بادر سيف الناظور بحقوله ووهاده و روابيه بمائه بشمسه بضبابه بذبابه بطينه البدوية المتعفنة الناظور بكرومه و أعنابه خوخه و رمانه بصيفه و شتائه،،،بفرحه و حزنه لا يساوي شيئا أمام منظر حبيبة القلب و هي واقفة أمام المرآة تفرك شعرها الأشقر حبيبتي من نور حملتها بعناية مركزة بين ذراعي و قصدنا محطة القطار كانت الساعة تقارب منتصف النهار قالت تسنيم و هي تشاغب يا أبتي كيف هو القطار الذي سنركبه؟ أجبت ...كثعبان صغير يا حبيبتي يتلوى يتكور إلى إن يصل مقصده كان القطار ازرق اللون و القاطرة بعينين لامعتين تدهش المسافرين انتظرنا قليلا ككل الناس، و كان الحمام بأسرابه المتتالية يغطي المحطة ثم عوت صفارة الانطلاق إلى جبال الناظور يوم جميل وردي اللون دحرج القطار سنين الخطيئة ضاربا موعدا مع طين الفلاة كنت جالسا على كرسي متهالك بجانبي تسنيم قمرا جميلا كانت لكن بعينيها ما يشبه الحزن البغدادي النبيل ورثته مني حدثتها عن غبار القوافل عن معارك التتار حدثتها عن مطلع الشمس صباح مساء حدثتها عن شهداء يسكنون مدن النهار حولت نظرها إلى خابية تحمل وشم المخاض الطالع من مائنا المصلوب ابتسمت ثم تعالت مع الأغصان بلبلا صداحا أول الكلام رحلة في رمل المشاعر المتشردة صوب الخضرة و متعة الوسن الرابض في المقلتين أول الكلام سندباد يعلم الضفاف حكمة القدر الساخر من غياب الحضور ومن وضوح القمر و أشكل و الإشارة أول الكلام خروج من سفر يتشكل كلما لاح البرق و بسمة منارة لأنهم من صلب الغوايات سكنوا مغارة أول الكلام ما كان حلو المذاق يطوي عجاف الصوى و آخر حلم من أصابع الليل يحتسي ذرف الشهوة ويقطع ابر الانتظار وصلنا إلى مقصد الأرجوان صاح القطار تعبت من خلسة الأرجوان لتحترق أشياءكم البالية وانتشروا في محيط الكمان نزلنا و كان المساء يغطي الجهات يدردر باس الرحيل قبل الرحيل تملصت مني تسنيم قصدت أول المرايا لتراجع درس الرحم المطرق في العويل قلت تسنيم كفانا صراخا ليس الناظور في مديح المرايا حتى نطرق السمع لفقاعة النهر الدخيل و عدنا إلى دهشة الوطن المستجاب