تنظم مديرية الثقافة والفنون لولاية ميلة أسبوعا تحسيسيا حول المخطط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ للمدينة العتيقة لميلة، يستمر إلى غاية الخميس المقبل. واستنادا إلى رئيس مصلحة التراث الثقافي بذات المديرية لزغد شيابة، فإن برنامج هذه التظاهرة التحسيسية يتضمن إقامة معرض يضم صورا لأهم المعالم الاثرية التي يتميز بها القطاع المحفوظ لمدينة ميلة العتيقة، على غرار تمثال "ملو" ومسجد "سيدي غانم" أو مسجد أبو المهاجر دينار، كما يعرف محليا، وعين "البلد" الرومانية والسور البيزنطي. كما يضم المعرض الذي يحتضنه مقر جمعية أصدقاء ميلة العتيقة، جناحا خاصا بالمخطط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ للمدينة، الذي يتربع على أكثر من 37 هكتارا نسبة معتبرة منها تضم سكنات مأهولة وحدائق وبساتين، إلى جانب ممتلكات وقفية، على غرار الزوايا والمساجد لتعريف مواطني مدينة ميلة القديمة والجمهور المهتم بالطبيعة القانونية للقطاع المحفوظ والتنظيمات المتعلقة به. ولإنجاح هذا العمل التحسيسي، فقد تم تعيين فريق مختص مكون من ملحقين بالحفظ ومهندسين يقومون على مدار الأسبوع الجاري، بعمل جواري مباشر بغرض توعية السكان القاطنين داخل القطاع المحفوظ بماهية المخطط الدائم وما سيعود به من فائدة من خلال برامج الترميم، وإعادة الاعتبار لهذه المدينة التي تكتسي أهمية أثرية كونها احتضنت العديد من الحضارات منذ العصور القديمة إلى العصر الحديث. وتسعى مديرية الثقافة والفنون بالولاية، من خلال استحداث هذه الفرقة المختصة إلى "تحفيز سكان المدينة القديمة على الانخراط في عملية حمايتها كتراث ثقافي يتميز بنسيج عمراني قديم يتعين الحفاظ عليه، وفقا لمعايير تقنية تضمن ذلك التجانس الذي يميز فن العمارة القديمة"، يضيف ذات المصدر. ومن شأن هذه التظاهرة أن تكون فرصة لكل من يريد التعرف على الجانب التاريخي للمدينة القديمة، وما تحتضنه من معالم أثرية ودينية من الجمهور العام، وكذا الدارسين في مجال الآثار والهندسة المعمارية والتاريخ الإسلامي، بالنظر إلى أن هذه المدينة تحتضن أول مسجد بني بالجزائر وهو مسجد سيدي غانم، بحسب ما أشير إليه.