كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبو عبد الله غلام الله عن وجود نقص في المفتشين، وان هناك 190 منصب شاغر، مقابل 110 مفتش يمارسون مهامهم على مستوى المقاطعات التي عينوا فيها، واعتبر العدد غير كافي في ظل التهديدات التي تواجهها الجزائر من تيارات دينية مختلفة تريد أن تستثمر في الدين لإحداث الفتنة وبعث الشقاق داخل شعب لم يفلح الاستعمار طيلة تواجده على أرض الوطن من مسخه ومحو هويته الإسلامية. حذر الوزير أبو عبد الله غلام الله خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها أمس في الملتقى التكويني الموجه للمفتشين الدينيين من وجود تيارات على غرار التيار التبشيري و«عباد الشيطان»، تنشط في الخفاء بعيدا عن الأعين، باستعمال بيوت الجزائريين خارج المدن الكبرى، مستغلة بذلك كرم أهل الدار لبث سموم لتشويه الجانب العقائدي الذي نشأ عليه الفرد الجزائري توارثه أبا عن جد. وقد حمل الوزير المسؤولية في ذلك المفتشين الدينيين الذين قصروا في أداء مهامهم، في ظل انتشار كما قال «أفكار تخالف التوجيهات، وتعاكس تفكير الأمة» التي لا تتوقف بمجرد زيارة المساجد والتحدث إلى الأئمة، وانما يتعين عليهم جمع المعلومات عن كل كبيرة وصغيرة في المقاطعات التي عينوا فيها، مبرزا «على كل مفتش ان يفهم انه اطار في الدولة»، وانطلاقا من ذلك هو مطالب بأداء مهامه على أحسن وجه، وان يحرص على المراقبة المستمرة، ولن تقتصر مهمته في هذا المجال فحسب، وانما يكون على اتصال دائم مع المراكز الثقافية الاسلامية، ويساهم في وضع برامج النشاطات، والمحاضرات التي تقدم فيها، باعتبار هذه المراكز والمعاهد يمكن ان تكون فضاءات لطرح أفكار مخالفة للقيم والتاريخ والدين الاسلامي». وأضاف في سياق متصل «لسنا هملا ولا نسمح لأحد ان يتبنانا دينيا». وأكد في هذا الصدد على ضرورة تفعيل الامكانيات المتوفرة، والتنسيق مع الوزارة، وملء «كل فراغ حتى لا تستغله أي نحلة (بكسر النون) من النحل، مشيرا إلى ان الجزائر معرضة لاخطار كبيرة، لأن هناك تيارات من دول عربية تجد في بلادنا أرض خصبة، لبث وترويج أفكار، تهدد الوحدة الوطنية. وفي سياق رده عن أسئلة الصحافة حول موضوع الملتقى، أعلن غلام الله ان هناك نقصا كبيرا في تكوين الأئمة ستعين على المفتشين استدراكه عن طريق التوجيه، التأطير، والتقييم للخطاب المسجدي. وفيما يتعلق «عزوف» الأئمة التي تتوفر فيهم الشروط عن الالتحاق بالمناصب المفتوحة للمفتشين، طمأن وزير القطاع انه سيتم استرجاع منحة الإلزام قريبا، باعتبارها محفز للمفتشين للقيام بوظيفتهم على أحسن وجه .