استكمل مبعوثو رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مهمتهم في العواصم العربية لتسليم الدعوات الرسمية لقادتها من أجل المشاركة في القمة العربية القادمة بالجزائر، والتي لقيت تجاوبا وترحيبا كبيرين يمكن في ظلهما استشراف قمة «تاريخية واستثنائية»، سخرت لها الجزائر الجهود والظروف المثلى لعقدها وإنجاحها. تلقى أمس، رئيس جمهورية القمر المتحدة، السيد غزالي، رسالة الدعوة التي وجهها له الرئيس تبون والتي سلمها له وزير السياحة والصناعة التقليدية، ياسين حمادي، حيث أكد «مشاركته الشخصية في القمة العربية»، معتبرا أن «انعقادها في الجزائر يأتي في الوقت المناسب نظرا للتحديات الدولية والإقليمية متعددة الأبعاد التي تواجه العالم العربي». وكان كل من الرئيس الصومالي ورئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، قد تلقيا رسالتي الدعوة للمشاركة في قمة الجزائر الأسبوع الفارط، من طرف وزير الاتصال، محمد بوسليماني. وأكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، رشاد محمد العليمي، الخميس المنصرم، لدى استقباله وزير الاتصال، أنه «يتشرف بمشاركته شخصيا في القمة العربية المقبلة التي ستنعقد ببلد الشهداء في سياق عربي ودولي يعرف رهانات وتحديات متعددة الأبعاد». وبمقديشو، أكد رئيس الصومال، حسن شيخ محمود، يوم الأربعاء خلال استقباله للسيد بوسليماني، «مشاركته الشخصية في القمة على رأس وفد رفيع المستوى، ودعم جمهورية الصومال الفيدرالية لجهود الجزائر لإنجاح هذا الاستحقاق العربي الهام». وشملت زيارات مبعوثي رئيس الجمهورية على مدى عدة أسابيع، العديد من عواصم الأقطار العربية، حيث تلقوا تأكيدات قادتها مشاركتهم في القمة والمساهمة في إنجاح هذا الاستحقاق العربي للخروج بنتائج ترقى إلى تطلعات الشعوب العربية. وحرصت الجزائر على أن يكون الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أول المدعوين، حيث سلمه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، رمطان لعمامرة، بالقاهرة الدعوة. وأعرب الرئيس عباس بالمناسبة عن «امتنانه» لرئيس الجمهورية، «نظير دعمه المتواصل للقضية الفلسطينية»، وجدد عزمه على «المشاركة في القمة والمساهمة في إنجاح أشغالها عبر تحقيق مخرجات نوعية». وفي نفس الوقت، سلم رئيس الدبلوماسية الجزائرية، دعوة الرئيس تبون إلى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، للمشاركة في أشغال القمة. وثمن الرئيس السيسي بالمناسبة جهود ومساعي الرئيس تبون «لتوفير عوامل نجاح القمة العربية المقبلة»، مؤكدا حرصه على «المشاركة والمساهمة شخصيا في دعم هذه الجهود لضمان تكليل هذا الاستحقاق العربي الهام بنتائج تكون في مستوى تطلعات الشعوب العربية». من جهته، سلم وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، دعوة المشاركة في القمة وذلك خلال استقباله من طرف سمو ولي العهد، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، الذي «ثمن الجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر من أجل إنجاح هذا الاستحقاق العربي الهام»، وأكد على أن «الكويت ستكون أول الحاضرين وآخر المغادرين». نفس الحرص على المشاركة في قمة الجزائر أبداه أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لدى تلقيه دعوة الجزائر التي سلمها له محمد عرقاب، حيث جدد بالمناسبة «استعداده التام للمساهمة بشكل فعال في إنجاح القمة وتحقيق النتائج المتوخاة منها ومساندة المساعي الحثيثة التي تبذلها الجزائر في هذا الإطار لتكون قمة لمّ الشمل العربي». من جانبهم، تلقى كل من رئيس الإمارات وسلطان عمان والرئيس الموريتاني وملك البحرين، دعوات رئيس الجمهورية للمشاركة في اللقاء العربي وأكدوا العمل على إنجاحها. وأكد رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وهو يتسلم الدعوة، مشاركته شخصيا في القمة واستعداد بلاده «للعمل على عدة أصعدة لإنجاح هذا الموعد العربي الهام وتطلعه إلى أن تتمخض عنه نتائج تكون في مستوى التحديات وتستجيب لتطلعات الشعوب العربية». وبمسقط، سلم الوزير عرقاب الدعوة لسلطان عمان، هيثم بن طارق المعظم، وذلك خلال استقباله من طرف أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص للسلطان، الذي أكد مشاركة بلاده في القمة، «في سياق عربي ودولي يقتضي التفاهم والتوافق أكثر من أي وقت