كشف استطلاع للرأي عن وجود فارق في تقييم الأوضاع بالمغرب بين الأشخاص الأكثر ثراء والأفضل تعليما، مقارنة مع من لا يغطي دخلهم نفقاتهم، حيث إنّ الفئة الأولى متفائلة أكثر إزاء مستقبل المملكة وتعرب عن إحساس أكبر بالأمان الاقتصادي، وهي أقل إقبالا على انتقاد الوضع الحالي في البلد، في حين أنّ الفئة الأخرى أكثر تشككا وتعبيرا عن إحباط اقتصادي، ولها قابلية أعلى لانتقاد العديد من جوانب الحياة في المملكة. وأبرز التقرير أنّ المغاربة يعتبرون أنّ القضايا الاقتصادية هي التحدي الأبرز الذي يواجه المغرب، ويطالبون بعودة المساعدات والدعم وتحسين الدخل، ويرى ثلث المواطنين أنّ البحث عن مستقبل أفضل في بلد آخر هو السبيل لمواجهة هذه التحديات. وتكشف أرقام استطلاعات الرأي عن أنّ 65% من المغاربة غير راضين عن الوضع الاقتصادي، و62% منهم عبروا عن تخوّفهم من أن ينفذ غذاؤهم قبل تأمين المال لشراء المزيد. وبخصوص المسائل التي ينبغي أن تركز عليها الحكومة لتحسين الظروف الاقتصادية، جاء خلق فرص عمل جديدة في المقدمة، متبوعا بخفض تكلفة المعيشة، ثم رفع الأجور، كما اعتبر 27% أنّ الدعم الحكومي ينبغي أن يكون من أولويات الإنفاق الحكومي خلال 2023. كما يظهر الاستطلاع عدم رضا المغاربة عن قطاعي الصحة والتعليم، حيث إن75% غير راضين عن نظام الرعاية الصحية وعن النظام التعليمي بالمملكة، نظرا للاختلالات العديدة الموجودة بهما، كما يمتد عدم الرضا ليطال جودة الطرقات وخدمات جمع النفايات. وأبرز استطلاع الرأي أنّ 92% من المغاربة من يؤكد وجود فساد في مؤسسات الدولة وأجهزتها الوطنية. وبخصوص التطبيع، فقد رصد التقرير أنّ 64% يعارضون، في حين يعتبر المغاربة (57%) أنّ أكبر تهديد للأمن القومي هو الاحتلال الصهيوني لفلسطين. مستوى التعليم كارثي في السياق، قال شكيب بنموسى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، إنه بالرغم من وجود إرادة لإصلاح التعليم بالمغرب، فإنّ النتائج ليست في المستوى، لا فيما يتعلق باكتساب التعلمات الأساس، ولا فيما يخص الثقة في المنظومة التعليمية من طرف المواطنين والمواطنات. وأضاف بنموسى في كلمة له، خلال الدورة التي عقدها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أمس الاثنين بالرباط، أنّ 70 في المائة من التلاميذ لا يتحكمون في المقرر الدراسي عند استكمالهم التعليم الابتدائي، إضافة إلى عدم الوصول إلى تحقيق إلزامية التعليم (أزيد من 300 ألف حالة انقطاع عن الدراسة سنويا). وأشار أنّه في نهاية السلك الابتدائي 30 في المائة فقط من التلاميذ من يتمكنون من المقرر الدراسي، وفي نهائة التعليم الإعدادي 10 في المائة من التلاميذ فقط يتمكنون من المقرر الدراسي، مع تسجيل تفاوتات بين القطاع الخاص والعام.