أولياء يطالبون بأقسام توسعة للتخلّص من نظام الدوامين عادت أزمة الهياكل التربوية لتطفو الى السطح مجددا مع بداية الدخول المدرسي لسنة 2022/2023، بولاية بومرداس، وبالتالي الاستجابة لحاجيات التنظيم المدرسي العادي بعد الخروج من الوضعية الاستثنائية لجائحة كورونا، حيث كشفت مصالح مديرية التربية عن تسليم 6 مجمعات مدرسية في الطور الابتدائي مقابل 75 مشروعا مبرمجا للانجاز في هذا المستوى فقط للتخفيف من ظاهرة الاكتظاظ والقضاء النهائي على نظام الدوامين. دائما في هذا الطور الحساس من المسار الدراسي للتلميذ، شهد الموسم الجديد تسليم 37 قسم توسعة من مجموع 137 قسم كان مبرمجا للانجاز منذ سنوات لكنه عرف ركودا شبه تام خلال فترة جائحة كورونا، وهي الفترة التي كان من الممكن استغلالها لتدارك العجز المسجل على مستوى أغلب البلديات، خاصة وأن عملية الترحيل وإعادة الاسكان التي تعرفها ولاية بومرداس في إطار القضاء على الشاليهات والسكنات الهشة قد أوجد نقاط سوداء أخرى بسبب الضغط الذي تعرفه المؤسسات التربوية المستقبلة مقابل عدم مواكبة المواقع السكنية الجديدة لمرافق عمومية خدماتية على رأسها هياكل قطاع التربية. في هذا الإطار، كشف عدد من المديرين وممثلي أولياء التلاميذ الذين تحدثوا ل»الشعب» أن عددا كبيرا من الابتدائيات لم تتخلص الى اليوم من نظام الدوامين، وأخرى لجأت الى نظام الدوام الثالث، نتيجة ضغط الاكتظاظ، مقابل تأخر تسجيل وانجاز أقسام التوسعة، فيما تتهرب بعض البلديات في تدعيم هذه المؤسسات بأقسام من البناء الجاهز لتجاوز هذه الإشكالية وتحسين عملية التمدرس للتلاميذ والطاقم البيداغوجي». وشهد الطور المتوسط استلام 5 متوسطات من أصل 12 متوسطة مبرمجة للانجاز أيضا منذ عدة سنوات ومسجلة في إطار البرنامج الاستعجالي لتعويض بعض المؤسسات القديمة التي تحولت الى خطر على التلاميذ وأخرى من البناء الجاهز، في حين يبقى مصير عدد من المشاريع المقترحة بناء على مطالب وانشغالات جمعيات أولياء التلاميذ عالقة رغم المعاناة الكبيرة للتلاميذ في عدد من مناطق الولاية منها على سبيل المثال مشروع متوسطة أولاد بونوة ببلدية رأس جنات لفك الخناق على اكمالية فاهم محمد القديمة التي تستقبل أزيد من 1500 تلميذ حسب تصريحات الأولياء. في حين عرف الطور الثانوي تسلم ثانويتين منها واحدة تعويضية بالبناء الجاهز لفائدة تلاميذ ثانوية محمد العيد الخليفة التي تم إزالتها في انتظار تجسيد المشروع الجديد، وهي واحدة من ضمن 5 ثانويات مبرمجة للتعويض في كل من زموري، سيدي داود، شعبة العامر بسبب وضعيتها المتدهورة واستمرار التدريس بقاعات جاهزة منذ زلزال 2003، لكنها لم تلق نفس الاهتمام والمتابعة المستعجلة وفق تعليقات الأولياء. المطاعم المدرسية..أولوية قصوى وتشكل انشغالات النقل والإطعام أحد أهم الخدمات الأساسية لتحسين تمدرس التلاميذ خصوصا بالمناطق النائية، حيث لا تزال التغطية ضعيفة في أغلب البلديات التي عجزت عن ربط المؤسسات التربية وخصوصا الابتدائيات وملاحق المتوسطات والثانويات المتواجدة بالقرى رغم ارتفاع حظيرة حافلات النقل المدرسي الى 68 حافلة، وهي تقريبا، حافلتان لكل بلدية من البلديات ال32، لكن أزمة الصيانة والمتابعة من العقبات الرئيسية التي أحالت دون استدامة العملية طيلة الموسم الدراسي. كما تبقى مطالب توسيع الوجبة الساخنة وتجسيد مشاريع المطاعم المدرسية المسجلة من أهم الانشغالات الأخرى التي يلح عليها الأولياء للتكفل بأبنائهم، وهنا كشف مدير التربية لبومرداس عن وجود 32 مشروع مطعم قيد الانجاز، لكنها لا تلبي حجم الطلب ولا تتوازى مع عدد المؤسسات التربوية بالولاية المقدرة حاليا ب404 ابتدائية، 118 متوسطة و54 ثانوية. وتشير أغلب التقارير المرفوعة من قبل اللجان المختصة ومنها لجنة التربية للمجلس الشعبي الولائي سابقا أن 246 مؤسسة في الطور الابتدائي تفتقد لمطعم مدرسي وأخرى توقفت بها الوجبة الباردة بالرغم من الوعود بإنجاز مطعم أو الاعتماد على طريقة توزيع الوجبات الساخنة من المطاعم المركزية كحل مؤقت، لكنه لم يطبق لحد الساعة بسبب عدم تعاون البلديات التي تتحجج بأزمة النقل ونقص الأعوان.