وسط حالة من الغليان تعيشها مدن الضفة الغربية، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية قرارات الحكومة الصهيونية ضد المواطنين المقدسيين المدنيين العزل، واعتبرتها انتهاكات جسيمة للقانون الدولي واتفاقيات جنيف. أضافت أنّ تلك القرارات عقوبات جماعية وامتداد لسياسة الاحتلال الهادفة لضرب الوجود الفلسطيني في القدس وتفريغها من مواطنيها الأصليين، كما قالت إنها تعبير واضح عن أزمات الحكومة الصهيونية التي تحاول تصديرها إلى الجانب الفلسطيني. إلى ذلك، أوضحت الوزارة أن هذه القرارات من شأنها أن تصب الزيت على النار تمهيداً لتفجير ساحة الصراع برمتها. وطالبت المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية بترجمة المواقف والشعارات والأقوال إلى أفعال وإجراءات عملية، وآليات ملزمة تجبر الحكومة الصهيونية على وقف جميع إجراءاتها الأحادية الجانب غير القانونية تمهيداً لإحياء المسار السياسي التفاوضي بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. غلق منزل الشّهيد علقم هذا وأعلنت سلطات الاحتلال، أمس الأحد، إغلاق منزل الشهيد خيري علقم، منفذ عملية القدس، الجمعة، التي أسفرت عن مقتل 7 مستوطنين وإصابة آخرين بجروح، في أول إجراء من سلسلة القرارات العقابية التي اتّخدتها. قرار الغلق جاء بعد ساعات قليلة من قرار الطاقم الوزاري الصهيوني المصغر (الكابينت)، أجاز فيه إغلاق منزل الشهيد في أقرب وقت ممكن تمهيدا لهدمه. واتّخذ الكابينت الصهيوني سلسلة قرارات عقابية ردّا على عمليتي القدس، وتضمّنت إغلاق منزل منفذ عملية القدس، وحرمان عائلات منفذي العمليات من الحق في التأمين الوطني ومزايا أخرى، وكذلك رفض منح بطاقات الهوية الخاصة بسكان القدس لعائلات منفذي العمليات. هدم 14 منزلا في القدس الشّرقية كما شرعت السلطات الصهيونية في هدم 14 منزلا بالقدس الشرقية كإجراء عقابي بعد العمليات الأخيرة. وقالت الهيئة العامة للبث الصهيوني: "بدأ هدم 14 مبنى غير مرخص في القدس الشرقية بتوجيه من وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير". وأضافت: "يتم تنفيذ عمليات الهدم من قبل البلدية وسلطة فرض الأراضي وتأمينها من قبل الشرطة". وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأنّ السلطات الصهيونية هدمت منزلا في جبل المكبر، جنوب شرق القدس الشرقية بداعي البناء غير المرخص. ترخيص الأسلحة كما قرّر المجلس الأمني الصهيوني المصغر تسريع وتوسيع نطاق منح تراخيص الأسلحة النارية للصهاينة، وتعزيز الإجراءات الأمنية في المستوطنات، وتعزيز قوات الشرطة والجيش لشن هجمات أمنية وحملات لجمع ما وصفها بالأسلحة غير المشروعة. وكان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قد توعّد بما سماه الرد القوي على عمليتي القدسالمحتلة، وبإجراءات "قوية" تشمل هدم منازل منفذي الهجمات "بشكل فوري". ومثّلت عمليتا إطلاق النار في القدسالمحتلة تحديا لنتنياهو، الذي عاد إلى السلطة في ديسمبر الماضي على رأس حكومة قومية يمينية متشدّدة، متعهدا بتعزيز السلامة الشخصية للصهاينة بعد سلسلة من العمليات نفذها فلسطينيون العام الماضي. تقييم الوضع الأمني من جهة أخرى، قالت إذاعة جيش الاحتلال إن وزير الدفاع الصهيوني يوآف غالانت سيجري تقييما للوضع بمشاركة رئيسي الأركان والشاباك. من جانبه، قال وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير، إنّه طلب من المستشارة القانونية للحكومة