مضى». كما تلقى الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، دعوة المشاركة في قمة الجزائر، سلمها له وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، حيث أكد الرئيس حضوره الأشغال. وفي العاصمة البحرينيةالمنامة، استقبل وزير الطاقة والمناجم من طرف الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، الممثل الخاص لملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، حيث سلمه الرسالة الموجهة من قبل رئيس الجمهورية إلى ملك البلاد. وأثنى الشيخ بن مبارك آل خليفة بالمناسبة على «المجهودات التي تبذلها الجزائر لتهيئة كل الظروف لجعل القمة العربية محطة لتصفية الأجواء في الوطن العربي»، مؤكدا أن البحرين «على استعداد تام للانخراط في هذا المسعى الحميد بما يصب في مصلحة جميع الدول العربية». دعوة أخرى وجهها رئيس الجمهورية ونقلها إبراهيم مراد، لرئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، من أجل المشاركة في قمة الجزائر. وأكد المسؤول الليبي «مشاركته الشخصية في القمة والمساهمة إلى جانب قادة الدول العربية الشقيقة للتوصل إلى نتائج ملموسة وايجابية». من ناحيته، أعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، عقب استقباله لوزير العدل، حافظ الأختام، عبد الرشيد طبي، وتسلمه الدعوة، عن استعداده للمشاركة في القمة، «تقديرا منه ودعما للجهود الحثيثة التي تبذلها الجزائر للمّ شمل الدول وتعزيز قيم التعاون والتضامن في الفضاء العربي». كما قام وزير الداخلية بتسليم دعوة رئيس الجمهورية لنظيره التونسي قيس سعيد من أجل المشاركة في الموعد العربي بالجزائر. وببيروت، سلم الوزير طبي رسالة الدعوة للرئيس اللبناني، ميشال عون، الذي أثنى على «الجهود الكبيرة والمساعي الحثيثة» التي بذلتها الجزائر لتوفير كافة شروط نجاح القمة، معربا عن «استعداد لبنان للمشاركة والمساهمة الفاعلة في إنجاح هذا الحدث العربي الهام». من جانبه، شدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، لدى استقباله لوزير التجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق، الذي سلمه دعوة المشاركة في موعد الجزائر، على «حرص بلاده على العمل على إنجاح هذا الموعد العربي الهام». كما سلم السيد رزيق الدعوة إلى رئيس جيبوتي، إسماعيل عمر جيله، الذي أعرب عن استعداده التام للمشاركة في القمة، واصفا الموعد ب «التاريخي». بدوره، تعهد الرئيس العراقي، برهم صالح، لدى تسلمه الدعوة، بأن يكون للعراق «حضور مميز ومشاركة فاعلة»، معربا عن «تطلعه للقاء الرئيس عبد المجيد تبون والعمل على إنجاح هذا الاستحقاق العربي الهام». وبالرياض، قام الوزير طبي بتقديم دعوة رئيس الجمهورية إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. ونوه وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء بالمملكة، عادل الجبير، الذي استلم الدعوة الموجهة للملك سلمان، ب»الجهود المكثفة التي يبذلها الرئيس تبون من أجل توفير أحسن الظروف لتنظيم قمة عربية استثنائية تكون محطة فارقة للمّ الشمل العربي»، وعبر عن «الاستعداد الكامل للسعودية للإسهام بدورها وبشكل مميز وفاعل في إنجاح هذه المساعي النبيلة صونا لوحدة الأمة العربية». كما وجهت دعوة من قبل رئيس الجمهورية إلى الملك المغربي، محمد السادس، لحضور القمة، قام بنقلها وزير العدل، حافظ الأختام، وتسلمها وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة. غوتيريش بين ضيوف الشرف إلى ذلك، تسلم الرئيس السنغالي، ماكي سال، دعوة الرئيس تبون لحضور القمة العربية كضيف شرف، بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي. وأكد الرئيس السنغالي حرصه على المشاركة شخصيا «لمساندة الجهود التي تبذلها الجزائر من أجل مدّ جسور التعاون والتضامن بين الفضاءين العربي والإفريقي». كما تسلم رئيس أذربيجان، إلهام علييف، نفس الدعوة لحضور القمة كضيف شرف بصفته الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز. وتلبية لدعوة الرئيس تبون لحضور القمة العربية كضيف شرف، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مشاركته، مشيدا بالمساهمة «الاستثنائية» التي تقدمها الجزائر للأمم المتحدة وللدبلوماسية العالمية متعددة الأطراف، خدمة لأهداف السلم والاستقرار وحلّ النزاعات بالطرق السلمية وترقية علاقات ودية بين الدول.