أكد الرئيس الصحراوي، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، إبراهيم غالي، عزم الصحراويين على الاستمرار في كفاحهم بكل ما يتاح لهم من إمكانيات، وقال: " الشعب الصحراوي واثق وفخور بأنه رغم ظروف الحرب والشتات يمضي قدما في بناء دولة عصرية وتكريس تجربة ديموقراطية ناجحة تجتمع فيها السلطات كاملة". في تقديم التقرير الأدبي أثناء افتتاح أشغال المؤتمر السادس عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو"، مساء أمس، قال الرئيس الصحراوي أن هذا اللقاء يتجدد ليجمع الصحراويين في منبر ديموقراطي لتعميق النقاش وبلورة التصورات والاستراتيجات التي تتوج بالنصر الحتمي. وعملت جبهة "بوليساريو"، انطلاقا من مقررات المؤتمر 15 للجبهة، خاصة المتعلقة بالنظر في عملية السلام الذي تقوده الاممالمتحدة، في مقدمتها الارتقاء بالعمل السياسي وجاهزية الجيش الصحراوي وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، والوقوف عند الظرف والمعطيات والتطورات إقليميا، قاريا وجهويا، يقول الرئيس الصحراوي. ومن أبرز التطورات على الساحة الدولية، التي ذكرها غالي، هو انتشار وباء كورونا في العالم، خاصة في ظل عدم توفر اللقاح المناسب وانتشار الوباء "العالم اضطر لاتخاذ إجراءات احترازية بما فيها غلق الحدود والحجر الصحي وإعلان حالة طوارىء، ما أدى إلى تبعات اقتصادية واجتماعية خطيرة." وقال في هذا السياق:« نسجل بارتياح نجاح الدولة الصحراوية في مجابهة هذا الوباء الخطير بالتنسيق مع الدول والجمعيات عبر العالم، وخاصة مع الشقيقة الجزائر في تجنب الآثار الخطيرة في مخيمات العزة والاراضي المحررة" في خضم ذلك، أشار المتحدث الى أنه لم تتوقف التجاذبات السياسية بين القوى الكبرى في العالم، وتجلى هذا النزاع في شكل آخر من الحرب الباردة بأطراف جديدة، والسعي لفرض المواقف والاستقطابات وانعكاساتها في ملفات أخرى. وأضاف: " لقد أظهرت التطورات المتسارعة للحرب في أوكروانيا مخاطر حقيقة داهمة تهدد صون السلم في العالم وتنذر بتفاقم الأزمة الاقتصادية في الطاقة والغذاء.."، وصولا إلى الحديث إلى اللجوء عن السلاح النووري وتصاعد وتيرة الازمات والحروب في شتى أنحاء العالم "وقد فضحت الأزمة بشكل صارخ سياسة الكيل بمكيالين بين القضايا المطروحة على الساحة الدولية، بعيدا عن الشرعية الدولية والقانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة وحقووق الأنسان" وتابع الرئيس الصحراوي:« غير أننا نشير من جهة أخرى أن استئناف الكفاح المسلح بعد نسف المغرب اتفاق وقف اطلاق النار، قد فرض القضية بشكل لافت على الساحة الدولية سواء مجلس الأمن الدولي أو مختلف الحكومات والجمعية العامة للامم المتحدة" قاريا، أوضح غالي إن القضية الصحراوية حافظت على مكسبها داخل الاتحاد الافريقي، رغم محاولات دولة الاحتلال المغربي وحلافائها لتحييد دور الاتحاد الافريقي "تكسرت محاولات دولة الاحتلال مرة أخرى أمام ارادة الافارقة" وعلى المستوى الاقليمي، أبرز غالي تبوء الجزائر مكانة مستحقة اقيلميا ودوليا "وتسير بكل ثقة وأمان نحو تجسيد نهضتها، والشروع في إصلاحات جذرية في مختلف القطاعات، وحافظت بتمسكها بمواقفها المبدئية واللامشروطة للقضايا العادلة في مقدمتها القضية الصحراوية انطلاقا من مبادىء ثورة أول نوفمبر". وتسجل الجزائر - يضيف - جهودا حثيثة لتكريس السلم في دولة مالي ومساعيها لوضع حد للازمة الليبية. وعلى المستوى الأوروبي، أبرز الرئيس الصحراوي ما حققته القضية الصحراوية من انتصارات جديدة، أهمها قرار المحكمة الاوروبية 29 سبتمبر 2021 ببطلان اتفاقية الصيد البحري والفلاحة مع المغرب " برغم من أن دول الاحتلال معروفة بشراء الذمم وتشكل طرفا رئيسيا في هذه القضية، فإن مصداقية البرلمان الأوروبي بل والاتحاد الأوروبي أصبحت على المحك" وأشار الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، إلى ما تشهده المملكة المغربية من تقلبات مستمرة في أوضاعها، سواء على مستوى القصر الملكي أو بتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ما خلق موجة من السخط. وتابع قائلا: " كل ذلك دفع الحكومة المغربية إلى اتخاذ قرارات ارتجالية والذهاب إلى أبعد الحدود ورهن البلاد والعباد ومضاعفة الدين الخارجي، والانغماس في سياسة التطبيع ورهن مقدرات الشعب المغربي.." ووفق غالي، فإن سياسة التعنت المغربي جعل دولة الاحتلال تُقدِم على خطوات متهورة وخطيرة في علاقاتها مع العالم، منها استخدام نظام بيغاسوس للتجسس على مسؤولين أوروبيين ساميين في فرنسا واسبانيا والاتحاد الأوروبي، ناهيك عن رمي أبنائها في عرض البحر لممارسة الابتزاز "واستدراج مهاجرين أفارقة ومحاولة تصفيتهم بلا رحمة ولا تمييز." وجدد المصدر إدانة ما تركتبه دولة الاحتلال في استهداف مواطنين عزل بأسحلة فتاكة "ونطالب بتحرك المجتمع الدولي لتعجيل إطلاق جميع الأسرى الصحراويين المدنيين ووقف نهب خيرات الشعب الصحراوي." 22:45:14