افتك الفنان الجزائري جيلالي قرين من مستغانم الجائزة الأولى، في المسابقة الدولية لفني الزخرفة والمنمنمات، التي نظّمت في إطار فعاليات المهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات وفنون الزخرفة، والذي أسدل الستار على فعاليات طبعته 12، أول أمس، بتلمسان بعد أسبوع حافل من الأنشطة الفنية والثقافية المتنوعة. اختتمت أول أمس الخميس فعاليات الطبعة 12 من المهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات وفنون الزخرفة بالإعلان على الفائزين بالمراتب الثلاثة الأولى من الجائزة الدولية للمنمنمات والزخرفة، التي أطلقتها محافظة المهرجان في 15 سبتمبر الماضي. عادت الجائزة الأولى في مجال المنمنمات وقيمتها 300 ألف دج إلى الفنان جيلاني قرين عن لوحته «الحراقة» في المنمنمات وفي إطار المدرسة الجزائرية، وفاز بالمركز الثاني الفنان الباكستاني سيد عبد العرفان عن لوحة في المنمنمات، وفي المدرسة المغولية بعنوان «شاه جيهان يستمع للموسيقى في باراداري» بقيمة 200 ألف دج، في حين عادت الجائزة الثالثة للفنانة الجزائرية هدى مليك من المسيلة عن لوحتها «زوجان جزائريان»، وهو عمل يجمع بين المنمنمات والزخرفة ويحاكي جماليات اللباس التقليدي الجزائري، حيث قدرت قيمة الجائزة الثالثة ب 100 ألف دج. كما مُنحت جوائز لجنة التحكيم التشجيعية بقيمة 50 ألف دج للجائزة الواحدة، إلى كل من الفنانة أمينة قاضي في المركز الأول، الفنانة فريال مخناشي في المركز الثاني، فيما حلّ الفنان محمودي نجيب في المرتبة الثالثة. وقد تنوّعت الأعمال الفائزة بجوائز لجنة التحكيم بين فنون الزخرفة والمنمنمات. وعلى هامش مراسيم التتويج، عبّرت رئيسة لجنة التحكيم، الفنانة الجزائرية آمال ضيف الله، عن فرحتها لافتكاك الفنانين الجزائريين لجل جوائز المسابقة الدولية، مضيفة أنّ هذا يدفعنا إلى تشجيع وتحفيز الفنانين، والسعي إلى الحفاظ على المدرسة الجزائرية في فنون الزخرفة والمنمنمات، وتطوير تقنياتها وحماية خصوصيتها وأصالتها من كل التأثيرات الخارجية. وأشارت الفنانة أمال ضيف الله إلى أنّ «لجنة التحكيم اختارت الأعمال الفائزة ضمن 16 عملا فنيا ترشّح للمسابقة بين منمنمات وزخرفات»، حيث تكوّنت اللجنة من الفنان الجزائري أحمد خليلي ومن الفنان نجاتي سنجق طوتان من تركيا والفنان جاهنغير أشوروف من أوزباكستان». وعن العمل الفائز بالجائزة الأولى، قالت رئيسة لجنة التحكيم إنّ «الفنان جيلالي قرين حملت لوحته «الحراقة» تقنيات عالية الدقة والجودة، الأمر الذي يعكس بامتياز وإبداع كبيرين أصالة المدرسة الجزائرية في المنمنمات». للإشارة، عرف حفل الاختتام تكريم جميع الفنانين المشاركين من الجزائر وخارجها، وكل الذين ساهموا عن جدارة واستحقاق في إنجاح مختلف برامج وأنشطة الطبعة 12 من المهرجان، والتي احتضنها مركز الدراسات الأندلسية بتلمسان من 19 إلى 24 نوفمبر الجاري، تحت شعار «جسور ذهبية». والجدير بالذكر، أنّ التظاهرة الدولية التي احتفت بالفنون الإسلامية كانت مناسبة لإبراز مكانة المدرسة الجزائرية للمنمنمات والزخرفة بين مختلف المدارس العالمية، كما شكلت مناسبة لتكريم أيقونة من أيقونات الجزائر في المجال، ابن مدينة تلمسان الفنان الراحل بشير يلس. وعرف المهرجان تنظيم معرض فني تشكيلي دولي تضمّن قرابة 100 لوحة بين منمنمات وزخرفة لفنانين من الجزائر والهند وتركيا وإيران وافغانستان وباكستان وأوزبكستان وإندونسيا..إلى جانب تنظيم ندوة علمية قيمة ودورات تدريبية وورشات حية لفائدة الفنانين المبدعين وطلبة الفنون الجميلة من تيزي وزو وعنابة وتلمسان. وفي تصريح ل «الشعب»، كشفت سامية قادرين محافظة المهرجان أنّ «من بين أهداف هذا الأخير دمج المنمنمات والزخرفة في التنمية الاقتصادية والمناهج التربوية المتخصصة، من خلال عقد اتفاقية شراكة بحث علمي مع الجامعات، وقد أبرمت أولها بين كلية الفنون بجامعة تلمسان ومحافظة المهرجان، حيث ستسمح هذه الاتفاقيات بمنح تكوينات تطبيقية لطلبة مدارس الفنون الإسلامية في تخصّص المنمنمات وفنون الزّخرفة». فهو كما أضافت مهرجان يترجم «حرص الدولة الجزائرية على التعريف بالفنون الإسلامية، باعتبارها جزءاً من التراث المادي ومن الهوية الوطنية الثقافية والفنية، التي يلزمنا المحافظة عليها من الزوال والاندثار، ونقلها إلى الأجيال الصاعدة».