ما تزال معاناة سكان الحي القصديري معمل النجاح بلدية الرغاية، قائمة نتيجة غياب أدنى ضروريات الحياة العادية به، فبالرغم من برمجته ليكون ضمن الأحياء المعنية بعمليات إعادة الإسكان مستقبلا، إلا أن حلم الترحيل تمّ تأجيله إلى أجل غير معلوم، في حين تمّ ترحيل العديد من العائلات كانت تقطن بأحياء فوضوية لا تبعد على «معمل النجاح» سوى كيلومترات قليلة. قال ممثل عن سكان معمل النجاح ل»الشعب»، إن وجود أغلبية العائلات القاطنة بالحي تجاوز 40 سنة دون أن تحرّك السلطات المحلية ومصالح الولاية حيال وضعهم المزري ساكنا. وعبّر المتحدث عن مخاوف من إقصاء طلبات السكان، وعدم حمل مطالبهم التي رفعوها في الاحتجاج الأخير بترحيلهم في أقرب الآجال محمل الجد، خاصة مع التدهور الكبير لسكناتهم القصديرية، وغياب أدنى شروط الحياة، معربا عن تخوف سكان الحي من إقصائهم من عمليات الترحيل القادمة وبقائهم في تلك الأكواخ لسنوات أخرى. وأشار المشتكي إلى أنهم رفعوا العديد من الشكاوى والطلبات للجهات المعنية التي أبدت رغبتها لمساعدتهم ووعدتهم بضمهم لأي مشروع سكني، وقامت بإحصاء على مستوى الحي وسجّلت سكناتهم القصديرية، غير أن مصالح إعادة الإسكان لم تقم بإدراجهم ضمن قوائم المستفيدين من برامج الترحيل، ليضيف بأنه عقب كل عملية منح سكنات لسكان القصدير يقومون بوقفات، وتعدهم السلطات المحلية بالهدوء وانتظار دورهم غير أن صبرهم قد نفذ، ولابد من تطبيق الوعود في العمليات المقبلة، ما جعلهم يتخوّفون من إقصائهم أو تأجيل دورهم. ولفت ممثل الحي إلى أن السكان وجّهوا نداء استغاثة لنواب المجلس الشعبي الوطني وطالبوا بنصيبهم من السكنات التي يتمّ توزيعها في كل مناسبة، مناشدين التدخّل لتحقيق حلم ترحيلهم إلى شقق لائقة على غرار الآلاف من العائلات التي رحلت ضمن برامج إعادة الإسكان التي باشرتها ولاية الجزائر منذ 2014، مؤكدين بأن وضع حيّهم يتطلّب التفاتة عاجلة كونه لا يتوفر على أدنى شرط للحياة العادية. وعبّر السكان، على لسان ممثلهم، عن أسفهم لتهميش حي معمل النجاح من عمليات الترحيل التي شهدت تنظيم أزيد من 25 عملية ترحيل رغم الوضع الصعب الذي تعيشه العائلات به منذ عدة سنوات، مناشدين مصالح إعادة الإسكان بولاية الجزائر تسوية وضعيتهم العالقة منذ سنوات، وذلك بترحيلهم إلى سكنات لائقة تكفل لهم العيش الكريم.