تعرف تساقط كميات معتبرة فضلا عن كون الفترة الحالية تتزامن مع انطلاق موسم الأمطار، بدليل أن جل الفيضانات حدثت خلال هذا الشهر، ما يستدعي اتخاذ الحيطة والحذر لتقليص من رقعة الخسائر.