انطلاق عملية إحصاء الثروة الحيوانية دعا الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين عبد اللطيف ديلمي من بومرداس كافة الفلاحين والمنتجين في مختلف الشعب، إلى رفع التحدي الاقتصادي وربح معركة الأمن الغذائي، مؤكدا في هذا الخصوص "أن الظروف الاقتصادية الدولية الراهنة تستوجب علينا جميعا رفع التحدي والاستجابة لدعوة رئيس الجمهورية وبرنامجه الهادف إلى واجب تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي الوطني". احتضنت أمس كلية التكنولوجيا لجامعة امحمد بوقرة ببومرداس، فعاليات إحياء الذكرى ال 48 لتأسيس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين تحت شعار "أمننا الغذائي ضمان لسيادتنا الوطنية"، بحضور عديد الفاعلين في الميدان والناشطين في هذا القطاع الحساس، حيث كانت المناسبة فرصة لاستعراض واقع النشاط الفلاحي وأبرز التحديات الراهنة داخليا وخارجيا من أجل ضمان ديمومة تموين السوق الوطنية وتقليل فاتورة الاستيراد بما يحقق الاكتفاء الذاتي الوطني. جاءت احتفالية هذه السنة في ظرف دولي اقتصادي خاص بسبب الأزمات العديدة التي يشهدها العالم والتي ألقت بظلالها وتداعياتها على الأسواق العالمية ومصادر التموين بالمواد الغذائية الإستراتيجية على رأسها الحبوب، وهي الوضعية التي تلخصت في كلمة الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين الذي أشار في مداخلته إلى انعكاسات هذه الظروف على الاقتصاد الوطني وحتمية رفع التحدي من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، الذي لا يكون إلى عن طريق الاهتمام أكثر بالقطاع الفلاحي وترقية الإنتاج الوطني خاصة في شعبة مادة الحبوب الاستراتيجية، مثلما قال. كما أشار الأمين العام عبد اللطيف ديلمي بالمناسبة أيضا إلى مختلف الإجراءات والتدابير المتخذة لمرافقة وتشجيع الفلاحين في الميدان والاهتمام بكل انشغالاتهم المطروحة، إلا أنه ركز في كلمته على متغيرات الظرف الاقتصادي الراهن الذي يستدعي رفع التحدي بما يحقق أمننا الغذائي وتجاوز الظروف الاستثنائية الدولية، مع الحرص أيضا على أهمية عصرنة القطاع وإشراك الجامعة في هذا المسعى الوطني وتوجيه ميدان البحث العلمي والتكوين لترقية النشاط وتحسين الأداء للرفع من مردودية الإنتاج. من جهته، والي بومرداس يحيى يحياتن جدد تعهده بمواصلة دعم ومرافقة المستثمرين والمتعاملين الاقتصاديين والعمل على رفع كل العراقيل المادية والتقنية التي تعترضهم، مذكرا بالخصوص بالإجراءات التحفيزية المتخذة في مجال منح رخص بداية الاستغلال بوحدات الإنتاج وتوفير العقار الصناعي لحاملي المشاريع بما فيها الفلاحية التي تتميز بها الولاية. في موضوع ذي صلة بالقطاع الفلاحي، انطلقت بولاية بومرداس عملية إحصاء الثروة الحيوانية مثل هو مسطر له من قبل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية الرامية إلى إعداد قاعدة بيانات معلومات دقيقة عن عدد رؤوس الماشية من أبقار وأغنام وماعز وخيول وغيرها من الأنواع الأخرى، وهذا بهدف تثمينها وحمايتها من نزيف الاستغلال والاستهلاك غير العقلاني، إلى جانب ظاهرة التهريب التي تهدد بعض الأنواع الأصلية التي تتميز بها البيئة الجزائرية.. وشرعت فرق الإحصاء التابعة لمديرية المصالح الفلاحية لولاية بومرداس بالتنسيق مع البياطرة في عملية إحصاء الماشية ومختلف الأصناف التي تتميز بها الولاية عبر 32 بلدية، حيث ينتظر أن يجوب الأعوان والى غاية 19 ديسمبر الجاري مختلف المناطق خصوصا المستثمرات الفلاحية والإسطبلات الخاصة بتربية الحيوانات على رأسها الأبقار والأغنام التي تهيمن على هذا النشاط الاقتصادي وبدرجة أقل الماعز المنتشر بالمناطق الجبلية والغابية. كما دعت مديرية المصالح الفلاحية كافة المربين إلى أهمية التعاون وتقديم كل التسهيلات لأعوان الإحصاء للمساعدة في ضبط عدد رؤوس الماشية بدقة تسهل مستقبلا من عملية التحكم في إدارة هذا النشاط الاقتصادي الحيوي وتثمين الثروة الحيوانية بالولاية، وأيضا تحسين أداء القطاع وترشيد عملية الدعم والمرافقة المخصصة للموالين والمربين خصوصا ما تعلق بالأعلاف والوسائل التقنية الموجهة لعملية الإنتاج، وكلها إجراءات تهدف إلى عصرنة تسيير القطاع والتحكم في هذه الثروة الهامة وأيضا تحديد قائمة المربين الحقيقيين الذين هم بحاجة إلى مساعدة وتشجيع.