يعود صباح اليوم 276.578 تلميذ الى مقاعد الدراسة بولاية بومرداس بعد عطلة صيفية زادت عن شهرين، وهو الحدث الذي شغل الجميع منذ عدة أسابيع خصوصا الأولياء الذين يتحملون العبء المادي والنفسي من أجل مرافقة أبنائهم الى أبواب المؤسسة، وكلهم أمل واستعداد لتلبية حاجيات أطفالهم من أدوات مدرسية وألبسة، بالرغم من كل الصعوبات والمتاعب التي يواجهونها مع غلاء الأسعار. وضعت السلطات الولائية لبومرداس بالتنسيق مع الشركاء، كل الترتيبات المادية والبشرية لاستقبال التلاميذ في أحسن الظروف خلال الموسم الدراسي الجديد لسنة 2022/ 2023 ، الذي عاد لطبيعته من حيث النظام الدراسي العادي والحجم الساعي، بعد موسمين استثنائيين أملتهما الأزمة الصحية الناجمة عن تداعيات فيروس كورونا، التي طبعت عادات دراسية جديدة لدى التلاميذ بدأ البعض منها يتلقى القبول ويترسخ خاصة، منها نظام التفويج وتقليص عدد ساعات الدراسة، وهي أهم إفرازات الجائحة التي يتوجب معالجتها حسب المختصين والعمل على تكثيف عملية التحضير النفسي من اجل الانتقال أو العودة الى مرحلة ما قبل كوفيد19. وظهرت المتغيرات الجديدة، أو حالة الاضطراب جليا في صعوبة ضبط الرزنامة الأسبوعية، وطريقة توزيع الحجم الساعي في بعض المؤسسات التي تواجه ضغطا كبيرا، أو أزمة نظام الدوامين، بسبب قلة عدد الحجرات وتأخر تدعيم هذه المؤسسات بأقسام جاهزة مؤقتة في انتظار تسجيل مشاريع جديدة مثلما وعدت به الوصاية، ما دفع ببعض المديرين الى اعتماد نفس طريقة الدخول المعتادة خلال اليوم الأول في المرحلة الاستثنائية كتقسيم دخول التلاميذ حسب المستويات وليس دفعة واحدة. وشكلت مثل هذه الانشغالات النفسية، وتحديات العودة الى نظام التدريس العادي الى جانب أزمة الهياكل المدرسية وتأخر تسليم المشاريع المبرمجة أثناء الدخول المدرسي الجديد، أحد أبرز التساؤلات لدى الأولياء بولاية بومرداس، المتخوفين من الوضعية الجديدة، بسبب ظاهرة الاكتظاظ التي يتحدث عنها الجميع قبل بداية الموسم وفي جميع الأطوار التعليمية لكنها أكثر حدة في المتوسط والابتدائي. وكشفت مصادر من جمعيات أولياء التلاميذ الذين تحدثوا ل «الشعب» أن بعض الأفواج الدراسية ستقارب 60 تلميذا في القسم في عدد من المؤسسات التربوية». هياكل جديدة لمواجهة الاكتظاظ أمام هذه التحديات الجديدة التي ستواكب الموسم الدراسي الجديد، عمدت السلطات الولائية بالتنسيق مع مديرية التربية والهيئات ذات الصلة خاصة البلديات الى تكثيف الجهود من اجل التحضير الجيد للدخول المدرسي، والعمل على توفير كل المستلزمات الضرورية لدعم المؤسسات التعليمية، سواء من حيث التأطير البيداغوجي أو الإداري عن طريق سد العجز وتغطية المناصب الشاغرة بالأساتذة المتعاقدين وخريجي المدارس العليا، أو من حيث الإسراع في تسليم الهياكل التربوية المبرمجة. وكانت مصالح مديرية التربية لبومرداس، قد أعلنت في وقت سابق عن برمجة تسليم 13 مؤسسة تربوية جديدة لدعم الأطوار الثلاثة بأقسام توسعة ومجمعات مدرسية، وشملت 6 مجمعات للطور الابتدائي في كل من بلدية خميس الخشنة، مجمعين بعاصمة الولاية وآخر ببلدية لقاطة، إضافة الى 5 متوسطات لفائدة تلاميذ بلدية برج منايل، بني عمران، حمادي وشعبة العامر، في حين تدعم الطور الثانوي بثانويتين جديدتين في كل من خميس الخشنة وتيجلابين. أما عن مشاريع أقسام التوسعة المبرمجة للطورين الابتدائي والمتوسط، فقد وصلت 51 قسم توسعة بالطور الابتدائي شملت 10 أقسام بدائرة خميس الخشنة، 8 أقسام بدائرة بودواو، 26 قسم توسعة بدائرة برج منايل، 11 قسم توسعة بدائرة الثنية و6 أقسام توسعة ببلدية بغلية، بالإضافة إلى 19 قسم توسعة بكل من دائرة خميس الخشنة وبلدية أولاد هداج، ومشاريع أخرى لتعويض بعض المؤسسات التي تم إزالتها منها ثانوية محمد العيد الخليفة وسط مدينة بومرداس، حيث يتم تعويضها حاليا بمؤسسة مؤقتة بالبناء الجاهز الى غاية الانتهاء من المشروع المنتظر تسليمه في الموسم القادم لسنة 2023/ 2024. وعن عملية تسليم منحة التمدرس للتلاميذ المعوزين المقدرة ب5 آلاف دينار، فقد استفاد أزيد من 46 ألف تلميذ بهدف التكفل الأمثل بهذه الشريحة.