الفلاحة الصحراوية.. تحقيق الاكتفاء الذاتي والتوجه نحو التصدير أجمع خبراء على أن الفلاحة الصحراوية السبيل الوحيد لتحقيق الاكتفاء الذاتي، خاصة وأن الإمكانيات والإرادة موجودتان، لكن تحديات عديدة تواجه هذا المجال، حيث تسعى السلطات من خلال خوض التجربة إلى التخلص من معضلة التبعية للخارج في مجال الحبوب، بودرة الحليب واللحوم الحمراء. أوضح الخبير الفلاحي لعلى بوخالفة ل "الشعب"، أن الجزائر استطاعت ان تحقق أمنها الغذائي في مستوى يفوق 70 بالمائة في أغلب المواد الفلاحية ذات الاستهلاك الواسع خاصة الخضروات والفواكه، إلا أنها تبقى تابعة للخارج في ثلاث مواد رئيسية، الحبوب، بودرة الحليب، اللحوم الحمراء، لهذا أعطىت السلطات العليا أهمية قصوى للقطاع الفلاحي عامة والشعب المذكورة على وجه الخصوص. واتخذت عدة إجراءات للنهوض بهذه الشٌعب، ولتلتحق بمستوى الشُعب الأخرى، تتعلق برفع مستوى استرجاع أسعار الحبوب، الترخيص باستيراد العتاد الفلاحي وقطع الغيار، خاصة الجرارات التي لا يتجاوز عمرها 10 سنوات، ودعم مستوى الأسمدة من 20 إلى 50 بالمائة، بالإضافة إلى قرارات أخرى. ولتجسيد هذا المسعى، وقع الاختيار على الصحراء الشاسعة التي تتوفر على كل الشروط سواء نوعية الأرض الخصبة أو الرملية، ووفرة المياه وتهيئة المسالك التي تسمح بتنقل المستثمرين إلى حقولهم، مما يؤكد أن كل الظروف مهيئة، واتخذت إجراءات صارمة في هذا الصدد، حيث كلّفت وزارة الفلاحة بتجسيد البرنامج الطموح الذي يهدف إلى رفع مردودية الحبوب بين 30 إلى 50 بالمائة للقنطار في الهكتار. ويضاف إليها يقول المتحدث - تكثيف زراعة الحبوب، خاصة وأن الجزائر تمتلك مساحة تقدر ب 3 ملايين هكتار مخصصة للحبوب، بمعنى لو نفذ قرار رفع المردودية ستنتج 90 مليون قنطار، وهذا يعتبر تحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيرا أن الطموح أن تصل الجزائر إلى 80 قنطارا للهكتار، خاصة وأن هناك تجارب لبعض البلدان على غرار اليابان، استطاعت أن تحقق من خلالها 162 هكتار في القنطار. وأبرز بوخالفة أهمية إشراك الجامعة في تحقيق الهدف، أي استغلال البحوث وتجسيدها ميدانيا مع المستثمرين لرفع مستوى المردودية، التي لا تتجاوز حاليا 17 قنطارا في الهكتار، وفي حال الوصول إلى 50 تكون بلادنا قد حققت 150 مليون، والجزائر تحتاج 90 مليون فقط والباقي يمكن توجيهه نحو التصدير، ويصبح بذلك مدخول الحبوب أكثر من مداخيل المحروقات الملاحظة حاليا. وبتجسيد القرارات المتخذة في مجلس الوزراء، وبأمر من رئيس الجمهورية الذي أعطى أهمية قصوى للمجال الفلاحي، يمكن أن تصبح الجزائر قطبا فلاحيا بامتياز خاصة في مجال الحبوب، مشيرا بخصوص اختيار صحراء بلادنا لتجسيد هذا المسعى، راجع إلى توفرها على جميع الشروط التي تسمح برفع المردودية وزيادة المداخيل، ولِمَ لا التوجه إلى التصدير. وتحقيقا لهذا الهدف كلفت وزارة الفلاحة - حسب المتحدث - الديوان الوطني للفلاحة الصحراوية بتجسيد المشروع ميدانيا، حيث وضعت مؤخرا سبع مساحات كبرى قيد الاستغلال في عدة ولايات جنوبية المنيعة وغرداية وورقلة وتقرت، المنشأة حديثا مشيرا أنه بالاستغلال العقلاني لهذه المساحات، يمكن أن تصبح الجزائر بلد منتج للحبوب بامتياز. وقال بوخالفة إنّ الفلاحة الصحراوية يمكن استغلالها في ثلاثة أنواع من الزراعات، الحبوب لضمان الأمن الغذائي، النباتات الزيتية كالشمندر السكري، الذي يضمن إنتاج السكر بكميات كبيرة مستوردة ونباتات زيتية يقصد منها السلجم الزيتي، والسوجا وعباد الشمس التي تدخل في إنتاج زيت المائدة. وأشار الخبير الفلاحي إلى تصريح رئيس الجمهورية خلال تدشينه لمعرض الإنتاج الوطني، أن كل الإجراءات اتخذت في هذا المجال، وسيوضع حدا لاستيراد المواد الخامة الموجهة لصناعة الزيوت، حيث ستنتج في بلادنا محليا إلى غاية أفريل 2023 وهذا ممكن -يقول المتحدث- على اعتبار أن تجارب السلجم الزيتي إيجابية أثبتت أنه يمكن أن تنافس مردودية البلدان المتقدمة، أضف إلى ذلك عباد الشمس يمكن زرعه في الصحراء، الذرى الصفراء كل هذه النباتات تساهم في إنتاج زيت المائدة.