فيضانات غرداية والخوف من تكرار سيناريو ما حصل بها دفع السلطات المحلية في العديد من ولايات الهضاب العليا إلى التحرك،وهو ما يجري بولاية المدية، الجلفة، الاغواط من خلال إعداد مخطط استعجالي هو على وشك الانتهاء، من أجل حماية كافة المراكز الحضرية والريفية المعرضة لأخطار فيضانات الأودية بهذه الولايات حيث سيُشرع في تجسيد هذا المخطط، الذي يدخل ضمن الغلاف التكميلي لبرنامج الهضاب العليا عن قريب، حسب مصالح ولائية. ويشتمل هذا المخطط، حسبما أفاد به مسؤلون من الذين تحدثنا معهم خلال جولة قادت ''الشعب '' رفقة مصالح الحماية المدنية إلى ولاية غرداية للإطلاع عن كثب عن أهم الاجراءت التي تتخذها مصالح الحماية المدنية والمصالح الولائية لمواجهة أي خطر مستقبلا والخروج منه بأقل الخسائر مرورا بكل من ولاية المدية أين كانت لنا فرصة الالتقاء مع والي الولاية السيد ''زوخ عبد القادر ''الذي تحدث لنا عن الخطر الذي تعرفه الولايات جراء أودية نائمة مؤكدا في تصرح له ل ''الشعب'' بأن مصالحه تعمل جاهدة لتدارك هذا الخطر وجعل الولاية في منأى عن الفيضانات بصفة نهائية كاشفا لنا في هذا السياق أنه تقدم مؤخرا بطلب غلاف مالي يكاد يكون ضخم حيث أبدى تحفظ عن قيمة هذا المبلغ من السلطات العليا من أجل معالجة كل الخطر وحماية المنشآت بصفة نهائية من خطر الفيضانات مضيفا أن مصالحه أخذت كل الترتيبات لمواجهة مياه الأمطار والسهول بصفة مؤقتة خاصة المناطق التي تعرف أكثر خطر كبلدية بني سليمان، سغوان، قصر البخاري، لتتواصل جولتنا بعدها إلى كل من ولاية الجلفة،الاغواط، حيث أطلعنا الاجراءت التي تم اتخاذها على مستوى هذه المناطق التي تعرف خطر الفيضانات حيث تم تحديد إستراتيجية مدروسة وتدابير عقلانية وتدخلات تشمل محاصرة وإبعاد مياه سيول و تساقطات الأمطار عن التجمعات السكنية، كما تهدف الإستراتجية أيضا إلى إيجاد الحلول لمشكلة ارتفاع منسوب الأودية الجارفة، التي تجعل من العديد من المواقع التابعة للبلديات التي تعرف خطر الفيضانات والتي قد تعرف تضرر بشكل بالغ نتيجة تموقع المباني وأحيائها السكنية بقرب المجاري المائية الرئيسة بالمنطقة، أو على مستوى ضفاف الأودية. ومن بين التجمعات المعنية دوما بهذا المشكل الذي يستدعي تكفلا حقيقيا به لتفادي الخسائر الناجمة عن الفيضانات أو الخسائر في الأرواح البشرية، نجد تجمعات سكنية كبيرة مهددة بهذا الخطر خاصة فيما يتعلق بولاية الجلفةوالاغواط التي تعرف خطر كبيرا نتيجة مرور واد على المدينة . وحسب نفس المصدر، فإن دراسات قد سُجلت بشأن هاتين الولايتين من أجل تصحيح المجاري المائية وقنوات لتفريغ وحصر مياه السيول وتصريفها خارج المناطق الحضرية وإنجاز أحواض لتجميع مياه السيلان السطحية ومتاريس حجرية وجدران وقاية وخنادق عبر مقاطع من تلاقي الأودية بالأحياء وتشجير ضفافها. في نفس السياق، ستركز الجهود المستقبَلية على حماية تلك المناطق من الفيضانات والسيول الجارفة للأودية على إعلام وتحسيس المواطنين بالقضايا المتعلقة بالماء، صيانة البالوعات وتنقيتها من الحجارة والنفايات ونظافة المحيط البيئي ومحاربة التلوث والرمي العشوائي للنفايات وتنسيق الجهود المبذولة بين المصالح التقنية والجمعيات البيئية ولجان الأحياء في مجال توسيع شبكة تطهير المياه المستعملة لتغطي المناطق التي لازالت غير مجهزة، وتهيئة فضاءات خضراء، وتحسين تدابير الوقاية، وإدراج منشآت تصريف مياه التساقطات ضمن مختلف مشاريع التعمير الجديدة. وأشار نفس المصدر إلى أن الدراسات على وشك الانتهاء بكل من هذه الولايات، حيث سيتم بعث الأشغال مع بداية السنة المقبل حسب مصادر من الحماية المدنية . تعليمة حكومية تلزم الإطارات بالمداومة ليلا تلقت عدة هيئات ومؤسسات الدولة التي لها علاقة بتسيير الكوارث الطبيعية تعليمة حكومية تلزم إطاراتها وعامليها بالمداومة الليلية، تحسبا لوقوع أي طارئ، قصد تمكينهم من التدخل السريع، للحد من حجم الخسائر التي قد تتسبب فيها تلك الكوارث حسبما أفادت به مصالح من الحماية المدنية. وجاءت هذه التعليمة الحكومية بعد أن تكرر أسلوب مواجهة الكوارث الطبيعية عبر عدد من الولايات ليلا، من بينها غردايةوبشار، الجلفة، والتي أسفر عنها وقوع خسائر في الأرواح والمباني والهياكل القاعدية، خصوصا في غردايةوبشار، كما تتزامن التعليمة ذاتها مع التنبؤات التي قدمتها مصالح