نجح فريقا شباب بلوزداد وشبيبة القبائل في تحقيق أول أهداف الموسم، وهو بلوغ دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا عقب تجاوز الدور التمهيدي الثاني بنجاح، ما يعكس الطموحات الكبيرة التي تحدو الفريقين من أجل تشريف الكرة الجزائرية بأفضل طريقة ممكنة على مستوى أقوى بطولة للأندية في القارة السمراء على أن لا يتوقف الطموح على مستوى دور المجموعات فقط. يتطلّع شباب بلوزداد وشبيبة القبائل إلى الوصول لأبعد نقطة ممكنة في رابطة أبطال إفريقيا رغم أنّ الأهداف مختلفة نوعا ما بين الفريقين، فالشباب يسعى إلى الوصول للمربع الذهبي على الأقل، وهو الذي خرج من ربع النهائي خلال الموسمين الماضيين بينما سيكون بلوغ ربع النهائي إنجازا كبيرا بالنسبة للشبيبة التي تعود من جديد إلى دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا بعد غياب طويل. مستقبل الفريقين في المنافسة سيتّضح أكثر بعد عملية القرعة التي ستجري بداية الشهر المقبل، حيث وضعت «الكاف» ممثّلَي الكرة الجزائرية في المستوى الثالث، وعرف المستوى الأول تواجد كل من الأهلي المصري والترجي التونسي، إضافة إلى الوداد والرجاء البيضاوي. المستوى الثاني يعرف هو الآخر تواجد أندية قوية في صورة ماميلودي صان داونز الجنوب إفريقي، إضافة إلى الزمالك المصري وحوريا كوناكري الغيني رفقة بيترو اتليتيكو الانغولي، فيما يعرف المستوى الثالث تواجد شباب بلوزداد و شبيبة القبائل رفقة كل من سيمبا التنزاني والهلال السوداني، أما المستوى الرابع فيعرف تواجد كل من القطن الكاميروني والمريخ السوداني، إضافة الى فايبرز الاوغندي و المتأهل من مباراة فيتا كلوب الكونغولي وكاديوغو البوركينابي. الأكيد أنّ بلوغ مراحل متقدمة من المنافسة القارية يبقى أمرا صعبا بالنسبة لممثلي الكرة الجزائرية بالنظر إلى ارتفاع المستوى وقوة الأندية المتنافسة على اللقب القاري، حيث سيكون لزاما تجاوز أندية عملاقة في القارة من أجل بلوغ النهائي أو التتويج باللقب، وهو الأمر الذي يعد صعب المنال لكنه ليس بالمستحيل خاصة إذا توفرت العديد من الظروف الملائمة. بلوغ شباب بلوزداد دور المجموعات لم يكن سهلا بالنظر إلى الصعوبات الكبيرة التي واجهها الفريق خلال مواجهة جوليبا المالي، الذي أسال العرق البارد لأشبال المدرب نبيل الكوكي، وكاد أن يصنع المفاجأة لو نجح لاعبوه في استغلال الفرص التي أتيحت لهم خلال مباراة العودة. لعب الشباب بالنار خلال مواجهة الذهاب، وكان لابد من لاعبي الفريق استعمال عامل الخبرة الذي أصبح سلاحا مهما في المنافسة القارية، ولكن العكس هو الذي حدث وإلا كيف نفسر عملية طرد ثنائي خط الدفاع بوشار وكداد، وهو الأمر الذي كلف الفريق تلقي هدف ثان في اللحظات الأخيرة من المباراة كان يمكن أن يقصي الفريق من المنافسة القارية و هو ما كان سيجعل الإدارة تعيد حساباتها من نقطة الصفر، خاصة أن المنافسة القارية تأخذ حيزا مهما من اهتمام إدارة الفريق التي تسعى الى توفير كافة الإمكانات اللازمة من إنجاح مشوار الشباب في رابطة أبطال إفريقيا. الفريق مطالب بتفادي مثل هذه الأخطاء خلال دور المجموعات، خاصة أنه سيدفع الثمن غاليا لان المنافسين لهم مستوى كبير، والأندية لها لاعبون يمتازون بالخبرة والتجربة الكبيرة على المستوى القاري على غرار الأهلي والزمالك، إضافة إلى الترجي وأندية أخرى. الثبات الانفعالي والتحكم في الأعصاب هي أمور أصبح اللاعب المحترف مطالبا بالتحلي بها، وتفادي السذاجة في التدخلات والانفعالات التي لا جدوى منها أمور لابد على اللاعبين من أخذها في الحسبان لأن الأمور الفنية وحدها لا تكفي من أجل بلوغ مراحل متقدمة في المنافسة القارية. العمل على تحسين نتائج الفريق المنافسة القارية هو هدف الإدارة و الجهاز الفني خلال النسخة الحالية من مسابقة رابطة أبطال إفريقيا التي أصبح شباب بلوزداد متعودا على المشاركة فيها بحكم أنّه توّج بالبطولة لثلاث مواسم على التوالي، وهو أمر ايجابي يؤكد أن الفريق يسير على السكة الصحيحة محليا، في انتظار تحسن الأمور على المستوى القاري. يمتلك شباب بلوزداد كل مقومات النجاح في المنافسة القارية، وهو النادي الجزائري الوحيد الذي يمتلك التعداد والإمكانيات المالية التي تسمح له بلعب الأدوار الأولى في رابطة أبطال إفريقيا، حيث سيكون على اللاعبين تحويل هذه الأمور إلى واقع على أرضية الميدان من خلال مقارعة كبار القارة السمراء. أهداف شبيبة القبائل من المشاركة في رابطة أبطال إفريقيا تختلف كثيرا عن أهداف شباب بلوزداد، حيث لا يمتلك الفريق المقومات المالية التي تسمح له بتحقيق أهدافه في المنافسة القارية، وهي تجاوز مرحلة المجموعات وبلوغ المربع الذهبي على الأقل، حيث ستكون الأمور في غاية الصعوبة على الفريق. غاب شبيبة القبائل عن رابطة أبطال إفريقيا خلال المواسم الماضية بسبب معاناة الفريق على المستوى المحلي، إلا أنه بدأ بالعودة تدريجيا من خلال المشاركة في كاس «الكاف» التي بلغ فيها النهائي خلال الموسم ما قبل الماضي قبل أن ينجح في الظفر بمرتبة مؤهلة للمشاركة في رابطة أبطال إفريقيا. طموح لاعبي الشبيبة يبقى أمرا ايجابيا وجب استغلاله، خاصة أن أغلب اللاعبين يشاركون لأول مرة في المنافسة القارية بعد أن قامت إدارة الفريق بالتعاقد مع مجموعة من اللاعبين القادرين على منح الإضافة دون نسيان الدور الكبير الذي سيلعبه المدرب المخضرم عبد القادر عمراني. يمتلك المدرب المخضرم عبد القادر عمراني خبرة كبيرة على مستوى التدريب، حيث درب العديد من الأندية ونجح في رفع التحدي، إلا انه لم ينجح على المستوى القاري حيث لم يحقق نتائج كبيرة، والأمور ستكون مواتية مع الشبيبة من أجل رفع التحدي، وتحقيق نتائج جيدة تعكس قيمة وعراقة النادي على المستوى القاري.