في الشارع المكتظ بالثورة يا جميلة عاينتك صباح ينبعث من رصيد العزائم تنشدين مع صبايا حي القصبة: الطيارة الصفراء حبسي ما تضربيش وحين مضى صوت الموت متعاليا غير آبه بغناء الجميلة حولت المرابع إلى عصف ماكول هل كنت يا وردة الوطن المكسور مذاقا مرا في حلقهم وكانوا حزمة من العشب في كفك المشتعل؟ ام كنت بيانا عسكريا على وجه الغمام ينزل غضبا ساطعا على القادمين إلى حمانا بكتاب المحتل المتغطرس؟ اني هنا... وقد مضى التاريخ البارحة زاخرا بك قد عاينتك اسطورة الحرية ويدا تسحق ليلا ناريا يشق اثلام القهر ليزرع رفضا بحجم أوجاع الشعب الوطن يا جميلة في يومياتك مقاطع من نشيد الانسان ذلك النشيد المر المستبد بحلق الصحو كيان يسكن بين الجلد واللحم وبين الذاكرة واليقين والراكضون على دمه استباحوا نبضه هم أعداء الحرية المصلوبة على اسلاك الطغيان وكنت الاغنية الرائدة في أوساط الريح تقطعين اسلاك الاستبداد بسيف الانثى المكابرة ترسلين صراخك المدوي في محاكم الجور لن تذبحوا وردة الحرية الطالعة من صلصال الشعب الحرة فيلطع صوتك يقطينا يسد رمق الجياع وتطلع خطواتك نجمة تضيء عتمة الجزائر الجزائر يا جميلة وطن لا يشبه الاوطان في غنائه للإنسان هي وردة عنيدة شامخة تقطع ساقها تولد مرة ثانية وثالثة وآلاف المرات الجزائر يا جميلة هي انت حين تهجرين ليل الغوايات إلى ساحات الوغى وتحولين الغناء إلى طلقات كل طلقة تقول الحرية المخضبة بحناء الدماء وأنت أيتها الايقونة وطن من هذا الصهد الذي يأتي بردا وسلاما على كيان طالع من كبرياء الدنيا يسكب ثورته على نار من اضحوا رمادا لخرائب الفكرة