الأرصاد الجوية بخصوص حدوث تقلبات الجوية المرتقب وقعها عبر مختلف ربوع الوطن خلال هذا الشهر، وتخص التعليمة كافة المؤسسات التي أوكلت لها مهمة تسيير الكوارث الطبيعية، إلى جانب مصالح وزارة الداخلية، وهو إجراء احتياطي من الحكومة من أجل تحسين طرق وأساليب التدخل لمعالجة الكوارث الطبيعية، من خلال جعلها أكثر فعالية ونجاعة. خاصة وان الأمطار الطوفانية التي عرفتها بعض الولايات سابقا تزامن تساقط أغلبها مع فترة الليل، ما أثر على حصيلة الضحايا وكذا الخسائر المادية، لذلك، فإن إلزام الإطارات بالمداومة ليلا سيساهم حسب المصالح الولائية التي تحدثنا معها في شكل مباشر في ضمان أحسن تكفل بالمتضررين من الكوارث الطبيعية عند وقوعها، من خلال التدخل السريع، وتجنيد الجهات التي لها صلة بتسيير الكوارث، على رأسها مصالح الحماية المدنية والأمن الوطني. وحسب المختصين الذين تحدثنا معهم، فإن شهر نوفمبر يعد الفترة التي تتساقط فيها الأمطار بشكل وفير بالجزائر، بدليل أن جل الفيضانات حدثت خلال هذا الشهر، فضلا عن كون الفترة الحالية تتزامن مع انطلاق موسم الأمطار بصورة عامة، ما يستدعي ضرورة اتخاذ الحيطة والحذر وعدم انتظار وقوع الكارثة من أجل معالجتها، وأثبتت تجربة غرداية حسب العقيد بوعلام بوغلاف المدير العام للحماية المدنية لولاية غرداية بأن التحضير مسبقا لوقوع الكوارث وكذا إعلام المواطنين بالتقلبات الجوية المحتملة قلص بشكل كبير من رقعة الخسائر، فقد كانت فيضانات بشار التي وقعت خلال الشهر الماضي، رغم حجمها، أقل بكثير من فيضانات غرداية من حيث حجم الخسائر، إذ لم يتم تسجيل وقوع أي ضحية في بشار باعتبار أنه تم إخطار السكان حيث أعلم سكانها مسبقا بالتقلبات الجوية، في حين تجاوز عدد قتلى فيضانات غرداية33 قتيلا و48 جريحا حسب حصيلة الحماية المدنية وأغرقت أكثر من 1400مسكن حسب حصيلة كما وقدرت السلطات المحلية تكلفة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والاقتصاد المحلي بنحو 300 مليون دولار أمريكي ويُشار إلى أن الفيضانات أدت إلى وفاة آلاف الحيوانات وتدمير كميات كبيرة من المحاصيل الزراعية لتفاجأ الموطنين بالكارثة. وأكدت مصادر من مصالح الري في سياق التأهب لكارثة ما في ولاية غرداية إلى أنها ستبني سدودا على وادي الغديرة وغرازي الذين يصبان في واد مزاب لإحتواء 80 ٪ من مياههما وتفادي فيضانات أخرى في المستقبل، وأضافت أن بناء تلك السدود جزء من مشروع حماية ضد فيضان وادي ميزاب تبلغ قيمته سبعة ملايين يورو، وينص المشروع أيضا على بناء مجاري مركزية لمياه الصرف الصحي في سهل ميزاب على طول 24 كيلومترا وبناء حاشيات معززة لوادي ميزاب وجسور وأطراف حماية، كما يشمل أيضا بناء أحواض لمياه الصرف ومعالجتها للحماية من أخطار الفيضانات باقليم الولاية وذلك تحسبا لفترة التساقط خلال موسم الشتاء الجاري الاجراءات العملية التي شرعت المصالح المعنية في تجسيدها، والتي ترتكزعلى تنظيف مجاري الاودية من النفايات والشوائب وانجاز متاريس واقية على ضفاف الاودية المحاذية للانسجة العمرانية وتسيير دوريات مراقبة منتظمة عبر مصبات السيول ومنع رمي القمامة والمواد الصلبة في مجاري الاودية. ويضاف الى ذلك وفق نفس المصدر الى تنفيذ عمليات صيانة دقيقة للمعدات الهيدرولوجية كالمضخات الكهربائية المستغلة في امتصاص مياه الانفاق والاماكن المنخفضة وبالوعات المياه عبر الوسط الحضري واعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي وترميم الاعطاب بالشبكة. وفي سبيل تفعيل النشاط الوقائي قصد تفادي حدوث أضرار بالموارد البشرية والممتلكات في حالة فيضان الادوية تسهر تقسيميات الري بالدوائر بالتنسيق مع المجالس الشعبية البلدية على جرد وتصحيح وضعية مختلف النقاط السوداء التي قد تشكل مصدر خطر. وبالتوازي مع ذلك بادرت مصالح الحماية المدنية فى اطار حملة توعية ضد الفياضانات أو الكوارث الطبيعية بادراج تظاهرات جوارية متعلقة بالترتيبات الوقائية في حالة تساقط الامطار وفيضانات الاودية . ونذكر أن هذا الاودية تجعل المنطقة عرضة للسيول الجارفة دون اغفال الامطار الفجائية التي تلحق أضرارا مباشرة بالانسان والممتلكات الامر الذي استوجب رسم مخطط وقائي لتجنب كل العواقب السلبية لتقلبات الطقس بالمنطقة. ------------------------------------------------------------------------