رحب المشاركون في الدورة 31 للقمة العربية، في ختام أشغالها أمس الأربعاء، بتوقيع الفلسطينيين على «إعلان الجزائر» المنبثق عن «مؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية» الذي كان قد انعقد قبل أيام، مؤكدين على ضرورة توحيد الجهود العربية في مرافقة الفلسطينيين نحو تجسيد ما تضمنته هذه الوثيقة. من خلال «إعلان الجزائر» الذي توج أشغال الدورة العادية 31 للقمة العربية، تمت «الإشادة بالجهود العربية المبذولة في سبيل توحيد الصف الفلسطيني والترحيب بتوقيع الأشقاء الفلسطينيين على «إعلان الجزائر» المنبثق عن «مؤتمر لمّ الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية» المنعقد بالجزائر بتاريخ 11-13 أكتوبر 2022''. كما تم في السياق ذاته، ''التأكيد على ضرورة توحيد جهود الدول العربية للتسريع في تحقيق هذا الهدف النبيل، لاسيما عبر مرافقة الأشقاء الفلسطينيين نحو تجسيد الخطوات المتفق عليها ضمن الإعلان المشار إليه''. وشمل «إعلان الجزائر» أيضا «التأكيد على تبني ودعم توجه دولة فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة ودعوة الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين إلى القيام بذلك»، مع إبراز «ضرورة دعم الجهود والمساعي القانونية الفلسطينية الرامية إلى محاسبة الاحتلال الاسرائيلي على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي اقترفها ولا يزال في حق الشعب الفلسطيني». وحرص المشاركون في قمة الجزائر على التأكيد، من خلال «إعلان الجزائر»، على «مركزية القضية الفلسطينية والدعم المطلق لحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في الحرية وتقرير المصير وتجسيد دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على خطوط 4 حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948''. كما أكدت الدول العربية كذلك على تمسكها بمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها، والتزامها بالسلام العادل والشامل كخيار استراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية، بما فيها الجولان السوري ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية، مع حل الصراع العربي الاسرائيلي على أساس مبدإ الأرض مقابل السلام والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وفي ذات المنحى، شددت الوثيقة على «ضرورة مواصلة الجهود والمساعي الرامية لحماية مدينة القدسالمحتلة ومقدساتها، والدفاع عنها في وجه محاولات الاحتلال المرفوضة والمدانة لتغيير ديمغرافيتها وهويتها العربية الإسلامية والمسيحية والوضع التاريخي والقانوني القائم فيها»، وهذا عبر «دعم الوصاية الهاشمية التاريخية لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وإدارة أوقاف القدس وشؤون الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية الأردنية بصفتها صاحبة الصلاحية الحصرية وكذا دور لجنة القدس وبيت مال القدس في الدفاع عن مدينة القدس ودعم صمود أهلها». كما تمت أيضا «المطالبة برفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة وإدانة استخدام القوة من قبل السلطة القائمة بالاحتلال ضد الفلسطينيين، وجميع الممارسات الهمجية بما فيها الاغتيالات والاعتقالات التعسفية والمطالبة بالإفراج عن جميع الأسرى والمعتقلين، خاصة الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن»، وفقا لما تضمنه الإعلان الذي كلل قمة الجزائر.