على مدار اليومين الماضيين، تحوّلت برلين الألمانية إلى عاصمة للقضية الصحراوية باحتضانها أشغال الندوة التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي في نسختها 46 المعروفة اختصارا ب "إيكوكو". الندوة التي انعقدت تحت شعار" تقرير المصير من أجل الاستقلال" عرفت مشاركة قوّية لوفود أجنبية متضامنة، من بلدان دول الشمال الأوروبي على غرار السويد وفنلندا والنرويج وبريطانيا، وحضرها برلمانيون من إفريقيا، آسيا وأمريكا اللاتينية. وقد ركّزت ندوة برلين، على أربعة محاور رئيسية تمثلت في: "العمل السياسي والاتصال"، "بناء الدولة الصحراوية"، "حقوق الإنسان والأراضي المحتلة" و«نهب الثروات الطبيعية الصحراوية". وناقش المشاركون، آخر التطورات التي تعرفها القضية الصحراوية، خاصة في هذا الظرف بعد عودة النزاع إلى نقطة الصفر، واستئناف الكفاح المسلح نتيجة الخرق المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى تقييم نتائج الأنشطة التي تم تنفيذها خلال العام الجاري ووضع برنامج العام القادم. وكان عضو الأمانة الوطنية الوزير الأول السيد بشرايا حمودي بيون، أكّد خلال افتتاح ندوة "إيكوكو" حق الشعب الصحراوي في مواصلة الكفاح المسلح باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال المغربي غير الشرعي. وفي السياق ذاته، حذر الوزير الأول من أن الوضع الحالي في الصحراء الغربية وموقف بعض الدول المؤثرة لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر في المنطقة، وندّد بالمناورات المتكررة التي يقوم بها المغرب وحلفاؤه لإجهاض أي حل من شأنه تطبيق الشرعية الدولية. وأوضح بشرايا بيون بالقول: "إن كل جهود المجتمع الدولي الهادفة إلى إيجاد حل سلمي وعادل لم تلق آذانا صاغية"، مضيفا أن سلوك دول معينة شكل أساسا لعدم الامتثال للقانون الدولي. وفيما يتعلق بدور الحكومة الإسبانية، أشار بشرايا حمودي بيون إلى "أن الدولة المسؤولة قانونيا" لم تدخر جهدا في دعم الاحتلال المغربي غير الشرعي للصحراء الغربية متجاهلة تصريحات النواب في البرلمان الإسباني، القانون الدولي، والتضامن الواسع مع الشعب الصحراوي. من جهة ثانية، أكد الوزير الأول أن تمسك الشعب الصحراوي بالسلام لن يمنعه من استخدام جميع االوسائل المشروعة لإكمال عملية التحرير الوطني. معلوم أن أشغال الندوة، حضرهاأيضا الرئيس السابق الوزير الأول الزعيم التيموري شانانا غوسماو وسفراء الجزائر، وجنوب افريقيا، وكينيا، ومالاوي، والبيرو، وناميبيا ونيكاراغوا. وترأس جلسة الافتتاح الى جانب ابي بشرايا البشير، عضو الأمانة الوطنية السفير المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي، السيد بيير غالان رئيس التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي والسيدة مريم ليني عضو المرصد الدولي لحماية الثروات الطبيعية، والسيد كارميلو راميريث رئيس التنسيقية الاسبانية للمؤسسات المتضامنة مع الشعب الصحراوي، والمحامية النرويجية طونا ماو. ألمانيا لن تحذو حذو إسبانيا وبعد الاستماع للنشيد الوطني الصحراوي، كانت أولى الكلمات للسيدة ريجينا دوتس رئيسة جمعية التضامن الألمانية مع الشعب الصحراوي التي رحبت بالحضور مشيدة بأهمية الندوة وأهمية انعقادها بألمانيا التي يحاول المغرب الضغط عليها لتحذو حذو الحكومة الإسبانية، مبرزة أن الموقف الألماني ثابت وداعم لقرارات الأممالمتحدة. وطالبت السيدة ريجينيا بضرورة تكثيف الحضور للحركة التضامنية وتوسيع عملها والتركيز على الساحة الأوروبية لفرض احترام أحكام المحكمة الأوروبية والمطالبة بحماية القانون الدولي والشرعية الدولية دفاعا عن الشعب الصحراوي وحقه الثابت في تصفية الاستعمار والاستقلال. لابد من فرض الدولة الصحراوية من جهته، أدان بيير غالان، تخاذل الأممالمتحدة وأساسا مجلس الأمن الذي بدل أن يسوى النزاعات ويفرض احترام القانون، تحوّل إلى رهينة لتنفيذ قرارات دول تهمها مصالحها حتى ولو كان ذلك على حساب القانون والشرعية. وطالب بخلق تحالف قوي لتوسيع مجلس الأمن وتقوية الأممالمتحدة وإعادتها الى مهامها التي أنشئت من أجلها، وقال: "المطلوب الآن هو دعم الدولة الصحراوية وفرض الاعتراف بها وتقويتها ودعمها الدعم اللازم لفرضها كحقيقة لا رجعة فيها". إنشاء صندوق لدعم الصحراويين أما انا ميراندا، فقد أبرزت من جانبها أنه على مجموعة العمل إرغام الاتحاد الأوروبي على الاعتراف بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحراء ووادي الذهب وبأن الصحراء الغربية محتلة من قبل المغرب واحترام احكام محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي، مطالبة بالشروع في حملة وخطط من أجل حصول الجبهة على الصفة الدبلوماسية المطلوبة لعملها كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي والمطالبة من الاتحاد الأوروبي على إنشاء صندوق خاص لدعم الشعب الصحراوي. جدير بالذكر أن "الايكوكو" هي شبكة دولية تضم شخصيات ومنظمات من مختلف دول العالم، تسعى إلى دعم الشعب الصحراوي والتضامن معه لتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال.