تجري بنيويورك، أشغال اللجنة الأممية الرابعة المختصة بتصفية الإستعمار، حيث تناقش مسألة الأقاليم الخاضعة للاحتلال، وعلى رأسها قضية الصحراء الغربية التي تحظى باهتمام متزايد بالنظر الى طبيعتها كآخر قضية تصفية إستعمار في القارة الافريقية. في السياق، أبدت دول أمريكا اللاتينية في تدخلاتها أمام اللجنة الأممية، التزامها بدعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الصحراوية، وفقا للقرارات الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن والتي تشدّد على الحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير المصير. وبهذا الخصوص، أكد الممثل الدائم للايكوادور لدى الأممالمتحدة، كريستيان ايسبينوزا، أن بلاده تدعم حلا متفقا عليه لتصفية الاستعمار في الصحراء الغربية، بما يتماشى مع ميثاق الأممالمتحدة، وقال: "فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية، نؤكد من جديد أنها قضية تتطلب حلاً سياسياً مقبولاً للطرفين، في سياق الأحكام المتوافقة مع مبادئ ومقاصد ميثاق الأممالمتحدة، ووفقاً للقرار 2602 (2021) الصادر عن مجلس الأمن". وذكّر مندوب الايكوادور، بأن الجمعية الأممية العامة تؤكّد كلّ عام بأن "وجود الاستعمار بأي شكل أو مظهر، بما في ذلك الاستغلال الاقتصادي، يتعارض مع ميثاق الأممالمتحدة، ومع إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، ومع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان". المكسيك مع استفتاء لتقرير المصير من جهته، أكد ممثل المكسيك، في مداخلة بلاده أمام اللجنة الأممية الرابعة لتصفية الاستعمار، أن المكسيك تدعم حل النزاع في الصحراء الغربية وفق القانون الدولي عبر تنظيم استفتاء لتقرير المصير كحل عادل يحترم إرادة الشعب الصحراوي. وأكد مندوب المكسيك أن بلاده "تجدد التزامها بدعم الجهود المبذولة للتوصل إلى حل عادل ودائم للصراع في الصحراء الغربية، وفقا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن الجمعية العامة ومجلس الأمن". وعبرت المكسيك في ذات المداخلة عن دعمها لجهود الأممالمتحدة، والمبعوث الشخصي للأمين العام، من أجل الوصول إلى وقف التوتر في المنطقة، وإعادة مسار التفاوض بين طرفي النزاع. نيكاراغوا ..مظلّة الشرعية هي الأساس بدوره، أكد الممثل الدائم لجمهورية نيكاراغوا لدى الأممالمتحدة، خايمي إيرميذا كاستيو، أن نيكاراغوا تدعم حق الشعب الصحراوي "في الحرية وتقرير المصير والسيادة الوطنية". وذكر الدبلوماسي النيكاراغوي أن بلاده التي ناضلت من أجل التحرّر، "تؤكد تمامًا أن شعب وحكومة المصالحة والوحدة الوطنية في جمهورية نيكاراغوا سيظلان دائمًا حازمين ومصممين على الدفاع عن المبادئ الأساسية للقانون الدولي التي تعترف بالحق السامي لشعب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في الحرية وتقرير المصير والسيادة الوطنية". من جهة أخرى، اعتبر الممثل الدائم لنيكاراغوا "أن إجراء الاستفتاء الذي تشرف عليه الأممالمتحدة لتقرير مصير الشعب الصحراوي، أمر حاسم في حل هذا الوضع الاستعماري". واعتبر خايمي إيرميذا كاستيو، أن نيكاراغوا ملتزمة بالتضامن الراسخ مع شعوب الأقاليم غير المستقلة، وتأمل أن تنجح اللجنة الرابعة في تحقيق عمل جماعي من أجل الدفاع عن حق هذه الشعوب "في تقرير المصير والاستقلال إلى أن يتم القضاء نهائيًا على الاستعمار بجميع أشكاله ومظاهره". بيرو ترافع لتصفية الاستعمار هذا، وأكد الممثل الدائم بالإنابة لجمهورية البيرو لدى الأممالمتحدة، السيد لويس أوغاريي باسورتو، في مداخلة بلاده أمام اللجنة الرابعة بنيويورك، أن بلاده التي تعتمد مناهضة الاستعمار كسياسة دولة، تؤيد بقوة تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. وذكر الدبلوماسي البيروفي بموقف بلاده الأخير من تأكيد اعترافها بالجمهورية الصحراوية، معتبرا أن ذلك الموقف يدخل في سياق قناعة البيرو بضرورة حل النزاع في الصحراء الغربية، وفق قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة، خاصة منها القرار 1514، الذي سمح للعديد من الدول بوضع حد للتواجد الاستعماري في بلدانها، ومنها البيرو. وعبرت البيرو عن دعمها جهود الأممالمتحدة لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، مشيرة إلى دعمها لمخطط التسوية الأممي الأفريقي لسنة 1991، ولمساعي السلام التي يقودها المبعوث الشخصي للأمين العام، ستافان ديميستورا، بالمنطقة. قرار تمديد "المينورسو".. منتصف الشهر في الأثناء، عقد ممثل جبهة البوليساريو بالأممالمتحدة والمنسق مع بعثة المينورسو، سيدي محمد عمار، أمس الأول، اجتماعا مع جان بيير لاكروا، نائب الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بعمليات السلام، حيث تطرق الجانبان إلى بعض القضايا المرتبطة ببعثة الأممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية. اللقاء الذي جرى بمقر الأمانة العامة للأمم المتحدة، تم خلاله التطرق إلى بعض القضايا المرتبطة ببعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في أفق المشاورات التي سيعقدها مجلس الأمن في منتصف هذا الشهر بشأن تمديد ولاية البعثة التي تنتهي في 31 أكتوبر 2022. وأطلع ممثل الجبهة بالأممالمتحدة والمنسق مع المينورسو، المسؤول الأممي حول موقف جبهة البوليساريو من تلك القضايا ومسائل أخرى ذات الصلة في ظل انهيار وقف إطلاق النار للعام 1991 على إثر قيام دولة الاحتلال المغربي بعملها العدواني بحق مدنيين صحراويين عزل في 13 نوفمبر 2020 ثم استئناف الشعب الصحراوي لكفاحه المسلح المشروع.