ينظّم المجلس الإسلامي الأعلى فعاليات المؤتمر السنوي حول "السلوك الحضاري" أيام 25، 26 و27 من شهر فبراير القادم بوهران، بمشاركة ممثلين عن 40 دولة، حسب بيان للمجلس تحصلت "الشعب" على نسخة منه. يطلق مصطلح "السّلوك الحضاريّ"، حسب ما جاء في ديباجة المؤتمر السنوي على "جُملَة سلوكَات الإنْسان، المُتَّفقة مع قِيم وقواعد العقْل والْمنْطق والدِّين، ومع رُوح القواعد العامَّة لِلْمجْتمع المتجانس، ثَقافِيًا واجْتماعيًّا، ومع الأعْراف الإنْسانيَّة العامَّة، المُتعارف عليْهَا عَبْر المَواثيق العالميَّة". كما "يُعَد السُّلوك الحضاريُّ"، حسب ذات المصدر "شكْلاً مِن أَشكَال اَلوُجود الواعي، فَخيرِية المجْتمعات والشُّعوب، لَيسَت اِنْتقائيَّة اِصْطفائيَّة، بل الخيْريَّة والشَّاهْديَّة تَكمُن فِي قُدرَة الفرْد على مُمَارسَة قِيَمه الحضاريَّة والثَّقافيَّة، وأن يَربِطَ مُمَارستهَا، بِآدميَّته وَوجُوده، كإنْسَان يَحمِل رِسالة خَالِدة"، وبالتالي فإنّ "السُّلوكَ اللَّاحضاريَّ، هُو اَلذِي يُمَارَس خَارِج القيّم والْمعايير، وَهُو ذَاتُه السُّلوك المنافي لِلْقيم، اَلتِي يُؤْمِن بِهَا الفرْد، مَهمَا كان مُعتقَده ومشْرَبه اَلفكْرِي؛ ونحْن اليوْم نُشَاهِد ذَلِك الشَّرْخ الواسع، بَيْن الإنْسان وَقيَمِه، خَاصَّة فِي العالم الإسْلاميِّ، حَيْث صار السُّلوك اللَّاحضاريُّ سائدًا وَغالِبا على اَلعُموم. وَهُو مَا نَجدُه فِي سلوكَات بَعْض المجْتمعات المتقدِّمة، وَالتِي تَتَناقَض مُمارساتهَا مع مبادئهَا وَقيمِها اَلتِي تَأسسَت عليْهَا". وجاء أيضا في الديباجة: "السُّلوك الحضاريُّ يبدأ مِن البيْتِ، وينْتَهي بِالدَّوْلة ومؤسَّساتهَا، فالمحافظة على البيئة والمحيط على سبيل المثَال سُلُوك حَضارِي، تَحرِص على إِبْرازه المجْتمعات الرَّاقية، وتسْهر على تنْميَته الدُّول المتطوِّرة، لِارْتباطه بِالصِّحَّة، المناخ، ومسْتقْبل الأجْيال. إنَّ السُّلوكَ الحضاريَّ، هُو اَلذِي لَا يُسيء لِلْآخرين، ولَا يُؤْذِي الذَّوْق اَلْعام، ولَا يَضُر بِقيم المجْتمع، بل هُو مِرْآة المجْتمع وصورَته، وَهُو المَعَبر عن كيْنونته الوجوديَّة، فِي عَالَم لَا يَعتَرِف إِلَّا بِالْملْموس". للإشارة، فإنَّ السُّلوك الحضاريَّ، "لَيْس مَسْأَلةً فَردِيةً فحسْب، بل لَه عَلاقَةُ بِالْمجْتمع، ذَلِك أَنَّه يَنِم عن طَبِيعَة الحضارة اَلتِي تُرسِّخ فِي أبْنائهَا السَّلوكات الحضاريَّة كَثَقافَة عَامَّة. ولَا غَرْو أنَّ التَّفَتُّحَ على الغيْر هُو إِقرَار بِتراجع الأنانيَّة، واعْتراف بِعَدم قِيمة الفرْد خَارِج الجماعة الإنْسانيَّة". وانطلاقا من هذه المفاهيم، سيناقش المؤتمر السنوي حسب بيان المجلس الاسلامي الأعلى إشكالية: "متى وكيف تكون سُلْوكاتنَا حَضارِية، ومتناغمة مع مُعْتقداتنَا وعاداتنَا ومشْتركاتنَا الإنْسانيَّة؟"، كما يقام المؤتمر السنوي تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، وسيكون مناسبة ل "دراسة السّلوكات الحضارية المتطلع إلى تحقيقها في ظل التحولات الكونية الجارية". وتتناول محاور المؤتمر حسب ذات البيان: "السلوك الحضاري والمفاهيم والرؤى، السلوك الحضاري ونماذج وتطبيقات، والسلوك الحضاري والقيم الإسلامية، السلوك الحضاري مقاربات فكرية، طرق ووسائل تفعيل السلوك الحضاري، إضافة إلى السلوك الحضاري الخصوصية والكونية". وسيشارك في إثراء المواضيع المذكورة أعلاه عدد من العلماء والخبراء والباحثين الأكاديميين، وقادة الرأي العام والمؤثرين ومسيرو المؤسسات وفاعلون في المجتمع المدني من (40) أربعين بلدا، يشير بيان المجلس الإسلامي الأعلى.