إغلاق منازل منفذي الهجمات في القدس. كما دعا العنصري بن غفير إلى إنشاء قوة أطلق عليها "الحرس الوطني"، وتجهيزها لتكون قوة وقائية وهجومية كبيرة، بحسب تعبيره. أما وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش، فدعا إلى محاصرة الأحياء التي تعيش فيها عائلات منفذي الهجمات. بدوره، أعلن جيش الاحتلال أنه تقرر إغلاق المستوطنات المحيطة بالقدس أمام العمالة الفلسطينية. شهيد في قلقيلية في غضون ذلك، أطلقت دورية أمنية صهيونية النار على مواطن فلسطيني وقتلته قرب مستوطنة كدوميم شرقي قلقيلية، بزعم محاولته تنفيذ عملية إطلاق نار في المستوطنة. وأعلنت السلطات الفلسطينية، أمس الأحد، استشهاد الشاب الفلسطيني كرم علي سليمان (18 عاما) من قرية قوصين بنابلس، برصاص العدو شمالي الضفة الغربية. وباستشهاد سليمان، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين ارتقوا في الضفة الغربية خلال هذا الشهر الى 32، بينهم مدنيون ومقاومون . كما قالت الصحة الفلسطينية، إن عمر السعدي (24 عاماً) قتل متأثراً بجروح بالغة، أصيب بها بالرصاص الحي في البطن الذي أطلقه الجيش الصهيوني الخميس الماضي في جنين. وقُتل ما لا يقل عن 26 صهيونيا واستشهد 200 فلسطيني في أنحاء الكيان الصهيوني والأراضي الفلسطينية في عام 2022، معظمهم في الضفة الغربية، في أكثر الأعوام عنفا بين الجانبين منذ سنوات. وفي التطورات الميدانية، واصلت قوات الاحتلال حملة الاعتقالات فحتى صباح السبت، اعتقلت نحو 50 مواطنا من القدسالمحتلة. اقتحام السّجون في السياق ذاته، ندّدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين باقتحام قوات صهيونية أقسام الأسرى الفلسطينيين داخل سجونها، و«التنكيل" بهم وعزلهم. وأكّدت الهيئة - في بيان صحفي عبر حسابها على فيسبوك - أنّ إدارة السجون "قامت باقتحام أقسام الأسرى الفلسطينيين داخل سجونها، ونكلت بهم وعزلتهم ونقلت العشرات من سجن لآخر، في مخطط يهدف للتضييق عليهم". المستوطنون يصعّدون في الأثناء، هاجم مستوطنون، فجر أمس الأحد، منازل المواطنين وممتلكاتهم في بلدة ترمسعيا شمالي رام الله، وأحرقوا أحد المنازل وعددا من المركبات هناك، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية. ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مصادر محلية، أن المستوطنين اقتحموا منزل المواطن عودة جبارة وأشعلوا النيران فيه، وأحرقوا مركبات في محيطه، ونجاة العائلة بأعجوبة. ويظهر مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي الفلسطينية ثلاثة شبان ملثمين يشعلون النار في المنزل. واعتدت مجموعة من المستوطنين على منازل أخرى في القرية، وقامت بتدمير محتوياتها وتحطيم الأثاث والنوافذ. وذكرت تقارير أن المستوطنين هاجموا خلال ساعات الليل مركبات وحطموها، كما حطّموا مركبات كانت في طريقها لمدينة رام الله. زيارة بلينكن سياسيا، بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة أمس، تشمل مصر والكيان الصهيوني والضفة الغربية، بينما يواصل مدير الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، وليام بيرنز محادثاته لوقف التصعيد بين الصهاينة والفلسطينيين. وشهدت القدسالمحتلة عمليتين أسفرتا عن مقتل 7 صهاينة وإصابة عدد آخر، وذلك عقب مجزرة نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني في مخيم جنين أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين وإصابة 20 آخرين.