تلتئم نهاية الأسبوع في العاصمة الألمانية برلين، أعمال الندوة 46 للتنسيقية الأوروبية من أجل دعم والتضامن مع الشعب الصحراوي (إيكوكو)، لمناقشة آخر تطورات القضية الصحراوية، وتقييم نتائج الأنشطة التي تم تنفيذها خلال العام الجاري وتحديد برنامج العام القادم وقبل ذلك وبعده للوقوف على حجم التضامن والدعم الذي تتلقاه آخر قضية تصفية استعمار في القارة السمراء. ندوة «إيكوكو» التي ستبحث أربعة محاور رئيسية هي: «العمل السياسي والاتصال»، «بناء الدولة الصحراوية»، «حقوق الإنسان والأراضي المحتلة» و»نهب الثروات الطبيعية الصحراوية»، تمثل محطة هامة لما تشكله من فرصة كبيرة من أجل حشد الدعم الدولي وتعزيز جهود حركة التضامن بهدف وضع حدّ للاستغلال غير القانوني للثروات الطبيعية الصحراوية، ودعم المؤسسات الوطنية للجمهورية الصحراوية في مختلف الأصعدة والمجالات، وفضح الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال المغربي بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية، ورفع جدار الصمت عن وضعية المعتقلين السياسيين الصحراويين بسجون الاحتلال خاصة مجموعة «أكديم إزيك». وعن اختيار العاصمة الالمانية لاحتضان الندوة 46 للتنسيقية الأوروبية من أجل دعم والتضامن مع الشعب الصحراوي (إيكوكو)، قال المسؤول الصحراوي المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي، أبي بشرايا البشير قبل أسابيع، أن «اختيار برلين ينبع من الأهمية الكبرى لألمانيا ضمن السياق الأوروبي والعالمي وضمن التحديات المستقبلية المحيطة بالقضية على مستوى ملف الثروات وقرار المحكمة الأوروبية القادم والدور المطلوب من الاتحاد الأوروبي في الضغط لتسريع التسوية العادلة على أساس القانون والشرعية الدولية». واعتبر الدبلوماسي الصحراوي، أن انعقاد الطبعة القادمة ل «إيكوكو» يومي 2 و3 ديسمبر، يأتي في ظرف مفصلي بالنسبة للقضية الصحراوية تطبعه العديد من الانتصارات الدبلوماسية والحقوقية والقانونية بالنسبة للشعب الصحراوي وفي ظل واقع جديد تطبعه كذلك العودة للكفاح المسلح ورهانات الاحتلال الخطيرة بالزج بأطراف خارجية لضرب أمن واستقرار المنطقة». وهو ما يتطلب حسب ما اكده «تجنيد الجميع، الشعب الصحراوي والمتضامنين معه لربح الرهانات الحالية وتسريع مسار الاستقلال الوطني». وأبدى بشرايا البشير، أمله في أن تكون طبعة العاصمة الألمانية لهذه الندوة، حدثا بارزا يخرج بخارطة طريق تضامنية فعالة تغطي سنة 2023 وتلبي تطلعات المرحلة من مختلف الجوانب. ومن المنتظر أن تستقبل الطبعة 46 للندوة الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي وفدا رسميا يمثل الدولة الصحراوية إلى جانب وفود دولية وازنة وممثلين عن حركة التضامن من مختلف البلدان. فضح وإدانة مؤامرات الاحتلال وكان رئيس التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي (أوكوكو)، بيار غالاند، أكّد بدوره أن ندوة برلين ستكون فرصة لفضح وادانة الطرح الاستعماري المغربي المسمى « الحكم الذاتي»، لأنه يشكل في حقيقة الامر خطة ضم مرفوضة جملة وتفصيلا. وخلال ندوة صحفية أدلى بها عقب أشغال التحضيرات لهذه الندوة في شهر أكتوبر الماضي، صرح غالاند قائلا: «خلال الندوة القادمة لمنظمة ايكوكو، سنعمل على جذب اهتمام الأممالمتحدة حول مسألة استئناف الشعب الصحراوي للكفاح المسلح لأنه يتلقى معاملة سيئة»، مضيفا أن «ايكوكو تدعم الكفاح المسلح الصحراوي، لأنها طريقة مثل أي طريقة أخرى لانتزاع الاستقلال». في نفس الشأن، أوضح السيد غالاند أن المخطط المشؤوم الذي اقترحه المغرب سيتم إدانته بهذه المناسبة مضيفا «سيعمل المشاركون على التأكيد بأن هذه الخطة هي في حقيقة الأمر مجرد خطة ضم». كما كشف المتدخل أنه سيتم خلال ندوة برلين « استوقاف الأممالمتحدة لتحمل مسؤولياتها وتذكيرها بأنها فشلت إلى حد الآن، و أن الوقت قد حان للاستماع إلى قرار محاكم العدل الإفريقية والأوروبية الذي يؤكد أن الشعب الصحراوي مميز عن الشعب المغربي». وخلص إلى القول: «سوف نذكر بأن دعمنا للشعب الصحراوي هو بمثابة مساهمة في تحقيق السلام عبر العالم».