يشارك عدة فنانين جزائريين وأجانب في معرض جماعي للزخرفة والمنمنمات بتلمسان في إطار المهرجان الثقافي الدولي ال12 للمنمنمات وفنون الزخرفة الذي تحتضنه تلمسان . ويضم المعرض عشرات اللوحات الفنية, من مختلف الأحجام, لمبدعين من الجزائروتركيا وإيران وأفغانستانوالهندوباكستان وغيرها تعكس أهم المدارس في هذا المجال وبصمات الدول في هذا النوع من الفنون الإسلامية العريقة. وعرض في هذا الإطار الفنان الإيراني محسن أقاميري, سبع لوحات بعضها متنافسة في إطار المسابقة الدولية للمهرجان على غرار "شمسه" التي تجسد العديد من المفاهيم الدينية والفلسفية كالوجود والمركزية والأبدية. وكان هذا الفنان, الذي تتجاوز خبرته في هذا المجال 34 سنة, قد شارك في ندوة في إطار المهرجان حول كبريات مدارس الزخرفة والمنمنمات في العالم الإسلامي مقدما في هذا الإطار مدرسته الفارسية, كما نشط العديد من الورشات التدريبية. وأعرب أقاميري عن سعادته الكبيرة بمشاركته في هذا المهرجان, مبديا إعجابه بالمواهب الجزائرية الشابة في الزخرفة والمنمنمات والتي قام بتأطيرها إبان هذه التظاهرة. ومن الفنانين المشاركين أيضا في هذا المعرض محمد يونس جامي من أفغانستان وهو فنان متخصص في الزخرفة التيمورية والخط الكوفي, حيث يشارك بأعمال تعكس المدرسة التيمورية ممثلة في تيار فنان المنمنمات كمال الدين باهزاد الذي عاش بهيرات بوسط أفغانستان أيام الدولة التيمورية وبدايات العهد الصفوي والذي يعتبر من كبار فناني المنمنمات في العالم الفارسي. ويقول جامي, الذي يعمل بهذا المجال منذ 14 سنة, أن المدرسة التيمورية قديما كانت عبارة عن "حلقة معرفة" تضم فنانين أدباء يجمعون في إبداعاتهم بين الفن والأدب وخصوصا الشعر على غرار باهزاد وعبد الرحمان جامي واحمد دافتازاني وتلامذتهم. ويحضر من جهته الفنان الباكستاني سيد عبد العرفان بأربعة أعمال في "المدرسة المغالية" (المدرسة المغولية التقليدية) التي تعرف بها بلاده من بينها "شاه جيهان داربار" و"ممتاز محل", والتي تعكس مختلف العادات والتقاليد والثقافة ومناحي الحياة في باكستان إبان حكم المغول لها, أي التاريخ المغولي بشكل عام في باكستان. وأما من الجزائر فيشارك الفنان أحمد خليلي من سكيكدة بلوحتين في إطار المعرض, الأولى بعنوان "حراقة" حيث تحكي عن ظاهرة الهجرة السرية والثانية بعنوان "حفلة موسيقية" والتي تتطرق بدورها للحياة الاجتماعية والثقافية والفنية بقصبة الجزائر العاصمة. ويعتبر خليلي, وهو عضو في لجنة تحكيم المسابقة الدولية, من أهم فناني المنمنمات المعاصرين في الجزائر وأهم ممثلي المدرسة الجزائرية في المنمنمات حاليا, وقد شارك في العديد من التظاهرات الوطنية والدولية كما حاز العديد من الجوائز. ومن الفنانين المشاركين أيضا في هذا المعرض بوقرة توبة أمينة وبوقفة إكرام وقرمي مليكة من الجزائر وأنور سراب من تركيا وبشرى الزهيمية من سلطنة عمان وجاهنغير أشوروف من أوزباكستان ورحمات بانو من الهند. وتختتم غدا الخميس فعاليات الطبعة 12 المهرجان الثقافي الدولي للمنمنمات وفنون الزخرفة بتوزيع الجوائز على الفائزين بمسابقة المهرجان الدولية.