ينتظر الجزائر والقمة العربية تحدّيات كبيرة، أبرزها أن تجمع العرب وتقرب وجهات النظر، وهذا نجاح كبير للقمة والجزائر، يقول الدكتور فؤاد جدو، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد خيضر بسكرة. - الشعب: قمة الجزائر خطوة مهمة على طريق تكريس العمل العربي المشترك، الكثير من القضايا ستكون على طاولة النقاش، ما هي أبرز أهداف هذه القمة؟ د. فؤاد جدو: تعتبر قمة الجزائر المقبلة محطة مهمة في العمل العربي الذي يواجه تحديات كبرى، والجزائر تريد من خلال هذه القمة أن تعيد للدبلوماسية الجزائرية دورها في مجالها الإقليمي والدولي، وأيضا أن تعالج القضايا العربية بشكل فعلي وليس احتفالي برتوكولي، أي معالجة الأسباب والوصول إلى حلول تتجسد على أرض الواقع، ومن المبرمج أن تعالج أهم هذه القضايا وهي لم الشمل العربي. - القمّة فرصة لتصحيح مسار القضية الفلسطينية في الشأن السياسي، يبدو جليا أن القضية الفلسطينية ستكون في مقدمة الأولويات، كما أن الجزائر تضع آمالا كبيرة لتوحيد الصف العربي في قمّة نوفمبر، ما تعليقكم؟ بالنسبة للقضية الفلسطينية، بدأ العمل قبل القمة العربية فالجزائر شرعت في تقريب الفرقاء الفلسطينيين منذ الاحتفالات التي جرت بمناسبة احتفالات عيد الاستقلال، وبعدها جاء "إعلان الجزائر" قبل أيام والذي انتهى بمصالحة وتفاهمات بين جميع الأطراف والفصائل الفلسطينية، وبالتالي فهذا يعتبر أول خطوة تؤشر على نجاح القمة العربية، ألا وهو المصالحة الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية، وبالتالي هذه الخطوة أساسية واستباقية لإنجاح القمة العربية. ولا يمكن بناء سلام دون وحدة الصف الفلسطيني من جهة ودون استقلال واعتراف بفلسطين دولة كاملة السيادة، وبالتالي الموضوع الفلسطيني بالنسبة للجزائر موضوع أساسي وحيوي واستراتيجي، يرتبط بالعقيدة السياسية والشعبية الجزائرية والتي لا تقبل مساومات في هذا الموضوع وستكون القمة فرصة لتعزيز وتصحيح المسار للقضية الفلسطينية. - يعوّل كثيرا أن تكون قمة الجزائر محطة مهمة في تاريخ العلاقات العربية، ما هي أبرز مؤشرات ذلك برأيك؟ أعتقد أن الجزائر قد قطعت نصف الطريق مع إبرام اتفاق المصالحة الفلسطينية بالجزائر، لأن الملف فعلا قد تحقق بعيدا عن أي تشويش، والعامل الثاني وهو نوعية الحضور الذي سيشارك في القمة من رؤساء وملوك الدول العربية، حيث يعد هذا مؤشرا مهما على نوعية النقاشات واللقاءات التي ستكون خلال الجلسات الرسمية أو الجانبية، كما أن هذا سينعكس على النتائج والبيان الختامي وهو ما تراهن عليه الجزائر، العامل الآخر هو الموضوعات التي سيتم معالجتها والتي تخص العمل العربي العربي الذي لا بد أن يتعزز مع التهديدات الراهنة من إرهاب وتدخل أجنبي في الأزمة الليبية والخلافات في العراق ولهذا ستحمل القمة الكثير من التحديات. وعلى العموم ينتظر الجزائر والقمة العربية تحديات كبيرة وأهم تحدي أن تجمع العرب وتقرب وجهات النظر وهذا في حد ذاته إن نجحت فيه فهو نجاح للقمة والجزائر والقضية الفلسطينية التي ستكون فرصة لمعالجتها، وإن كانت الجزائر قد نجحت فعلا في هذا المسعى، كما يُطمح أن تتجسد مطالب القمة على أرض الواقع بما يلبي تطلعات الشعوب العربية.